بدون تردد

مصر.. وقضية السلام «١»

محمد بركات
محمد بركات

فى ظل الموقف الدولى العاجز والمقيد بفعل فاعل، عن التحرك الإيجابى الجاد والعادل، لوقف المذابح الإسرائيلية اللا إنسانية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، وما أدى إليه هذا العجز من استمرار الإبادة الجماعية الممنهجة لأهالى القطاع، وارتكاب أبشع جرائم القتل والإرهاب ضد الأطفال والنساء والشيوخ، دون رادع أو مانع إقليمى أو دولى.

وفى ظل الانحياز الكامل والواضح والمعلن لإسرائيل من جانب الحكومة الأمريكية، وتابعيها من الحكومات الأوروبية المنضوية تحت جناحها، والمساندة والداعمة لدولة الاحتلال والعدوان الإسرائيلى،...، نرى تصاعدًا فى وتيرة الإرهاب والإبادة الوحشية التى تقوم بها آلة القتل الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة.

ونرى ازدياد وتصاعد حالة الخلل وغرور القوة، المسيطرة على الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والعنصرية برئاسة بنيامين نتنياهو، وارتفاع وتصاعد رغبتهم المعلنة فى تصفية القضية الفلسطينية، والقضاء التام على الشعب الفلسطينى وإزالة الوجود الفلسطينى من الأراضى الفلسطينية المحتلة، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولى العاجز والمقيد بفعل فاعل أمريكى عن التحرك لنُصرة الشعب الفلسطينى ووقف حرب الإبادة، والصامت عن الجرائم والمذابح البشعة التى ترتكب يوميًا.

وسط ذلك كله يأتى الموقف المصرى ثابتًا فى دعمه اللا محدود ومساندته المستمرة للشعب الفلسطينى، وإدانته القوية والواضحة للعدوان الإسرائيلى الإرهابى، وسعيه الجاد والمستمر لحشد المجتمع الدولى، وحثه لاتخاذ موقف إيجابى وفاعل لوقف العدوان الهمجى واللا إنسانى على غزة.

وهذا الموقف الثابت ليس مجرد انفعال عاطفى أو وجدانى، بل هو موقف مبدئى مصرى، ينطلق من رؤية شاملة للسلام فى المنطقة العربية، يقوم على أساس التسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية، باعتبارها جوهر وأساس الصراع فى المنطقة العربية والشرق أوسطية.

وفى هذا الإطار يأتى السعى الدائم لمصر لوقف إطلاق النار، ووضع نهاية للعدوان الإرهابى ولعمليات القتل وجرائم الإبادة الجماعية، التى تمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى،...، كما تأتى المطالبة المصرية بضرورة العمل السياسى العاجل للتحرك نحو التسوية الشاملة للصراع.

هذه التسوية القائمة والهادفة، لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم للقضية الفلسطينية، وذلك بالتنفيذ الأمين لمبادرة حل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ فى الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس العربية.

«وللحديث بقية»