بـ ..حرية !

محكمة

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

تبدأ غدا فى لاهاى محاكمة العدو الإسرائيلى امام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب اعمال إبادة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، بناء على الدعوى التى اقامتها جنوب إفريقيا ضد قوات الاحتلال وطالبت فيها بوقف الحرب فوراً، وخصصت المحكمة غدا وبعد غد للاستماع الى جنوب إفريقيا وإسرائيل. وطبعا هذه المحكمة ليس فيها «فيتو» يمكن امريكا والدول الداعمة لاسرائيل من وقف المحاكمة.

والسؤال الذى يفرض نفسه- ليس من باب التشاؤم او اليأس- ماذا يحدث اذا أدانت المحكمة اسرائيل؟

الاجابة: لاشيء.. وسينضم الحكم الى باقى قرارات الامم المتحدة المعطلة المنزوعة التنفيذ.. وستستمر اسرائيل فى طغيانها وحربها وعربدتها وابادتها للشعب الفلسطينى الأعزل.. ولنا فى قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة دليل، حيث أصدرت قرارين متتاليين بوقف الحرب، الأول بموافقة ١٢٢ دولة، والثانى أقرته ١٥٢ دولة، ولم يمتثل العدو للقرارات الدولية..

فلقد «عرت» هذه الحرب النظام الدولي، واظهرت هشاشته وانه مجرد ديكور لتجميل شكله، وان هذه الكيانات والمنظمات الدولية، ماهى إلا اداة يستخدمها المنتصرون فى الحرب العالمية الثانية لتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية، لتحقيق مصالحهم، بدليل ان المانيا واليابان - مثلا - من الدول العظمي، ولكنهما ليستا من ضمن الدول التى لها حق «الفيتو» فى مجلس الامن.. وتذكروا ان تدمير العراق واحتلالها كان بموجب قرار من مجلس الامن، وغارات الناتو التى قتلت الرئيس الليبى معمر القذافى كانت تحت مظلة الامم المتحدة!

الحرب فى غزة لن تتوقف بقرار او بحكم، ولكن بقوة المقاومة الفلسطينية، وصمود الشعب الفلسطيني، واجبار العدو على الانسحاب بالقوة من الاراضى المحتلة وإقامة دولة فلسطين على الاراضى الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.. لن تتوقف الغطرسة الاسرائيلية، الا اذا شعر العدو انه يدفع ثمن جبروته غاليا.

لست واهما ولا حالما ولكنى اقر واقعا، فالعدو بدباباته وطائراته ومدافعه وبوارجه ودعم الأسلحة والأموال الذى يتلقاه من امريكا واوروبا لم تمكنه خلال الثلاثة اشهر الماضية، من الانتصار على شعب أعزل فى منطقة لا تتجاوز مساحتها ٣٦٥ كيلو مترا مربعا.. ولم يستطع بقوته المفرطة الغاشمة ان يركع هذا الشعب البطل.

ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالحق والقوة.. ولكم فى نصر مصر مثال.. فلو لم نسحق اسرائيل فى حرب اكتوبر المجيدة ماعادت سيناء كاملة لنا.
النصر للفلسطينيين بإذن الله، ولو كرهت اسرائيل وامريكا واوروبا.