فيض الخاطر

لماذا يزعق فينا الإمام؟

حمدى رزق
حمدى رزق

لفتنى منشور للشيخ الصديق «أحمد ترك» ، عنوانه، لماذا يزعق فينا خطيب الجمعة؟!
كل جمعة أنال زجرا غير مستحق، الخطيب وكأنه يعاقبنى والمصلين الخاشعين الطائعين، على السعى إلى ذكر الله طاعة وامتثالا « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ «الجمعة / ٩».


لماذا إذن يزعق فينا الإمام؟ سؤال ابن الشيخ ترك الصغير، ومن منشوره على «الواتس» نقتطف سطورا موحية.
نصا: سؤال ابنى الصغير «نور الدين» الذى صاحبنى فى صلاة الجمعة اليوم؟
- الابن: هوا ليه الإمام بيزعق كدا يابابا وهوا بيقول الخطبة؟ هوا غضبان ليه؟ لو اتكلم بالراحة هنفهم أكتر.


● الشيخ: يمكن عاوز يؤثر على المصلين يا حبيبي، لكن انت صح، أسلوبه غلط فى الخطابة.


- الابن: طيب إزاى دا هوا إمام .. المفروض يكون عارف المعلومة دى؟!
● الشيخ: كل الناس بتعمل الصح يا حبيبى، لكن فيه أئمة كتير بيخطبوا الجمعة بدون زعيق واوعدك بإذن الله هنروح أنا وانت وأخوك عند واحد منهم نصلى خلفه علشان تعرف الفرق!
راجعت مواصفات خطيب الجمعة، فأجمع العلماء، أن يدْعو الخطيب بالحِكْمة والموعظة الحسنة، ويتسلَّل إلى قلوب الحاضرين، فيصِل إلى ما يُنْكِرون من حيث لا يشْعرون، فيشتدّ فى مواضع الشدَّة، ويلين فى مواضع اللين.


ولفتتنى أمور ينبغى على الخطيب الانتِباه إليها، مثل هندسة الصَّوت، فلا يرفع صوته لغير حاجة، ولا يكون بطيئًا فتملّه الأسْماع.
ومنها أيضًا عدَم الإكثار من الإشارة بدون سببٍ، فيكون حالُه كالممثِّل على خشبة المسرح، بل يتمَّ توزيع إشاراته باعتِدال تامٍّ، فلا يشير إلى أحد بعينه أو طائفةٍ من النَّاس ، لئلاَّ يقع فى سوء الظَّنّ.


ومن لزوميات الخطيب، قراءة ما يتعلَّق بكتُب الأدَب وخاصَّةً الشعرَ والنثر لأهميته فى تكوين شخصيَّة الخطيب وتأثيره على المستمعين، خلاصته الخطابة باللين والدعاء وليس بالشخط والنطر، وباعتدال تام.