جريمتان السبب فيهم المخدراتl المدمن قتل فاعل الخير .. ونصح جاره بالابتعاد عن «الشابو» فذبحه

أدمان المخدرات
أدمان المخدرات

محمود‭ ‬صالح‭ - ‬حمد‭ ‬الترهونى

الناصحون قلة، ووجودهم صعب، خاصة وأن المادية استفحلت فى حياة البعض بطريقة كبيرة، أصبحت معها النصيحة ضربًا من ضروب إضاعة الوقت، لكن على الرغم من ذلك، فهناك من أخذ على عاتقه النُصح، لا يرى شخصًا يخرج عن العرف والدين والمألوف إلا ويسرع إليه لينصحه، لعل وعسى بهذه النصيحة أن يسهم فى إصلاح حاله.

أولئك الناصحون قد يتعرضون بشكل أو بآخر إلى الرفض، والتهجم، وقد يصل بهم الأمر إلى أن يدفعوا حياتهم ثمنًا لنصيحتهم.

قد تظن أن الأمر غريب، وغير طبيعي، ولا يحدث، لكن فى التقرير التالي سوف نرصد تفاصيل جريمتى قتل، حدثتا خلال الأيام الماضية، كان الناصحون فيها مجنيًا عليهم، قُتلوا فقط لأنهم حاولوا أن يوجهوا نصيحة لصديق أو مقرب وقع ضحية لإدمان المخدرات، فى حين رفض الطرف الآخر سماعهم.

في قرية صغيرة من قرى مركز ملوي، في محافظة المنيا، يعيش شاب في منتصف العشرينات من عمره، أدمن على مخدر الشابو، كان يتعاطاه بشراهة كبيرة، يسرق ما في البيت من المال ليشتري به هذا المخدر.

الأمر الذي معه جعل والدته تدق أبواب بيوت كل فرد من أفراد العائلة، حتى ينصحوا نجلها بالابتعاد عن هذا الطريق، وكان على الموعد إبراهيم عفيفي، نجل عم المدمن، والذي تصدى لنصيحته وإبعاده عن هذا الطريق.

كان إبراهيم عفيفي، شابًا يبلغ من العمر 26 عامًا، يعيش داخل منزل ريفي بسيط، ويعول 7 بنات، هن شقيقاته، خاصة بعد وفاة والده ووفاة شقيقه الأكبر قبل نحو عام.

المعروف عن إبراهيم أنه شخص مسالم، بعيد كل العبد عن المشكلات، هادئ الطباع متزن، حديثه جميل والجلوس معه أجمل، لذلك كان قريبًا من كل فرد من أفراد قريته، وكانوا معه على علاقة يملؤها الود والاحترام.

عندما وصل إليه نبأ حال ابن عمه، وعزوفه عن العمل، ووقوعه في مستنقع الإدمان، ذهب إليه ينصحه بالابتعاد عن هذا الطريق، وأن آخره هلاكه، وهلاك أمواله وصحته، وأن أسرته هي أول من تعاني من هذه التصرفات.

في البداية رفض ابن عمه النصيحة، وأعرض عنه، وكان يحاول أن يبتعد عن الجلوس مع إبراهيم، خشية أن ينصحه مرة أخرى، لكن إبراهيم كان يسأل عنه، يعرف طريقه وأين يجلس، وكان يذهب إليه ويكرر معه الحديث عن عواقب هذا الطريق ونهايته السوداوية.

إهانة

ضاق ابن عمه بمحاولات النصيحة، وأصبح يتعمد إهانة «إبراهيم» والتطاول عليه في كل مرة يلقاه فيها، بل ووصل الأمر إلى أن حدثت مشادة كلامية بينهما، لكن تدخل العقلاء من العائلة وهدأ الأمر، أو هكذا ظنوا.

لأنه بعد هذا الموقف، والذي لم يلق له إبراهيم بالًا، كان ابن عمه قد أخذه على محمل آخر، محمل أقرب للعداوة منه إلى شيء آخر، وأصبح يكن لإبراهيم الكراهية، ويتوعده بأن يعاقبه أشد عقاب.

بالفعل، أثناء ما كان إبراهيم في طريقه إلى البيت، لمح ابن عمه واقفًا مع بعض الشباب على ناصية الطريق، فذهب إليه محاولا التحدث معه بعد المشاجرة التي حدثت بينهما، لكن ابن عمه كان يعرف أن إبراهيم سوف يأتي إليه، وكان مستعدًا لهذا الموقف وعليه، ما أن اقترب منه إبراهيم، حتى بدأ بالشجار معه دون أن يعرف لماذا أتى إليه.

هذه المرة لم يكن شجارًا عاديًا، بل كان مخططا له، وهو ما حدث فعلًا بعدما أخرج مدمن الشابو من ملابسه سلاحًا أبيض، وطعن به ابن عمه عدة طعنات متفرقة في أنحاء جسده، حتى فارق الحياة. 

في حديثها لـ»أخبار الحوادث» تحكى والدة إبراهيم: أن نجلها كان طيب الخلق، وأنه دفع حياته ثمنًا للنصيحة، وأن ابن عمه مدمن الشابو لم يرحم نجلها، واعتدى عليه في الشارع مستخدمًا مطواة، فقط لأنه أراد منه أن يبعده عن طريق المخدرات.

وأضافت: «أنا أول ما عرفت اللي حصل مكنتش مصدقة، ابني راح على إيد ابن عمه، وكل ده ليه، عشان ينصحه، ياريت كان يفضل مدمن وابني سليم ولا كان راح له ولا نصحه ولا كان يعرفه أصلا، ابني مات وسابني وساب 7 بنات إخواته كان هو اللي بيصرف عليهم، ربنا ينتقم منه».

أصدقاء ولكن!

الواقعة الأخرى التى دارت أحداثها في منطقة شبرا الخيمة، هي واقعة تحمل كل معاني الغدر والخسة والندالة، واقعة تجرأ فيها صديق على قتل صديقه، بطلقة خرطوش، فقط لأنه نصحه أن تصرفاته غير لائقة، وأن عليه أن يهتم بمشاعر الناس، وألا يمارس عليهم دور البلطجي، لأن نهايتها سيئة.

أربعة من الشباب، يعتبرهم الناس أصدقاء، لكثرة جلوسهم مع بعضهم البعض، لكن الصداقة ألفة ومحبة، وما بين هؤلاء لم يكن ألفة أو محبة، بل هو أقرب إلى الخسة والغدر، والذي كان في طبع ثلاثة منهم تجاه صديقهم الرابع.

كان محمد الفيشاوي، صاحب الـ٢٤ عامًا، واحدًا من هؤلاء الأربعة، لكن كان عكسهم في كل شيء تقريبًا، هو يعمل وهم لا يعملون، يواظب على صلواته بينما هم لا يدخلون المسجد، لا يدخن بينما هم يتعاطون المخدرات، وفوق كل هذا كان مسالمًا بينما هم كانوا يمارسون البلطجة.

في إحدى المرات التي كان الأربعة يجلسون مع بعضهم البعض، حاول أحدهم استفزاز محمد الفيشاوي، لأنه كان أكثرهم نصحًا لهم واستقامة، وحتى يستفزه أكثر أخذ هاتف محمد الفيشاوى عنوة، وقال له؛»تدعي الإيمان والتقوى، بينما تحفظ في هاتفك أرقام فتيات وتتحدث معهن».

حينها ضحك محمد الفيشاوى ظنًا منه أنها مزحة، لكنها لم تكن مزحة كما توقع، بل غل كان في قلب صاحبه ونطق به لسانه، وبالفعل أخذ الهاتف وبدأ في التفتيش فيه.

حينها رفض محمد هذا السلوك، معتبرًا إياه إهانة له، وبدأت مشاجرة  بين الاثنين لم تنته إلا حين تدخل صديقيهما.

بعد أيام من تلك المشاجرة، وجد محمد هاتفه يرن، وعندما أجاب وجد صديقًا من أصدقائه يدعوه إلى زيارتهم حتى يصالحوه على صديقه الذي تشاجر معه في المرة الأخيرة. ولأن محمد كان قلبه سليم، وافق، وبالفعل ذهب إليهم ظنًا منه أنها جلسة صلح، ولم يكن يعرف أنها جلسته الأخيرة.

جلسة الغدر

بمجرد ما أن جاء إليهم، حتى تعدوا عليه بالضرب، وحينما هم بالدفاع عن نفسه، كان الذي تشاجر معه في المرة الماضية يبيت النية لشيء أكبر من الضرب، بل كان يبيت النية لقتله.

وهو ما حدث فعلا، عندما أخرج من ملابسه بندقية خرطوش كان يحتفظ به، وصوبها نحو صديقه، وأطلق منها طلقة استقرت شظاياها في جسد صديقه، فأردته قتيلًا في الحال.

بعد ارتكاب الجريمة، خاف الشابان بينما القاتل كان يقف صامتًا، وحينها تشاجر الشابان معه، وقالا له بأنهم اتفقوا على ضربه ولم يتفقوا على قتله، لكن القاتل لم يرد عليهما، وقبل أن تتفاقم المشاجرة بينهم هرب القاتل وآخر، بينما من كانت جلسة الصلح في بيته لم يهرب .

حينها دخل على والدته وقص عليها القصة، ولم تجد السيدة من حل إلا أن تطلب والدة محمد هاتفيًا وتخبرها أن ابنها قتل، وأن عليها أن تأتي لاستلام الجثة.

تحكي الأم لـ»أخبار الحوادث» تفاصيل تلك اللحظات الصعبة قائلة: لما لقيت ام صاحبه بتكلمني وبتقولي تعالي خدي جثة ابنك، أنا كنت مصدومة ومش عارفة أعمل إيه، على طول جريت وروحت لبيت صاحبه، ولما دخلت لقيت ابني غرقان في دمه».

وأضافت: «ابني كان طيب، والناس كلها بتشهد بأخلاقه وطيبته، وأنا ياما نصحته بأن يبتعد عن صحابه دول لكن كان يقول لي إنه عنده أمل إن ربنا يصلح حالهم، وإنه هيفضل ينصحهم لحد ما يعرفوا غلطهم، لكن بدل ما يسمعوا نصيحة صاحبهم اتفقوا على قتله، وقتلوه بدون أي سبب، وحرموني منه، وانا منتظره يوم الحكم عليه حينما يقتص القضاء لي».

كانت البداية بتلقي قسم شرطة شرطة شبرا الخيمة ثان بمحافظة القليوبية بلاغًا يفيد بمقتل شاب يدعى محمد فيشاوي، ويبلغ من العمر 24 عامًا، إثر إصابته بطلق خرطوش في البطن.

على الفور انتقل رجال الأمن لمكان البلاغ وتبين نشوب مشاجرة مع 4 أشخاص من بينهم صديق المجني عليه، بسبب خلافات بينهم، فأطلق المتهم عيارًا ناريًا فرد خرطوش أودى بحياته، و تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات، والتي أمرت بالدفن عقب ورود تقرير الصفة التشريحية بمعرفة الطب الشرعي، وبتحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وملابساتها، وسؤال أهلية المتوفي.

إقرأ أيضاً : بسبب الهزار .. يقتل شقيقه الأصغر بعد اعتقاده إنه «حرامى»


 

;