إنها مصر

ألغاز الحوثيين وأمريكا !

كرم جبر
كرم جبر

صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة، لن توقف المذبحة الإسرائيلية فى غزة، ولن تثأر للضحايا المدنيين، ولن توقف نزيف الدماء، ولكنها خلقت حالة من الفوضى فى البحر الأحمر، وألحقت بالاقتصاد العالمى خسائر كبيرة، ومصر تتحمل جزءًا كبيرًا من الخسائر.


صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة، فتحت الباب أمام توسيع نطاق الحرب، ومنحت الفرصة للولايات المتحدة والغرب، لفتح جبهة نار جديدة، تهيئ المنطقة لحرب عالمية من نوع جديد، إذا امتدت إلى جنوب لبنان وسوريا.


ليس صحيحًا أن هجمات الحوثيين تستهدف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل فقط، ولكنها تستهدف الجميع.
والحرب التى تخوضها الولايات المتحدة تحت مظلة "حارس الأزهار" لن تقضى على صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة، وتجارب الماضى والحاضر تؤكد ذلك، خصوصًا فى دول ذات طبيعة وعرة مثل اليمن.


"حارس الأزهار" حلف عسكرى جديد خارج إطار الشرعية الدولية، رغم أن الولايات المتحدة استصدرت قرارًا من مجلس الأمن رقم 2722 يعطيها الحق فى الحرب، فأصبحت الشرعية الدولية مثل "خيال المآته" الذى لا يخيف الغربان ولا حتى العصافير.
تحت سمع وبصر الجميع يذهب السلاح إلى الحوثيين، رغم صدور قرار سابق من مجلس الأمن بحظر إرسال الأسلحة إليهم، فأصبحت القرارات الدولية أقل من حبر على ورق ولا يحترمها أحد، لأن الدول الكبرى وفى صدارتها واشنطن تستخدمها لتحقيق مصالحها، حتى لو كانت ضد الشرعية الدولية.
وعلاقة طهران وواشنطن تحتاج للشفافية والوضوح، خصوصًا "سكوت" معركة النووى التى خاضتها الولايات المتحدة ضد إيران منذ سنوات، وكانت تهدد بالحرب ولكنها توقفت وتراجعت.
المنطقة لا تحتمل صراعًا جديدًا ولا توسيعًا للحروب، فأمس غزة واليوم اليمن، والله أعلم من عليه الدور غدًا، فى ظل الرغبة الدموية المجنونة لقادة إسرائيل فى الانتقام من دول وشعوب المنطقة، تحت مظلة الدعم الأمريكى - الأوروبي.
وبدلا من اللف والدوران، فالمشكلة الفلسطينية هى مفتاح الحرب والسلام، وحلها يؤدى إلى انفراج الأزمات فى كل الجبهات الساخنة أو المرشحة للانفجار.


والبداية هى وقف إطلاق النار فى غزة، وكبح جماح إسرائيل فى استمرار الحرب، وإقناع واشنطن بأن مصالحها فى المنطقة أكبر بكثير من الانقياد الأعمى وراء إسرائيل.