باختصار

المنتخب.. والجمهور

عثمان سالم
عثمان سالم

 الجمهور عصب كرة القدم.. ويقال كثيراً إنه اللاعب رقم «12» فى الملعب.. وقد ظهرت الصورة ـ باهتة إلى حد ما ـ فى استاد القاهرة فى تجربة المنتخب مع تنزانيا الوحيدة قبل كأس الأمم الأفريقية..

وكان للتواجد الضعيف أثره على أداء الفريق الذى انقسم حوله الخبراء والنقاد بين المرضى والمحبط.. من هنا جاءت بشرى خالد الدرندلى نائب رئيس اتحاد الكرة بأن وزير الشباب والرياضة تواصل مع أحد رجال الأعمال لتسيير رحلات للجمهور الى أبيدجان خلال مباريات البطولة فى حالة التقدم من مرحلة إلى أخرى..

وطبعا لن يتم ذلك إلا من خلال النتائج التى تعطى مؤشراً إيجابياً على إمكانية السير فى البطولة إلى آخر محطة.. ومن المؤسف أن يتحدث البعض عن انقسام بين الجماهير  حول أولوية التشجيع.. وهل تكون للمنتخب أم للقطبين: الأهلى والزمالك؟..

وقد كنت أتابع المباراة بالصدفة فى أحد المقاهى لوجودى خارج المنزل فإذا أحد الصبية يبدو سعيداً.. معتقداً أن كهربا من أحرز هدف التقدم وليس تريزيجيه..

هذا مؤشر غير طيب على توجه بعض الجماهير لإيثار تشجيع النادى الذى ينتمى إليه عن المنتخب لكن كل هذا سيختفى وينصهر الجميع فى بوتقة الوطن وألوان علمه مع بداية تكون طيبة أمام منتخب موزمبيق يوم الأحد القادم فى افتتاح مباريات المجموعة الثانية..

ربما احتاج فيتوريا ولاعبوه إلى ما هو أكثر من الفوز فى تجربة ولكن لا تقتنع الجماهير إلا بالعطاء الذى يقدم الأداء الممتع مع النتائج.. وقد عشت شخصيا مرات مع حالة التفاعل مع الفريق القومى من بطولة لأخرى آخرها فى أنجولا عام ٢٠١٠ وكنت متواجدا هناك لتغيطة الحدث..

وعايشنا التفاعل الجماهيرى منقطع النظير واستحق اهتمام الدولة ـ فى ذلك الوقت ـ بتسيير رحلات للمشجعين بعد دور الثمانية وحتى العودة بالكأس السابعة والتى توقفت عندها الانتصارات بعد ثورة يناير ٢٠١١ ولم تفلح فى الحصول على اللقب حتى العام الماضى عندما واجهنا السنغال فى النهائى وخسرنا بركلات الترجيح.. تصريحات فيتوريا واللاعبين مليئة بالحماس والثقة فى إمكانية إضافة النجمة الثامنة لتوسيع الفارق مع أقرب المنافسين «الكاميرون»..

وتحدث المدير الفنى بفخر واعتزاز عن كل لاعبيه وأنه فتح دائرة الاختيار بعض الشيء فى تجربة تنزانيا لإتاحة الفرصة لمجموعة جديدة لإمكانية أن يكون لديه أكثر من بديل جاهز فى كل مركز..

لكن الأهم هو ثقة الرجل فى القائد محمد صلاح   
لدينا آمال كبيرة فى منافسة حقيقية على «الكان» رغم الاعتراف بالقوى القارية القديمة منها والجديدة  لكن ما يهمنا هو منتخبنا وأن تكون البداية ناجحة لتفتح شهية الجميع على المنافسة فى دورى المجموعات ثم الأدوار الإقصائية التى يجيد فيها المنتخب من خلال «الحضانة» التى اعتاد عليها فى كل المنافسات السابقة ومنها كأس الأمم ١٩٩٨ فى بوركينا فاسو التى ذهب إليها الجوهرى محبطا وعاد بالكأس..