الصعيد والمخدرات.. حملات أمنيـة مستمرة لمواجهة السم القاتل

حملات أمنيـة لمواجهة زراعة المخدرات
حملات أمنيـة لمواجهة زراعة المخدرات

قنا‭ - ‬أبو‭ ‬المعارف‭ ‬الحفناوى‭ ‬

هنا يُصنع الكيف المدمر، أماكن لزراعة المخدرات في الجزر والأراضي الصحراوية، تكون مزروعة بنباتات البانجو والحشيش والأفيون، ومصانع صغيرة «تحت بير السلم»، لصناعة الترامادول والشابو المخدر، كان لها أثرا كبيرا في زيادة أعداد المتعاطين والمدمنين للمخدرات، خاصة الشابو المخدر أو الكريستال ميث أو الأيس، والذى يتمّ استخراجه من مادة «الميثامفيتامين» المنشطة للجهاز العصبي؛ حيث أصبح متداولا هذه الأيام نتيجة سرعة انتشاره وارتباطه بعدد من الجرائم مؤخرا، بل اصبح الأعلى سعرا والأسرع قتلا بين كل السموم لأنه يدمر عقول مدمنيه فور تناوله، وكان سببا في جرائم قتل كثيرة، في محافظات الصعيد في الآونة الأخيرة؛ لذا لا تتوقف الحملات الأمنية على هذا السرطان القاتل الذي ينتشر بين الشباب في محافظات الصعيد

ومن أبرز أنواع المخدرات المنتشرة والمزروعة في الصعيد، البانجو والأفيون، ويتم زراعته في جزر وقرى معروفة بأنها بؤر اجرامية، فضلا عن مناطق صحراوية، ويتم توزيعه وتهريبه عن طريق تجار ومناديب، يبيعون «السم» للشباب، ويدمرون به عقولهم.

ولكن علينا ان نتوقف أمام شيطان المخدرات الذي انتشر في الآونة الأخيرة، أو ما يسمى بالشابو المخدر، وهو الأحدث والاعلى سعرا من بين المخدرات، واشدها شراسة وخطرا، وانتشر في معظم المناطق بالصعيد.

وكان الشابو بطلا لمعظم جرائم القتل في محافظات الصعيد، فنجد شابا يقتل طفلة لسرقة قرطها الذهبي، لشراء المخدر، وشاب يقتل أشقائه الثلاثة ثم يموت هو قتيلا، وابن يتجرد من مشاعره ويقتل من ربته، وأب يقتل زوجته، وآخر يعذب أبناءه ضربا وسحلا، لفقدانه الإنسانية بعد ادمانه للمخدرات. 

صناعته

السؤال الذي نتوقف امامه هو: كيف يتم صناعة الشابو؟!، الإجابة ببساطة أنه يتم تصنيعه داخل ورش صغيرة، بواسطة مواد كيميائية؛ وتمكنت وزارة الداخلية من ضبط الكثير منها، وضبط متهمين وأباطرة الصناعة في محافظات الصعيد، في محاولة للحد من انتشاره وأيضا انتشار الجريمة.

فهنا حدثت جرائم مات فيها من مات، وحُبس فيها من حُبس، شباب في زهرة حياتهم، سلكوا طريق تعاطي وادمان الشابو المخدر، الذي أصبح يغزو عقول الشباب، فتارة يقتلون وتارة يسرقون ، في محاولة منهم لشراء هذا المخدر اللعين الذي انتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة، والذي يتخطى الجرام الواحد 1000 جنيه.

الترامادول

وليت الأمر يتوقف عند تصنيع الشابو القاتل فقط وإنما تنتشر زراعة الافيون والبانجو في الجزر والأراضي الصحراوية، ويتم تهريبها عبر مدقات جبلية، أو عن طريق مناديب، يتحصلون من التجار على السم القاتل، لبيعه للمتعاطين والمدمنين.

ومن أبرز المناطق التي تشتهر بزراعة مثل هذه الأنواع من المخدرات، جزيرة الرمل والسمطا وحمرة الدوم وابو حزام، والحجيرات في قنا، والبداري والعتامنة والقوصية والظهير الصحراوي الغربي في أسيوط، وفي ادفو بأسوان، ومناطق في اخميم وطهطا ودار السلام والبلينا في سوهاج.

وتأتي قرية الكرنك، في مركز أبوتشت، شمالي محافظة قنا، في صدارة المناطق المصنعة للأقراص المخدرة؛ إذ تحتوي بداخلها على «مصانع صغيرة تحت بير السلم»، تصنع فيها الأقراص المخدرة، مثل الترامادول والتامول، وكذلك الشابو ويتم تصنيع هذه السموم وتهريبها عبر مدقات جبلية، ويساعدها في ذلك موقع القرية الجغرافي، والذي يقع على الطريق الصحراوي.

ويستخدم المتهمون، مواد كيميائية، لصناعة مثل هذه الأنواع من الأقراص المخدرة،  وتهريبها إلى باقي المناطق، ليس في الصعيد فقط، بل في مختلف المراكز والمحافظات المختلفة، وتمكنت الداخلية من ضبط كميات كبيرة من الأقراص المخدرة، بحوزة متهمين قبل تهريبها.

ورش «الشابو» 

وانتشرت صناعة الشابو المخدر في محافظتي قنا وسوهاج؛ ففي قنا تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط مهندس جودة وكيميائي، وعامل، بحوزتهم 20 جرام من الشابو، و10 جرامات من الحشيش،  و5 سخانات، و16 لوح صاج، وكشاف إضاءة، وميزان حساس، وكحول ايثيلي، و73 قرص مخدر، و31 أدوات تصنيع، و2 خلاط، و7 هاتف محمول، و24600 جنيه وسيارة.

وفي سوهاج، ضبطت الأجهزة الأمنية، متهمين، بحوزتهما ادوات تصنيع ومواد كيميائية لصناعة الشابو المخدر، قبل ترويجها على عملائنا.

ولا تزال الحملات مستمرة على مدار الساعة؛ فقد واصلت أجهزة وزارة الداخلية حملاتها الأمنية الموسعة بجميع مديريات الأمن بالصعيد، وتمكنت خلال 24 ساعة فقط من ضبط (303) قضية مخدرات، و(164) قطعة سلاح نارى، وتنفيذ (83635) حكم قضائى متنوع، فى إطار مواصلة الحملات الأمنية المكثفة لمواجهة أعمال البلطجة وضبط الخارجين على القانون وحائزي الأسلحة النارية والبيضاء وإحكام السيطرة الأمنية.

إقرأ أيضاً : القبض على أباطرة الكيف بحوزتهم أسلحة نارية ومخدرات بأسوان

;