ملحمة الكبرياء والعزة

النائب علاء عابد
النائب علاء عابد

فى مثل هذه الأيام من يناير 2019، وبعد 63 سنة من استشهاد المجند بالقوات المسلحة محمود عبيد سالم، خلال العدوان الثلاثي» على مصر عام 1956، استشهد حفيده، رائد الشرطة مصطفى عبيد محمود سالم، خبير المفرقعات بمديرية أمن القاهرة، مُضحيا بحياته لإنقاذ إخواننا الأقباط فى كنيسة «أبو سيفين» بعزبة الهجانة، فى مدينة نصر.

وقتها، تلقى الشهيد «مصطفى» بلاغاً بالعثور على حقيبة كانت تحتوى على «جسم مشبوه»، بجوار الكنيسة، فطلب الشهيد «مصطفى» من زملائه أن يكون هو فى المقدمة، ثم بدأ يتعامل بمفرده مع الجسم الذى تبين أنه عبوات ناسفة فانفجرت إحداها فجأة وسقط البطل شهيدًا. 

قصة الشهيد مصطفى عبيد محمود سالم، ومن قبله جده المجند الشهيد محمود عبيد سالم، هى ملحمة بطولية كانت مفتتحا لاحتفال مصر بـ «عيد الشرطة»، فى الذكرى الثانية والسبعين للمذبحة التى تعرض رجال الشرطة البواسل، حينما رفضوا إلقاء أسلحتهم والاستسلام لجيش الاحتلال البريطاني، أثناء «معركة الإسماعيلية» عام 1952، وقاتلوا دفاعاً عن السيادة المصرية.

حاصر أكثر من 7 آلاف جندى بريطانى مبنى محافظة الإسماعيلية، والثكنات التى كان يدافع عنهما 850 جندياً فقط، بقيادة الضابط الشهيد مصطفى رفعت، دافعوا عن مبنى المحافظة حتى النهاية.

وأسفرت تلك الملحمة التى سطرّها التاريخ فى أنصع صفحاته، عن استشهاد نحو 50 من رجال الشرطة، وإصابة 80 آخرين، فاستحقت هذه المعركة لا أن تصبح عيدا لجهاز الشرطة فقط، ولكنها أصبحت أيضاً «عيداً قومياً» لمحافظة الإسماعيلية وللشعب المصرى بأكمله.

إن بطولات رجال الشرطة عقب نجاح ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، هى امتداد طبيعى لتاريخ طويل من البطولات والتضحية، به العديد من المحطات التى لا تُنسى.

ولقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى كلمته خلال الاحتفال بالعيد الثانى والسبعين، أن «رجال الشرطة المصرية البواسل قدّموا حياتهم ثمناً غالياً من أجل كبرياء مصر الوطني، إدراكاً منهم أن حماية أمن البلاد والمواطنين، غاية عُليا لا تسمو فوقها غاية.  

وفى هذا الصدد، تشير المعلومات الأمنية إلى أن عدد شهداء الشرطة، ما بين ضباط وأفراد ومجندين، تجاوز 1300 شهيد منذ عام 2011، حتى الآن، وأن عدد المصابين يقترب من 20 ألف مصاب.

وتضم قائمة شهداء الشرطة الأبرار اللواء نبيل فراج، واللواء امتياز اسحق والعميد طارق المرجاوي، والعقيد أحمد العشماوي، والعقيد حسام حمزة،  والعقيد احمد جاد والعقيد محمد مبروك والمقدم محمد لطفي، والنقيب هشام شتا وغيرهم.

إن من حق هؤلاء الأبطال، أن نكرّم أسماءهم، ونتعهد أسرهم وذويهم بكل الرعاية والاهتمام، وهو ما يقوم به الرئيس السيسى فى كل مناسبة وطنية، إيماناً من القيادة السياسية الحكيمة بالدور الكبير الذى تؤديه الشرطة فى الحفاظ على مقدرات الأوطان.  

ولا ننسى الدور الوطنى الكبير الذى يؤديه اللواء محمود توفيق وزير الداخلية  وقيادات الوزارة والضباط والجنود والأفراد  لحفظ  الأمن وأن يعيش كل مواطن فى أمان.

المجد، كل المجد، لشهداء الشرطة على مدار 72 عاما من التضحيات الجسام، فهم حقا شهداء  الكبرياء الوطني»، وستظل مصر محفوظة - بإذن الله- بالشعب والجيش والشرطة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.