كواليس القبض على 3 محتالين .. «المستريحين» وصلوا لـ «الجبنة والدخان»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

محمود‭ ‬صالح

كل مستريح يختلف عن الآخر في الطريقة التي يسوقها للناس كي يأمنوه على أموالهم، وكلما كان السبب قوي كلما كانت المبالغ التي تحصل عليها أكثر، وهذه المرة رصدت «أخبار الحوادث» قصص ثلاثة مستريحين، في محافظات الفيوم والمنوفية وسوهاج، كان السبب الذي ساقوه للناس هي التجارة في المواد الغذائية، واستطاعوا أن يحصلوا من الناس بحجة الاستثمار في المواد الغذائية على ملايين الجنيهات، مقابل فوائد شهرية كبيرة، وبعد فترة، رفعوا لهم شعار «مفيش فلوس ولا فيه فوائد».

لا يقال على المستريح أنه مستريح إلا بعد أن يتعثر في سداد الفوائد المتفق عليها بينه وبين ضحاياه، لأنه قبل أن يتعثر فالكل يلقبه برجل الأعمال الناجح، الذي استطاع أن يستثمر في فلوس الناس ويحقق لهم أرباحًا كبيرة، لم يكن يحلمون بها، ولم يكن يتخيلونها. 

هم بذلك لا يعرفون أنهم يساهمون في صناعة نصاب جديد، ويدركون أنهم وقعوا ضحايا له من اللحظة الأولى التي يمتنع فيها عن سداد ما اتفقوا عليه من فوائد.

مواد غذائية

هذا بالضبط ما كان يطلق على المدعو "محمد .ا" تاجر المواد الغذائية، في مركز إبشواي بمحافظة الفيوم، والذي كان يدعوه الجميع برجل الأعمال الناجح، الذي بدأ مسيرته من الصفر، ومن محل صغير لبيع المواد الغذائية لـ"سوبر ماركت" كبير، ومخازن بها الأطنان من المواد الغذائية.

هذه المسيرة الحافلة، كما كان يقول الناس، بدأها تاجر المواد الغذائية بعقلية فريدة، وناجحة، وقدرة فائقة على الاستثمار، ونظرة مستقبلية واعدة عن المجال الذي يستثمر فيه.

هذا ما كان يراه الناس في «محمد»، وهذا ما كان يسوقه إليهم، مصداقًا لمقولة أن عدة النصب أهم من النصب ذاته، وهو بالفعل نجح في ذك، ونجاحه هذا كان كفيلًا بأن يأتيه الناس يستسمحونه ويستعطفونه بأن يأخذ أموالهم ويستثمرها، وهو في كل مرة كان يوافق بعد محاولات رفض كثيرة، لكن نظرًا لإلحاحهم عليه، كان يوافق على مضض، رافعًا شعار "كله عشان خاطر نخدم الناس".

ومن أجل أن يخدم الناس، حق الخدمة، أستولى منهم ما يزيد عن 15 مليون جنيه، والفكرة التي كان يسوقها إليهم بأنه سوف يستثمر هذه الأموال في المواد الغذائية، وتحديدًا في الجبن، وبذلك سوف يضمن لهم نجاح هذا الاستثمار.

المستريح عندما كان يلقب برجل الأعمال، كان بمنتهى السهولة يعطي الناس الفوائد في مواعيدها المتفق عليها، ولا يتأخر عنهم، لكن عندما تأخر، وامتنع عن السداد وبدأ الهروب من المودعين أصبح حينها مستريح، وانطلق فورًا ثماني أشخاص من أولئك الذين استأمنوه على أموالهم، وحرروا محاضر في قسم شرطة إبشواي يتهمون فيها تاجر المواد الغذائية، بأنه مستريح، وأنه أخذ منهم 15 مليون جنيه خلال عام واحد، بحجة استثمارها في المواد الغذائية تحديدا الجبن بكل انواعه، ثم امتنع عن سداد ما اتفق عليه معهم من فوائد.

حيلة

وكما كان الحال في مركز إبشواي بمحافظة الفيوم، كان الحال في مركز قويسنا بمحافظة المنوفية؛ حيث استطاع صاحب سوبر ماركت، في مدينة قويسنا، بمحافظة المنوفية، إقناع ضحاياه بتوظيف أموالهم في مجال تجارة المواد الغذائية سواء كانت ألبان أو جبن بكل أنواعه مقابل أرباح تفوق البنوك، بصفة دورية ومستمرة.

صاحب الـ"سوبر ماركت"، المدعو "محمد .ه"، كان يعرف من البداية الطريق الذي يسير فيه، وكان مخططًا له، لأنه فور أن أعلن نيته عن الاستثمار في أموال الناس، توافد إليه بعض الأشخاص، وأعطوه مبالغ صغيرة، حينها كان يدرك أن هذه تجربة أولى، إن هو نجح فيها، سوف يقبل عليه الكثير من الناس ويعطونه الكثير من المال.

وفعلا، كان يعطي الأشخاص الذين استأمنوه على المبالغ التي أخذها، أموالاً طائلة كفائدة على رأس المال، وكان يطلب منهم كي تزيد هذه الفائدة إقناع الآخرين بإيداع أموالهم لديه، هذه الحيلة نجحت بطريقة كبيرة، وجرت الأمور كما خطط لها، حتى تخطت المبالغ التي حصل عليها حاجز الـ11 مليون ونصف المليون.

ويبدو أن المبلغ الذي تحصل عليه مستريح قويسنا، كان هو المبلغ الذي يريده، لأنه فور أن جمع المبلغ فر إلى شقة في منطقة روض الفرج بالقاهرة، واختفى تماماً عن الأنظار، وتهرب من المودعين، حينها حُرر الكثير من المحاضر ضده، وتمكن قطاع الأمن العام بالاشتراك مع أمن المنوفية من القبض عليه، والذي اعترف بارتكابه الواقعة.

دخان

من المنوفية إلى محافظة سوهاج، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على صاحب "سوبر ماركت" استغل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسجائر والدخان، وأوهم ضحاياه أن الاستثمار في المواد الغذائية والدخان استثمارًا مضمونًا، وأنه يحقق أرباحًا مالية كبيرة.

وبالفعل كانت الحيلة التي ساقها هو الآخر لضحاياه أن أسعار السجائر غير مستقرة، وأن أسعار المواد الغذائية أيضًا غير مستقرة، وهذا معناه أنه عند شراء كميات كبيرة من السجائر والمواد الغذائية سوف يحقق مكسبًا ماليًا كبيرًا، وهذه الحيلة وجدت رواجًا كبيرًا لدى الناس، وصدقها الكثيرون.

لكن لأن حظهم أوفر، لم يكونوا ضحاياه بنفس عدد ضحايا مستريح الفيوم والمنوفية، ولم يستطع جمع المبالغ التي جمعها مستريح الفيوم والمنوفية، بل وصل المبلغ الذي استطاع أن يجمعه إلى مليون و400 ألف جنيه، قبل القبض عليه واعترافه. 

إقرأ أيضاً : استولى على 2 مليون جنيه.. القبض على «مستريح السيارات» في الجيزة

;