نقطة فوق حرف ساخن

ولا تنسوا الفضل لوطنكم

عمرو الخياط
عمرو الخياط

انتبه ولاحظ.. وركّز فى ملاحظاتك.. وحاول أن ترصد ولا تغفل عما يحاك حولك وحول وطنك.. فأنت الهدف.. وتفكيك الدولة المصرية الغاية.. والوسيلة هى التشكيك والهجوم على كل رموز الدولة.. لا تنس.. وأذكرك.. أنت المصرى الذى أبهرت العالم فى 30 يونيو، وكنت حائط الصد المنيع فى مواجهة ما كان يحاك ضد مصر من خطط ومؤامرات.. وأنت الآن مستدعى لأن تكون فى خندق الدولة المصرية.. وحارساً على وطنك.

صباح كل يوم تواجه مصر سيلاً من الشائعات.. للنيل من وحدة وتماسك بنيتها الأساسية وهى المواطن.. هناك من يصدق هذه الشائعات وفئة أخرى تهرول إليها.. وتتداولها فى جلساتها بحسن نية كأنها حقيقة، والفئة الثالثة وهى الواعية التى لا تعير هذه الشائعات اهتماماً.. الفئات الثلاث هم مواطنون مصريون.. يختلفون فى التوجه ولكنهم لا يختلفون على الوطن. أما الفئة التى أخشاها.. فهم من كتب فى خانة هويتهم «مصرى الجنسية» وهم أبعد ما يكونون عن هذه الهوية.. فهم أصحاب المزايدة على مصير الوطن.. سماسرة يرسلون إشاراتهم لكل الربوع بحثاً عن أنصار لهم من الخارج، هم يمارسون الآن الرذيلة السياسية، ويتوعدون الدولة مستغلين ما يواجه الوطن من تحديات على المستويين الداخلى والخارجى.. غير عابئين بالمواطن ومصالحه.. وهم أبعد الناس عن مصلحة الوطن والمواطن.

انظر حولك.. وأمسك على وطنك.. حدودك مشتعلة، وقدر الله أن تكون جغرافياً فى قلب الأحداث جنوباً وشرقاً وغرباً.. فماذا أنت فاعل.. وأنت الركيزة الأساسية فى مواجهة هذا التحدى الصعب.. وتذكر جيداً أن توحدك مع الوطن فى 30 يونيو حوّل مصر إلى جبهة متماسكة شديدة الصلابة عصية على من حلم وخطط للانقضاض عليها.. فبعد أن كنا على شفا الانهيار.. تماسكت الدولة وعادت بقوة واستعادت مكانتها سريعاً.. وأنت مطالب الآن بأن تنعش ذاكرتك وتتعلم من فعلك وتوحدك.. وتلتف حول قائدك الذى يُدير ملف التحدى الخارجى برؤية واضحة واعتدال شهد بها قادة العالم وغيّر بوصلتهم للانحياز للرؤية المصرية على كافة الأصعدة، كاشفاً عن السموم الدولية التى تستهدف مصر وحدودها.. دون التورط فى أفعال قد تزيد المنطقة اشتعالاً بدبلوماسية هادئة.. وثقة فى النفس ورأى راجح محاطاً بشعب يثق فى قراراته وخرج للصناديق الانتخابية ليجدد ثورته ويؤكد على الالتفاف حول الرئيس فى رؤياه وقراراته.. هنا لابد أن تلاحظ الفئة التى تُزايد على الموقف المصرى.. وتُردد أقوال الكيان الإسرائيلى.. فلا تتعجب من هؤلاء.. وكن على موقفك خلف قائدك.. ولا تلتفت لهؤلاء.. فهم دائماً وأبداً فى انتظار الفرصة سواء للظهور الإعلامى.. أو الانقضاض على الدولة المصرية.

داخلياً.. لا أحد يُنكر الأزمة الاقتصادية التى نمر بها.. ولكن أدعوك للتفكير قليلاً.. هل السياسات المصرية التى اتخذت قرارات لبناء الدولة المصرية فى شتى المجلات الداخلية.. لو لم يتحقق ما تم إنجازه هل كنا قادرين على تحقيقه فى الوقت الحالى فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية فى أعقاب كورونا والحرب الروسية الأوكرانية؟

انتظر ولا تقدم إجابتك.. قبل أن تفكر فيما لمسته من بناء وتطوير وحياة كريمة للمواطن ومدن حديثة وطرق.. ومساحات جديدة من الرقعة الزراعية.. ومشروعات قومية عملاقة ولا تنس قواعدك العسكرية العملاقة التى حمت حدودك المهددة.. وفكر قليلاً ما إذا كانت القيادة السياسية لم تتخذ قراراتها بشأن إنشاء هذه القواعد ماذا كنا فاعلين الآن وأنت حدودك ملتهبة ومهددة؟
دعنى أذكرك أيضاً بالعشوائيات التى كانت تحيطك من كل جانب على مر سنوات طويلة.. وكانت تُمثل تهديداً جسيماً للأمن والسلام الاجتماعى.. وكيف فى سنوات قليلة قضت مصر على هذه البؤر الملتهبة وعاش أبناء هذه المناطق فى حياة أفضل خلقت بداخلهم حالة من الاتزان النفسى والسلام الداخلى.. بعد أن كانوا فاقدين للأمل والوطن.. الحركة الرئاسية فى الداخل كانت تتم بمفهوم استعادة الدولة التى كانت فى لحظة من اللحظات شبه دولة، وتعرضت للتجريف والتجريح، فأعادها الرئيس فى سنوات إلى دولة قوية  تمتلك مقدراتها.. وقادرة على مواجهة أى تحديات.
الدولة المصرية واجهت التحدى الأكبر نيابةً عن العالم فى مواجهة الإرهاب.. قضت عليه.. فى وقت كان العالم أجمع غير مدرك لهذه المواجهة.. ولكن بفضل من الله ورجال مصر من الجيش والشرطة قضينا على الإرهاب.. والآن تُواجه الدولة المصرية إرهاباً من نوع آخر.. ليس بالسلاح وإنما بالمتاجرة فى قوت الشعب من جانب فئة استحلت المال الحرام.. وسعت لتكوين الثروات على حساب شعب.. فهناك من احتكر السلع، وآخرون خلقوا سوقاً موازية للعملات.. فهل تعتقد عزيزى المواطن المصرى أن الدولة ستقف مكتوفة الأيدى أمام هؤلاء؟

أزعجتك كثيراً بالأسئلة.. ولكن كان هدفى هو إنعاش تفكيرك.. ولا تدع أحداً يحتله لتقيم الأمور بمقدارها الصحيح وبرؤية واضحة.. فالدولة المصرية التى قضت على الإرهاب قادرة على مواجهة من يتلاعبون بقوت الشعب، وأبشر فإن ذلك قريب.

إن الوطن فى حاجة للتماسكك.. والالتفاف حوله فى ظل التحديات التى تُواجهه.. فمثلما حافظنا على وطننا فى ٣٠ يونيو بفضل تماسكنا.. سنحافظ على مستقبل هذا الوطن أيضاً بتماسكنا وتوحدنا نحو هدف واضح هو المستقبل القادم للوطن.