سطور جريئة

نعم لثانوية عامة جديدة

 رفعت فياض
رفعت فياض

سعدت جدا بالتعاون غير المسبوق بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى فى العمل على الإعداد لثانوية عامة جديدة خلال المؤتمر القومى الذى اتفق عليه الوزيران  يكون من نتاجه ثانوية عامة تتوافق مع تطورات الواقع الجامعى الجديد والمتعدد فى مصر الآن مابين جامعات حكومية ببرامج جديدة لم تكن موجودة من قبل،  وجامعات أهلية ببرامج حديثة تتفق والجديد من العلوم المختلفة وجامعات تكنولوجية تطبيقية حديثة ومعاهد عالية تعددت التخصصات فيها على مدى السنوات الماضية بشكل كبير .

أقول هذا بعد أن كان الواقع السابق يشهد بأن الخطاب الأول لكل وزير يأتى لوزارة التربية والتعليم هو الحديث عن استراتيجية جديدة، واللعب فى شكل الثانوية العامة دون أن يكون هناك أى ترتيب أو تنسيق مسبق مع وزارة التعليم العالى والجامعات المتلقية لمخرجات هذه الشهادة، وقد تسبب هذا فى أن يكون الهم الأكبر لدى كل طالب أو ولى أمر هو كيف يحصل هذا الطالب على أكبر مجموع فى هذه الشهادة حتى يلتحق بالكلية التى يرغبها أو التى تحقق له الوجاهة الاجتماعية عند الالتحاق بها، وعليه إستشرت الدروس الخصوصية وأصبحت تلتهم عشرات المليارات من الجنيهات من جيوب أولياء الأمور كل عام لتحقيق هذا الهدف، وتسبب هذا أيضا فى هجرة كل من الطالب والمدرس للمدرسة التى فقدت دورها الأساسى فى العملية التعليمية .

وهو: التربية، والتوجيه، والتثقيف، والتنشئة، وبناء الشخصية للطالب، وأصبح التركيز فقط على كيفية الحصول على مجاميع فلكية فى الثانوية العامة، وتحول التعليم إلى مايسمى بـ «التعليم الموازى» فى السناتر والبيوت، وهرب كثير من الطلاب من الالتحاق بالقسم العلمى بشعبتيه علمى علوم وعلمى رياضة بسبب خوفهم من عدم الحصول على هذه المجاميع الفلكية واتجه معظمهم إلى القسم الأدبى الذى أصبح يمثل غالبية طلاب الثانوية العامة وتكدست بهم الكليات النظرية وزاد حجم البطالة من خريجى هذه الكليات بالمجتمع.

 نعم لثانوية عامة جديدة تبحث عن مسارات جديدة فى هذه الشهادة مابين مواد مؤهلة يدرسها الطالب لمن يريد الالتحاق بمجموعة التخصصات الطبية على سبيل المثال، ومواد أخرى لمن يريد الإلتحاق بالقطاع الهندسى والحاسبات،  ومسار ثالث لمن يريد أن يلتحق بقطاع  الفنون المختلفة، وقطاع رابع لمن يريد أن يلتحق بالتخصصات الإنسانية وتعمل أيضا على عودة الطالب والمدرس إلى المدرسة مرة أخرى.

نعم لثانوية عامة جديدة تتيح للطالب أن يكون أمامه فرصة أخرى لمحاولة الحصول على درجات تؤهله للالتحاق بالكلية التى تتفق وقدراته، وقد تكون هذه الفرص بمقابل مادى ـ لمن يريد ـ حتى يتم أخذها على محمل الجد من جانب الطلاب، ولانكرر تجربة التحسين الفاشلة السابقة التى كان يتقدم لها معظم الطلاب  الناجحين فى الدور الأول للثانوية العامة حتى ولو كانوا من أوائل الثانوية العامة  !! وقد يكون أحد هذه المسارات وجود مايسمى بـ«السنة التأسيسية» بالجامعات لمن لم يستطع الالتحاق من المرة الأولى بالكلية أو التخصص الذى يرغبه فإذا اجتازها يلتحق بها مادام قد أثبت أنه قادر على دراسة المواد التخصصية فيها.

نعم لثانوية عامة جديدة يكون فيها إرشاد أكاديمى حقيقى لكل طالب بدءا من السنة الأولى لكى يتم توجيهه بشكل سليم لما يتناسب مع قدراته إلى التخصصات  والبرامج المختلفة بالجامعات بعد أن تعددت هذه التخصصات حاليا بشكل كبير.