أحمد مدحت سليم: «قاهرة المماليك» يتناول الأثر والظل الممدود

أحمد مدحت سليم
أحمد مدحت سليم

تمثل الكتابة عن المماليك وعن العصور المملوكية فى هذه الأيام – ومنذ سبع سنوات خلت تقريبًا – ما يشبه «الموضة» التى تستهوى الكاتب والقارئ جميعًا. وإنك إذا تتبعت – عزيزى القارئ – ما يصدر عن دور النشر المصرية بالأخص، فستلحظ بوضوح أنه لا يكاد يخلو موسم قرائى من كتاب وأكثر يدور موضوعه حول المماليك، ورغم ذلك؛ فإنك ما بين هذا الزخم المصطخب فإنك قلما تعثر على العمل الذى يمثل إضافة حقيقية ورؤية جديدة لهذا العصر الفاتن، وهذا ما وجدته فى كتاب د. رضوى زكى الأخير «قاهرة المماليك» والصادر عن دار نهضة مصر، إذ تبدأ كتابها بجملة كاشفة ومثيرة تقول فيها: «هذا كتابٌ عن العمارة المملوكِيَّة فى القاهرة بعد انقضاء حُكم المماليك!». هذا هو الجديد.. إنك تتناول الأثر والظل الممدود بعد أن اعتاد الجميع أن يتناولوا الأصل..

فى هذا الكتاب تقوم زكى باستعراض موجز للعصور المملوكية وشعابها المختلفة، ثم تتناول مصر بعد انقضاء حكم المماليك على يد محمد علي، وكيف وقف محمد على موقف العداء من العمارة المملوكية التى مثلت عصبًا وعمودًا راسخًا مميزًا لمصر فى ذلك الزمان يشبه ما كان للعمارة الفرعونية من سطوة فى العصور السابقة. ولكن ما لبثت الأمور أن تغيرت فيما بعد فى عهد أحفاد محمد على إذ وجدوا فى العمارة المملوكية المرجع والمعبر عن الهوية المصرية فى وجه المحتل الإنجليزى! 

يمتد كتاب «قاهرة المماليك» كم ذكرنا من عصر محمد على وصولًا لرؤساء ثورة يوليو، ويمتد الحديث خلال ذلك عن تأثر الغرب بشكل قوى بهذه العمارة، فتعرض لنا المؤلفة نماذج من الأبنية الأوروبية التى استلهمت المعمار المملوكى فى أبيتها الحكومية ومصانعها وغير ذلك. 

تتميز كتابات رضوى زكى دائمًا بالعمق الشديد والمعلومة العلمية الموثقة ولكن فى قالب غاية فى السلاسة ممتلئ بالحكايات المتتالية بتشويق رائع. 

إقرأ أيضاً :