حروف ثائرة

غزة - الصومال.. وقلب «الخرشوفة»!!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

«مصر قلب الخرشوفة. وما يحدث حولها ما هو إلا محاولات للوصول لهذا القلب، ولن تهدأ المحاولات إلا بالوصول إليه والسيطرة عليه وتدميره»، تلك إحدى الجمل الخالدة للقائد الوطنى الحكيم المخلص الفذ المشير حسين طنطاوى رحمه الله، فى توصيفه لما يحدث بالمنطقة قبل وبعد أحداث يناير 2011، وبنظرة متعمقة لهذا التشبيه الذى يبدو بسيطا نكتشف عبقريته، فالتعامل مع الخرشوفة يبدأ بإزالة الأوراق الخشنة واللينة وكل الأطراف وصولا لقلبها ليبدأ إما عصره أو طهيه!!


إن ما يحدث ونتعرض له بشكل مستمر يؤكد صحة تلك المقولة الراسخة بذهنى، وتذكرتها بقوة الأيام الماضية بسبب أحداث عديدة، اثنان من تلك الأحداث يبدو ترابطهما بحبل سرى تآمرى رغم بعد المسافات وتباعد الأهداف-نظريا-الأول يخص تصريحات مسئولين كثر بالكيان الصهيونى المغتصب المجرم ضد مصر، وآخرها ما قاله أشد متطرفيهم ومجرميهم وزير الدفاع الأسبق ليبرمان من أن ما يحدث فى إسرائيل سببه مصر، محاولا الربط بين محور صلاح الدين فى أراضى فلسطين المغتصبة وأرض سيناء الطاهرة، والتلميح والتلويح منه ومن غيره بأرض الميعاد التى تمتد فى خيالهم وأحلامهم وبالطبع مخططاتهم، من النيل للفرات.


ويصل بنا الحبل السرى إلى أرض الصومال الشقيقة، والتى استباحتها إثيوبيا مؤخرا فى بلطجة سياسية تتماشى مع ما تمارسه أديس أبابا منذ فترة، ولو عرفنا من يحمى ويحرض ويخطط لتلك البلطجة السياسية الإثيوبية لتأكدنا من نوعية ومضمون الحبل السرى الذى ذكرناه، وعلمنا خطأ من يظن أن ما تفعله أديس أبابا فى الصومال وغيرها من الملفات بمعزل عن محاولات الوصول لقلب الخرشوفة، سياسة الخنق من كل اتجاه وإزالة كل الأوراق المحيطة وصولا للقلب المستهدف، أضف إلى هذا تحركات ومخططات عديدة فى ملفات ولا أكثر سعيا لخنق أم الدنيا وزعزعة استقرارها ونموها الذى بدا قويا منتصف العقد الماضى.
ورغم أن معظمنا وبالتأكيد حكوماتنا تعلم تلك المخططات والمحاولات، يبقى التساؤل المهم: ما موقف دولتنا من كل تلك المخططات؟ ودون عناء البحث عن إجابات مخفية، تكفى نظرة سريعة وغير متعمقة لا تحتاج جهدا أو فلسفة لندرك الموقف المصرى الصلب القوى الذى تتحطم عليه كل تلك المحاولات المغرضة لتدمير قلب الخرشوفة للمنطقة والأمتين العربية والإسلامية، آخرها تلك التصريحات القوية والواضحة والجلية للرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره الصومالى حسن شيخ محمود، والتى حذر فيها بلا لبس «محدش يجرب مصر ولا يختبر صبرها»، وتأكيده دعم مصر للأشقاء الذين يلوذون بها صونا لأراضيهم وحقوقهم.


وبنفس النظرة السريعة لمن يريد الحق واليقين، نراجع أهداف إسرائيل من حربها الإجرامية على غزة وهل حققت تلك الحرب اغراضها خاصة الأطماع فى أرض مصر الطاهرة بسيناء الحبيبة، عندها سنعرف يقينا مواقف عديدة قوية لمصر التى لا تسعى لإعلانها ونجاحها حتى الآن فى مواجهة تلك المخططات القذرة ووأد أهدافها الخبيثة.


ويبقى السؤال الأهم: هل يدرك شعبنا أبعاد تلك المخططات، وهل يقدّر جيدا ثمنها الذى مهما كان باهظا لكن الهدف يستحق؟ وإجابة هذا السؤال هى الأهم فى نجاح مواجهة مصرنا العظيمة لمخططات التربص!!