فواصل

عالم من الجنون

أسامة عجاج
أسامة عجاج

(إصابة بعض السفن التجارية فى البحر الأحمر، حركت أسلحة وطائرات العالم الغربى (الحر)، بينما إبادة إسرائيل لأكثر من ٢٠ ألف فلسطينى، لم تحرك ضمائرهم، حتى لإصدار بيانات لوقف إطلاق النار).

عندما يكون هذا تصريحا من مسئول عمانى، بقيمة الشيخ خليفة الحارثى وكيل وزارة الخارجية، وأحد الذين اقتربوا من دائرة صنع القرار فى الجامعة العربية والأمم المتحدة ممثلا للسلطنة فيهما، ومن دولة معروف حجم علاقاتها الاستراتيجية مع بريطانيا وأمريكا، فمعنى ذلك أن الأمور خرجت عن أى منطق، ووصلت إلى حالة من الجنون، بعد بحور الدماء فى غزة، ومخاوف من امتدادها إلى ساحات أخرى، ولعل الهجمات الأخيرة التى قامت أمريكا وبالتعاون مع بريطانيا، عمل كاشف للمرحلة القادمة، فأمريكا التى أجهضت عددا من محاولات إصدار مجلس الأمن، لقرارات تخص وقف العدوان على غزة، نجحت بسهولة فى تمرير قرار مثَّلَ غطاءً دولياً للهجمات على الحوثيين، فى ظل امتناع أربع دول من الخمس عشرة هم روسيا والصين والجزائر وموزامبيق عن التصويت، وبعيدا عن ادعاءات حماية حرية الملاحة، فهذا التحرك هدفه حماية إسرائيل وتجارتها مع العالم، بعد إعلان جماعة الحوثى استهداف سفنها أو متجهة لموانئها، من الإبحار فى البحر الأحمر والعبور من باب المندب، ورغم الغارات الأمريكية لم تتوقف هجمات جماعة الحوثى، أو تؤثر على قدراته، كما أن كل ما تروجه واشنطن حول سعيها لتفادى حرب إقليمية، تقوم بعكسه تماما، فكل ما يحدث فى المنطقة هو (عرض لمرض)، معروف للجميع، وهو العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وظهرت الأعراض فى لبنان، وبتصاعد التوتر مع حزب الله، وفى سوريا والعراق باستهداف المصالح والقواعد الأمريكية بها، وتصاعد احتمالات دخول إيران فى المواجهة، مما يعنى جر المنطقة إلى حرب لا قبل لأحد بها، والمستفيد الوحيد من كل ذلك ليس إسرائيل، ولكن بنيامين نتانياهو الذى يربط بقاءه فى منصبه باستمرار الأزمة، ناهيك عن إثارة مشاكل داخلية وخلق حالة من عدم الاستقرار فى الدول المذكورة، حيث توقفت جهود التوصل إلى اتفاق سلام فى اليمن، وهناك خلافات بين الحكومة العراقية والإطار التنسيقى، وحالة الترصد بين المكونات السياسية فى لبنان وحزب الله، نتيجة دور الجماعات المسلحة فى المواجهة مع إسرائيل، كل ذلك من أجل ابنتهم المدللة -إسرائيل- كما وصفها محمد اشتيه رئيس الوزراء الفلسطينى، وهى التى لم تنجح حتى فى تحقيق أهدافها الثلاثة من الحرب، رغم مرور أكثر من مائة يوم، وبعد، أليس هناك رجل رشيد، يحمى العالم من مخاطر مواجهات مدمرة، مع تصريحات كبار المسئولين فى إسرائيل بأن ٢٠٢٤ عام الحرب.