نبض السطور

فى مصر.. رئيس وزراء

خالد ميرى
خالد ميرى

فى يونيو 2018 تولى الدكتور مصطفى مدبولى رئاسة الوزراء بعد النجاح الباهر فى وزارة الإسكان.. ومن يعرف الدكتور مدبولى جيداً يعرف أنه رئيس وزراء بحجم دولة مصر.. رجل وطنى شديد الإخلاص.. يبدأ يومه بعد الفجر ولا ينهيه قبل منتصف الليل.. رحلة من العمل الشاق التى تليق بالمنصب الكبير وبمن يتولاه.

نجح الرجل فى مهمته التى تولاها بعد الإصلاح الاقتصادى الناجح عام 2016.. نتذكر أنه حتى 2021 كان التضخم أقل من 5٪ والنمو يزيد على 5٪ ومعدلات البطالة تراجعت بشكل كبير.. كل السلع كانت موجودة والأسعار فى متناول الجميع.. بخطوات ثابتة كان رئيس الوزراء يقود الحكومة لتنفيذ الرؤية الطموح لزعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى لبناء مصر الحديثة.

مصر التى دفعت فاتورة بمئات المليارات نتيجة أحداث 2011 وصولاً لثورة يونيو العظيمة 2013.. مصر التى دفعت فاتورة بمليارات الدولارات وبتضحيات خير أولادها لتنتصر على الإرهاب ويعيش شعبها فى أمان.. مصر رغم ما دفعته من ثمن فادح انطلقت حتى 2021 بخطوات ثابتة للمستقبل.. تبنى وتعمر وتوفر الحياة الكريمة لشعبها مع إصلاح شامل للصحة والتعليم ومنح الحقوق كاملة للشباب والمرأة وكبار السن.

بعدها واجه العالم وفى قلبه مصر كوارث متعاقبة لم يعرفها على مدار قرن كامل.. ضربتنا أزمة كورونا وبعدها الحرب الروسية الأوكرانية وصولاً إلى الحرب الصهيونية على غزة.. موجات التضخم العاتية ضربت كل دول العالم.. الأسعار تضاعفت والسلع ندرت والبطالة انفجرت.. الكل يشكو فى كل دول العالم.. ومصر فى قلب العالم باقتصادها الناشئ الذى كان يستعيد قوته تأثرت كالجميع.. بل وأكثر من الجميع. فالحرب على غزة دفعت إيرادات قناة السويس للتراجع ٤٠٪ والسياحة بدأت تعانى.

أزمة الأسعار شعر بها الجميع.. والحكومة تحملت كثيراً للحفاظ على توافر كل السلع وعدم رفع الأسعار فوق الطاقة.. وحتى عندما حدثت زيادة الكهرباء كانت هى الزيادة المقررة  قبل عام ونصف لتتراجع خسائر الدولة من ٩٠ إلى ٧٥ مليار جنيه.. وزيادة المترو هى الأولى منذ ٣ سنوات ومازالت تذكرة المترو أرخص كثيراً من «تذكرة الميكروباص».

يعرف د. مدبولى جيداً معاناة الناس.. لا يتوقف عن الحركة فى الشارع وسماع الناس ومراقبة الأسعار.. وعندما أخبره وزير أن سعر كرتونة البيض ١١٠ جنيهات اتصل بالوزير من السوبر ماركت ليخبره أنه وجدها بـ١٤٠ جنيهاً.. وكانت تعليماته الأخيرة لكل الوزراء.. التوقف عن الوجود بالمكاتب والنزول لمواقع العمل والإنتاج والتواجد بين الناس.

الحكومة تتحرك لضمان توافر كل السلع وبأسعارها الحقيقية وهو المنهج الذى اتبعته فى تحديد ٧ سلع استراتيجية.. لكن الواجب علينا جميعاً التحرك لمواجهة أى تاجر جشع وأن نتخلى عن ميراث الاستهلاك إلى الترشيد- بدأنا جميعاً ذلك ويجب أن نستكمل خطوات الترشيد.. يكفى أن نعلم أن ترشيد ١٠٪ من استهلاكنا من الكهرباء سينهى تماماً أزمة قطع الكهرباء ساعتين يومياً وسيوفر فاتورة تدفعها الدولة تصل إلى ٤٠٠ مليون دولار شهرياً.

تعرف الدولة ويعرف رئيس الوزراء أزمة الدولار ووجود سعر فى السوق الموازى مخالف لسعر البنوك وفى دولة تستورد ٧٥٪ من احتياجاتها يوثر ذلك سلباً على كل الأسعار.. وتمتلك الدولة رؤية متكاملة لحل الأزمة وتوحيد سعر الصرف مع تعميق المنتج المحلى فى الصناعة.. الدولة جادة فى استكمال مشروع الطروحات والقطاع الخاص الذى وصل نصيبه فى السوق ٣٩٪ من المقرر أن يصل خلال ٤ سنوات إلى ٦٥٪ بجذب المزيد من الاستثمارات وتوفير فرص العمل وتظل الأولوية للصناعة.

رغم الأزمة التى يواجهها كل العالم ونشعر بها جميعاً فى مصر.. لم يتوقف العمل الجاد  ولن يتوقف حتى نتجاوزها.

يحمل رئيس الوزراء مسئولية كبرى ويحتاج تعاوننا جميعاً.. ولا يبخل الرجل بجهد، أو وقت فحياته ويومه بأكمله لخدمة مصر.. نعيش أزمات وتحديات كبرى قل أن شهدها العالم ونتأثر بها جميعاً مع كل دول العالم والعمل وحده طريقنا لتجاوزها.. ورؤية الحكومة للاقتصاد حتى ٢٠٣٠ التى تم طرحها للحوار المجتمعى وستطرح على مائدة الحوار الوطنى.. شارك فى صياغتها ٤٠٠ خبير وشاب وتحمل الحلول الواقعية للمشاكل التى لم تكن متوقعة.

منذ عرفت مصر منصب رئيس الوزراء مع نوبار باشا عام ١٨٧٨ مر على مصر أكثر من ١٠٠ رئيس وزراء وسيظل بعضهم علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث.. والمؤكد أن د. مصطفى مدبولى واحد من هؤلاء بإخلاصه وعمله الدؤوب ووطنيته الصادقة وجهده الكبير.

رئيس الوزراء يواصل العمل ليل نهار وجميعنا مطالبون بأن نضع يدنا بيده.. هذا بلدنا جميعاً.. وبعملنا وجهدنا سنتجاوز الأزمات مهما كانت.. فنحن شعب لا يعرف المستحيل.