1050 دار نشر و55 دولة ..وسليم حسن شخصية المعرض

عروض وتخفيضات في انتظار الزوار| «معرض الكتاب» يتحدى جنون الأسعار وأصداء الحرب

معرض القاهرة الدولي للكتاب
معرض القاهرة الدولي للكتاب

■ إشراف: حسن حافظ

تهب نسمات معرض القاهرة الدولي للكتاب مع حلول أول أيام شهر يناير من كل عام، حدث ينتظره عشاق الكتب من العام إلى العام، ليس فى مصر وحدها بل فى العالم العربي، إذ يعد معرض القاهرة الأكبر للكتاب العربى فى العالم، والتظاهرة الثقافية الأولى  والأكبر فى دنيا العرب، لكن ككل عامل تتنوع التحديات التى يجب على المعرض بجمهوره أن يخوضها، فمن ارتفاع الأسعار إلى تداعيات الحرب على غزة، يبدو أن معرض القاهرة مدعو للدخول فى تحدٍ جديد بعدما عبر بنجاح تحديات أزمة كورونا وأثبت حيوية هائلة وجماهيرية واسعة.

ويفتتح المعرض يوم 24 يناير الجاري، ويستمر حتى 6 فبراير المقبل، وذلك تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتم فتح أبواب المعرض أمام الجمهور من اليوم التالى للافتتاح الرسمي، من الساعة العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء، ما عدا يومى الخميس والجمعة، حتى التاسعة مساء، ويشهد المعرض فعاليات عدة منها سلسلة الندوات التى تقام على هامش المعرض، وأنشطة متعددة للأطفال وحفلات التوقيع لكبار الكتاب والروائيين والشعراء، ووقع الاختيار على دولة النرويج كضيف شرف المعرض، والعالم الأثرى الكبير سليم حسن صاحب موسوعة مصر القديمة كشخصية المعرض لهذا العام، بينما سيكون الكاتب يعقوب الشارونى شخصية معرض الطفل.. وتواجه الدورة الخامسة والخمسون لمعرض الكتاب، عدة تحديات أساسية هذا العام، إذ يعقد فى ظل استمرار الحرب الوحشية على غزة، التى أشاعت جوَّا من التعاطف العام، وشدت الأنظار لمتابعة بطولات المقاومة الفلسطينية، الأمر الذى أثر سلبًا على خطط الدعاية للإصدارات الجديدة فى المجالات المعرفية المختلفة، كذلك يتحسب جميع العاملين فى مجال النشر من حركة البيع فى المعرض خصوصا مع زيادة الأسعار بسبب الدولار، إذ يرتبط سعر الورق والأحبار المستوردة بالأسعار العالمية.

وقال عدد من العاملين بمجال النشر لـ"آخر ساعة"، إن أسعار كل عملية إنتاج الكتب زادت فى الأشهر الأخيرة بنسبة 50 بالمئة، ليصل إجمالى الزيادة فى العامين الأخيرين إلى حدود 400 بالمئة فى سعر طن الورق الذى وصل إلى 50 ألف جنيه، وهى زيادة تتزامن مع زيادة أسعار الأحبار وغيرها من المدخلات المرتبطة بصناعة الكتاب الورقى.

من جهته كشف سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، أن هناك تسهيلات ضخمة لمختلف الناشرين من أجل تذليل الصعوبات والعقبات أمامهم، من أجل استيعاب عدد طلبات المشاركات الضخم سواء من الناشرين المصريين أو الأجانب، لذا تم العمل على زيادة عدد الأجنحة داخل الصالات الخمس المخصصة للمعرض فى مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية، وذلك عبر تقليص مساحة الممرات الرئيسية داخل الصالات والتى وصلت إلى عرض خمسة أمتار بسبب الإجراءات الاحترازية لكورونا، فتم العودة إلى عرض ثلاثة أمتار، وهو ما أتاح لنا زيادة عدد الأجنحة داخل كل صالة، فضلا عن طرح مساحات أكبر للجناح الواحد لمن يرغب من الناشرين فى مساحة عرض أكبر.

◄ اقرأ أيضًا | محليه النواب تناقش الأربعاء القادم عدد من طلبات الإحاطه ‎

وأضاف عبده: "تمكننا بفضل ذلك الإجراء من ضمان مشاركة 1050 دار نشر تقريبا، مع مشاركة 55 دولة من مختلف أنحاء العالم، كما خصصنا مساحة لدور النشر الجديدة لأول مرة هذا العام، فلهم جناح خاص، كذلك خصصنا مساحة لدور النشر التى يقل عدد إصداراتها عن 50 عنوانا، وعدنا إلى نظام القرعة فى توزيع الأجنحة لضمان الشفافية والعدالة فى توزيع الناشرين.

وبخصوص المخاوف من انخفاض المشتريات قال رئيس اتحاد الناشرين المصريين: "مثل هذا الكلام يتردد مع كل دورة للمعرض فى السنوات الأخيرة، ورغم ذلك يثبت القارئ المصرى جديته فى الحصول على الكتاب، فيقدم درسًا فى إنجاح المعرض، وأبشر جميع زوار المعرض بتقديم دور النشر المصرية لعروض قوية وخصومات، وكذلك ما تقدمه دور النشر الحكومية من كتب بأسعار تناسب جميع الشرائح، فضلا عن مشاركة سور الأزبكية فى المعرض بقوة.

بدورها قالت الدكتورة فاطمة البودي، مديرة دار (العين)، إن الظروف الحالية الطارئة تلقى بظلالها على الجميع سواء ناشرين وقراء، وأن دور النشر تعمل على تقديم وجبة متنوعة ترضى ذائقة مختلف القراء، لذا نعمل فى دار (العين)، على إصدار دراسات تاريخية واجتماعية بجوار الروايات ودواوين الشعر، لافتة أن الأسعار ستقابل بمجموعة من التخفيضات المختلفة للتخفيف عن القارئ فى ظل الأزمة التى نعانى منها جميعا، وأشارت إلى أن الأوضاع فى غزة ستؤثر على المعرض وحركة الدعاية للكتب الجديدة، إلا أنها قد تساعد فى اهتمام الجمهور بالبحث عن كتب بعينها فى موضوعات تاريخية وسياسية بعينها. 

من جهته، قال وائل الملا، صاحب دار مصر العربية للنشر: "هناك أكثر من مؤشر إيجابي، فرغم زيادة أسعار إيجار الأجنحة، إلا أن الإقبال من الناشرين كان أكبر من أى سنة سابقة، خصوصا أن القائمين على المعرض عملوا على زيادة عدد الأجنحة والتى تم حجزها وسط إقبال كبير.

وحول تأثير أجواء الحرب فى غزة على استعدادات دور النشر والدعاية للكتب الجديدة، قال الملا: "لا شك أن الأوضاع فى غزة أخذت حيزاً كبيراً جدا من اهتمام الناس وتفكيرهم،  فنستطيع القول إن أوضاع غزة خلقت زخمًا للقراءة سيكون نقطة جذب إضافية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب".