فى الصميم

جرائم إسرائيل.. أمام العدالة الدولية

جلال عارف
جلال عارف

بمقياس العدالة.. فإن على قادة الكيان الصهيونى أن يعدوا أنفسهم لمحاكمة دولية كمجرمى حرب تفوقوا على النازيين فى عدائهم للإنسانية، وفى إجرامهم الذى تخطى كل حدود، وفى الوقاحة التى يتعاملون بها وهم يتصورون أنهم فوق كل قانون، بعيداً عن أى عقاب!!

وبمقياس العدالة.. فإن العالم كله ينتظر كلمة حق من محكمة العدل الدولية وهى تبدأ اليوم نظر الدعوى المقامة من جنوب أفريقيا التى تتهم إسرائيل بممارسة «الإبادة الجماعية» فى حق شعب فلسطين. وكلمة الحق هنا لا تعنى الانتصار للعدل وحماية شعب فلسطين من «المجزرة» التى تقوم بها إسرائيل فقط.. وإنما تعنى أيضاً إنقاذ نظام العدالة الدولية كله قبل أن تسقطه ألاعيب السياسة ولعبة المعايير المزدوجة التى تمارسها قوى كبرى فى طليعتها الولايات المتحدة التى تسخر كل جهودها من أجل دعم المذبحة الإسرائيلية وحماية مجرمى الحرب الصهاينة من العقاب الدولى على جرائمهم فى حق فلسطين وفى حق الإنسانية على مدى أكثر من ثلاثة أرباع القرن.

اليوم.. تقدم جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية كل الوثائق والأدلة التى تثبت ارتكاب الكيان الصهيونى لجريمة «الإبادة الجماعية» وأولها وأخطرها فى هذه القضايا هو «توفر النية المتعمدة» التى عادة ما يكون صعباً إثباتها، لكنها - فى حالة إسرائيل - واضحة جلية.. يكفى فقط تصريح وزير الدفاع الإسرائيلى الذى يصف الفلسطينيين جميعاً بأنهم «حيوانات بشرية» ينبغى القضاء عليها، أو تصريح الرئيس الإسرائيلى بأن كل الفلسطينيين يتحملون مسئولية العنف ضد إسرائيل ولابد من الثأر منهم!! أما تصريحات الوزراء المهاويس بن غفير وسيموتريتش وإلياهو عن التخلص من كل الفلسطينيين أو استخدام القنبلة النووية ضدهم فهى تقول إن إبادة الفلسطينيين هى عقيدة صهيونية متأصلة قبل أن تكون سياسة حكم إرهابى!!

النوايا الصهيونية فى الإبادة الجماعية للفلسطينيين ثابتة. أما الجريمة نفسها فكانت - ومازالت - تتم على الهواء ويراها العالم كله رغم محاولات التعتيم وتزييف الحقائق استناداً لنفوذ صهيونى وضغوط أمريكية. وستكون الوقائع كلها أمام المحكمة اليوم وهى تبدأ مهمتها التى ستستغرق وقتاً قد يصل لسنوات. ومن هنا كان الأهم الآن هو الإجراءات الاحترازية التى يحق للمحكمة اتخاذها بصورة عاجلة وفى مقدمتها الأمر بوقف القتال.. وهو ما تخشاه إسرائيل، وما تخشاه قبلها الولايات المتحدة التى قررت - من البداية- أن تكون وحدها مع إسرائيل فى مواجهة عالم بأكمله يبحث عن العدالة، ويرفض أن تعود النازية بوجه صهيونى وحماية أمريكية!!