المشهد

«تراث أم كلثوم ليس قضية إثبات نسب»

خالد محمود
خالد محمود

المعركة الدائرة على ملكية تراث أم كلثوم، وصلت إلى مرحلة لا يمكن تصديقها، فهى تنال بحق من قيمة وتاريخ ومكانة كوكب الشرق الذى تفتخر به الأمة العربية كلها.

ما الذى يحدث بحق، وعلى أى شىء يتصارع المتصارعون .. ألهذه الدرجة أصبح إبداع أهم نجومنا يترنح  فى ساحات المحاكم من أجل استغلاله والربح منه، ولماذا لا يتدخل العقلاء لتصفية هذه «الخناقة» .. وإلى أى مدى يستباح تراث ام كلثوم وهو فى الأصل ملك جموع الشعب.

أتذكر كم حزنت عندما تم تحويل فيلا  سيدة الغناء العربى بالزمالك إلى فندق بعدما باعه الورثة مقابل بضعة ملايين من الجنيهات، بدلا من تحويله إلى متحف يروى كشاهد عيان على سنوات ميلاد إبداعات كبيرة وسيرة نحتاج دائما إلى تذكرها لتبقى حاضرة فى وجدان الأجيال.

أعتقد لو كنا فى باريس أو روما أوفيينا أو لندن لكان الأمر تغير ، وكانت كل وثائق الملكية التى تتنازع عليها «صوت القاهرة» و»مزيكا» و»جمعية المؤلفين والملحنين» إحدى مكونات متحف كبير نفخر به جميعا.

لو كانت أم كلثوم على قيد الحياة لزاد صوت آهاتها حتى يشعر الجميع بلحظة ندم وتصافت قلوب الخصوم.

إن أطرافا أخرى تشاهدنا وتتعجب مما يحدث من مشاحنات على شاشات الفضائيات وتتساءل لماذا لا تتدخل الدولة وتحبط كل محاولات النيل من إهدار كرامة هذا التراث والتناحر عليه  .. إنها ليست قضية ميراث أو إثبات نسب، نسب أم كلثوم الحقيقى ينتمي لمصر، وليس أفرادا أو أسرة أو شركات.

تراث أم كلثوم ليس عقارا أو أى شىء مادي ملموس، تراث أم كلثوم تاريخ وإبداع لا يثمن  بأى ثروة.

كم ستكسب صوت القاهرة .. كم سيجنى محسن جابر أمام ما سنخسره أمام العالم الذى كان يتمنى أن يكون لديه سيدة بقيمة أم كلثوم.
للصبر حدود