د. محمد السيد إسماعيل: «ديك أمى» لحمدى أبو جليل

د. محمد السيد إسماعيل
د. محمد السيد إسماعيل

أصبح استطلاع الصحف – خاصة «أخبار الأدب» - لأهم الإصدارات السنوية من خلال رؤية المثقفين المتابعين على اختلاف ميولهم أمرًا مهمًا، وفى هذا السياق يمكننى ترشيح بعض الأعمال فى مجال الرواية والقصة القصيرة وشعر الفصحى والكتب المُترجمة. 

ففى مجال الرواية، أذكر رواية الأديب الراحل حمدى أبو جليل «ديك أمى»، مع مجموعة أخرى بطبيعة الحال، حيث امتازت هذه الرواية ربما أكثر من رواياته السابقة بإخلاصها للذات وعالمها القريب الحميم، مما جعل لغتها متسمة بالشاعرية فى تكثيفها وحميميتها، إضافة إلى معالجتها للمنطقة البرزخية بين الريف والبدو وهى منطقة قليلة التناول فى الرواية المصرية عمومًا، كما أن موضوع الرواية يعد إنصافًا للمرأة فى مجتمع يسعى لتهميشها ويؤكد قيمة الذكورة وهو ما يتسق مع مشروع حمدى أبو جليل التنويرى الذى ظهر فى العديد من مقالاته .

وفى مجال الشعر الفصيح يمكن أن أشير إلى ديوان «غياب حر» لعاطف عبد العزيز، الذى امتاز بلغة مكتنزة بالمعنى رغم بساطتها الظاهرة وتوظيف تقنيات الفنون الأخرى فيما يُعرف بتداخل الأنواع وشيوع تيمة السفر، على غير عادته فى الدواوين السابقة، والإحساس بالمرور السريع للوقت، وبروز تقنية التشخيص.

وفى مجال القصة القصيرة أشير إلى مجموعة «سنكسار» لهانى منسى التى اتضح فيها توظيف الكاتب للغة التداولية وتوظيف الحذف والفراغ كما نلاحظ فى قصة «شاهد على قبر فارغ» وعقد آصرة بين الإنسانى والطبيعى والاهتمام بوصف المكان. 

وفى الكتب المترجمة نرى أن كتاب «معنى آخر للحرية» وهو مجموعة مختاراتٍ للشاعر الصينى جيدى ماجيا وترجمة د. يحيى مختار، والتى تظهر فيها قدرة الشاعر على الجمع بين الموهبة والثقافة الواسعة واهتمامه بالمأزق الإنسانى الذى يعيشه العالم نتيجة الحروب والصراعات الدائرة فى مناطق مختلفة.

إقرأ أيضاً : للمناضل الفلسطينى جمال زقوت .. غزاوى: سردية الشقاء والأمل وتوثيق الحكاية