صباح الفن

مقسوم

إنتصار دردير
إنتصار دردير

منذ شاهدت قبل سنوات فيلم تخرجها فى معهد السينما «هدية من الماضي» الذى فاجأت به والدها د. مختار يونس الأستاذ بمعهد السينما، لتصحبه فى رحلة إلى إيطاليا للقاء حبيبته السابقة، وقد جاء فيلما جريئاً وجميلاً، وأنا أتابع مسيرة المخرجة الشابة كوثر يونس التى أكدت موهبتها عبر أفلام قصيرة شاركت بها فى مهرجانات عديدة وحازت جوائز مهمة، ومنها فيلم «صاحبتى» الأمر الذى أهلها لتقديم فيلمها الطويل الأول «مقسوم» لتؤكد به جدارتها بهذه الخطوة فى توقيت مناسب تماماً لتقدم فيلما ممتعاً بحق.

ما يميز الفيلم فى رأيى أنه ينتمى لأفلام البطولة الجماعية التى تلقى قبولا لدى الجمهور مع تعدد أبطالها وحكاياتهم، عبر بطولة نسائية تقودها ثلاث ممثلات، ليلى علوى وشيرين رضا وسما إبراهيم اللاتى فرقتهن مشكلات وجمدت نشاطهن الغنائى بعدما كن يشكلن فرقة غنائية ذائعة الصيت خلال فترة التسعينيات، وينجح مخرج سينمائي فى إعادتهن مرة أخرى، يميز الفيلم أيضا والحمد لله أنه يخلو من مشاهد الأكشن والعنف، كما أنه يجمع ببراعة بين الدراما والكوميديا والموسيقي والغناء، بشكل سلس وبسيط من خلال سيناريو متماسك كتبه المؤلف والصحفى هيثم دبور الذى رسم ملامح الشخصيات بدقة راصداً لحظات ضعفها الإنسانى بصدق.

تقدم الفنانة ليلى علوى دورا جديدا تظهر فيه بشكل مختلف فتعزف على الدرامز وتغنى بصوتها مع شيرين رضا المفتونة بعمليات التجميل، وسما إبراهيم التى تكتشف خطأ اختيارها بعد أن صارت جدة، لكن ذلك لا يمنعها من تصحيحه لاستعادة صداقتهما، ويضفى عمرو وهبة ومحمد ممدوح ولطفى لبيب مواقف كوميدية ضاحكة، كما تضيف الموسيقى والأغنيات حالة من الحيوية والبهجة تعززها الملابس بألوانها الزاهية، ومشاهد أسوان البديعة حيث النيل العظيم باتساعه والمراكب السياحية والبازارات لتحقق رؤية بصرية ممتعة.

فى أحد مشاهد الفيلم تقف شيرين رضا فى زهو لتواجه كاميرات الصحافة وتفاجأ بواقع جديد حيث يطلب منها أن تقدم نفسها للجمهور، فتصدم لأن من يحدثها لا يعرفها ولا يقدرها ولايعلم شيئاً عن الفرقة الغنائية، ما يصيبها بصدمة ويبكيها وهو ما يعكس واقعا حقيقياً عبر معدى برامج وبعض المنتسبين زورا للصحافة الذين لا يبذلون أدنى جهد قبل مواجهة الضيف وقد تسببوا فى هرب كثير من الفنانين من الإدلاء بحوارات صحفية.