قال رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية د. أشرف تادروس، إن السبب الرئيسي في هذا الأمر هو الاتساع الرهيب للمجرة التي نعيش فيها ، فبالرغم من وجود ملايين النجوم في المجرة إلا أنها بعيدة جدا عن الأرض.
وأضاف 'إذا كنت بالصحراء ليلا قد ترى أضواء مصابيح كثيرة من بعيد، وبالرغم من ذلك ستجد الظلام لايزال حولك ، ولكن عندما تقترب من إحداها بالفعل فانها تضيئ لك كل شيء، حينئذ يختفي الظلام تماما، ولكن هذا لا ينطبق على الشمس، لأنها بعيدة نسبيا كذلك، وهي ليست المسؤولة عن إضاءة السماء بهذا الشكل الذي نعرفه بل الغلاف الجوي، فلولا وجود الغلاف الجوي لرأينا السماء مظلمة حول الشمس كما هو الحال عندما نراها من على سطح القمر، لأن القمر ليس له غلافا جويا، فالنجوم موجودة بالسماء نهارا وكذلك الشهب تتساقط نهارا أيضا، ولا يمنعنا عن رؤية كلاهما سوى الغلاف الجوي الذي يعمل على تشتيت ضوء الشمس فينير السماء بالشكل الذي نراه نهارا .
وتابع " على هذا فإننا نرى النجوم في عز الظهر بالفعل أثناء الكسوف الكلي للشمس ، ومن ناحية أخرى فأن عيوننا لا ترى إلا موجات الضوء المرئي فقط ولا ترى أبدا في الظلام رغم وجود الكثير من الموجات الأخرى ، ولكننا لا نراها لأن عيوننا غير مؤهلة لذلك ، وهذا بالطبع من لطف الله على الإنسان فقد جعله محدودا في الرؤية والسمع ، وإلا ما كان لينعم بالهدوء والاسترخاء حتى ينام ليلا.
