نقطة نظام

«ده أنا بابا»

مديحة عزب
مديحة عزب

عزيزى القارئ.. رأيت هذا الأسبوع أن نخرج قليلا من دائرة الأخبار السوداء القادمة من غزة ولا تحمل إلينا إلا كل ما يوجع القلب على مدى أكثر من ثلاثة شهور، ولذلك أنقل لك بعض الطرائف التى قرأتها مؤخرا.. فتاة تبيع الكتب وﺭﺃﺕ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﻗﺎﺩﻣﺎً نحوها، وفى هذه الأثناء كان والدها واقفاً بالقرب منها.. فقالت لحبيبها :ﻫﻞ ﺟﺌﺖ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ الذى هو ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ” ﻫﻞ ﺍﻷﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ” ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺷﻜﺴﺒيﺮ.. قال ﺍﻟﺸﺎﺏ: ﻻ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺗﻴﺖ ﻷﺧﺬ ﻜﺘﺎﺏ” ﺃﻳﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻙ” ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰى ﺗﻮﻣﺎﺱ ﻫﺮﻧﺎﻧﻴر.. ردت ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ: ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪى ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ الذى هو بعنوان” ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﻧﺠﻮ” ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﻣﺮﻳكى ﺑﺎﺗﺮﻳﺲ أوليفر.. فقال ﺍﻟﺸﺎﺏ: ﺣﺴﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ هل تستطيعين غداً أن تحضرى لى كتاب” ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺑﻚ بعد خمس دﻗﺎﺋﻖ” ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ ﺟﻮﻥ ﺑﺮﻧﺎﺭ.. فردّت ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ: نعم بكل سرور ﻭ ﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﻨﺲ ﺃﻥ ﺗﺤﻀﺮ ﻣﻌﻚ كتاب” ﻟﻦ ﺃﺧﺬﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ.” ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻴﺸﻞ ﺩﺍنيال، وﺑﻌﺪ أن انصرف الحبيب قال ﺍﻷﺏ لابنته: ﻫﺬه العناوين الكثيرة، ﻫﻞ ﺳﻴستطيع ذلك الشاب أن يطﺎلعها كلها؟.. قالت ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ: ﻧﻌﻢ يا ﺃبى ﺇﻧﻪ قارئ ﺫكى ﻭﺣﺎﺫﻕ ﻭﻣﺠﺘﻬﺪ، رد ﺍﻷﺏ: ﺣﺴﻨﺎ يا حبيبتى قولى له إذن إن ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ يقرأ أيضاً كتاب” ﻟﺴﺖ ﻏﺒﻴﺎً لقد ﻓﻬﻤﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ” ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻬﻮﻟﻨﺪى ﻓﺮﺍﻧﻚ ﻣﺮﺗﻴﻨﻴﺰ، ﻭكذلك ﻋﻠﻴﻚِ ﺃﻧﺖِ أيضا يا بنيتى ﺃﻥ ﺗﻄﺎﻟﻌﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬى جلبته ﻟﻚ وتجدينه ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ وهو ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ” ﺍﺳﺘﻌﺪﻱ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻏﺪﺍً ﻣﻦ إﺑﻦ ﻋﻤﻚ” ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ
ﺍﻟﺮوﺳى ﻣﻮﺭﻳﺲ..
لا تنفق عمرك هباء
إيرما بومبيك كاتبة أمريكية شهيرة سئلت قبيل رحيلها: ماذا لو عاد بك الزمان، هل كنت ستعيشين حياتك بنفس الطريقة وتختارين نفس الإختيارات؟.. أجابت: لو عادت بى الحياة مرة أخرى، لن أقضى شهور الحمل فى الشكوى من متاعبه، بل سأنتبه إلى أن الحمل معجزة إلهية وأنى سبب خروج روح أخرى إلى هذا العالم.. سأدعو أصدقائى إلى بيتى كثيرا وسأستمتع بصحبتهم رغم الأريكة المتسخة والسجادة الباهتة الألوان.. سأسمح لنفسى بالأكل فى غرفة المعيشة ولن أكترث بأنها قد تتسخ.. سأنصت أكثر لحكايات جدى عن طفولته وشبابه.. سأستخدم تلك الشمعة الباهظة الثمن التى أهديت لى وفسدت فى التخزين.. سأمرح مع أولادى على الحشائش بلا اكتراث بالبقع التى قد تصيب ثيابنا.. إذا ارتمى ابنى فى أحضانى لن أبعده لأنى مشغولة الآن.. سأعبر أكثر عن مشاعرى لمن أحبهم، و سأعتذر أكثر لمن أسأت اليهم، سأنصت أكثر لمن يحدثني.. لو أعطيت فرصة ثانية للحياة، سأحيا كل لحظة فيها..
«اصحى يا نايم»
القارئ العزيز رجب الصاوى أراد أن «يفضفض» بما تئن به نفسه فكتب يقول:
يا أمة أكل الزمان عقولها *** وتملك الشيطان من أبنائها
أفلا ترون الذئب يظهر نابه *** وأفاعى أوروبا تبث سمومها
تلك الضغينة والعداوة والبلا *** تلك الحروب هل نعى أسبابها
داعش وأنصار الشريعة نبتة *** من غرس أمريكا ومن حلفائها
وضعت بذور الشر ثم تعهدت *** بالزيف والتضليل ماء سقائها
صور الخراب بدت كليل مظلم *** أرخى سواد الحقد فى جنباتها
انظر إلى ليبيا وما وصلت له *** وتذكر الماضى العريق وشعبها
أما بلاد الرافدين عراقنا *** أيام أن غطى العمار دروبها
حتى أتى بوش لها بجنوده *** غربان تنعق تنتشى بخرابها
وإذا بسوريا تلحق الركب الذى *** رسم الطريق لمحوها وخرابها
فجميع من فيها يحارب بعضه *** وجميع من فيها تناسوا أرضها
ما قل ودل:
اهتمامك بالتفاصيل مع ذاكرتك القوية وربطك للأحداث حيجيبوا أجلك إن شاء الله..