مازالت الجولة الخامسة لوزير الخارجية الأمريكى «بلينكن» للمنطقة مستمرة، ومازال العدوان الإسرائيلى الغاشم والإرهابى واللاإنسانى مستمراً أيضا، بل ومتصاعداً رغم دخوله اليوم الثالث والتسعين دون توقف ودون مانع أو رادع.
ومازالت عمليات القتل والتدمير والإبادة الجماعية، والمذابح اليومية للأطفال والنساء والشيوخ من أبناء غزة مستمرة أيضا، فى ظل القصف الإجرامى الإسرائيلى للقطاع.
ومازال وزير الخارجية الأمريكى وحكومته ورئيسه «بايدن»، يؤكدون الرفض الكامل لوقف اطلاق النار وتوقف الحرب فى غزة خلال هذه الجولة الخامسة، وهو ذات الموقف المعلن قبل وخلال ومن بعد الجولات الأربع السابقة.
الحجة والذريعة التى تعتمد عليها الولايات المتحدة الأمريكية فى الرفض لوقف اطلاق النار ووقف الحرب فى غزة، هو أن ذلك يعود إلى إسرائيل حيث إن إسرائيل من وجهة النظر الأمريكية «لها الحق فى الدفاع عن نفسها»، ولهذا فهى الوحيدة التى يمكن أن تقرر وقف الحرب أو استمرارها.
أما إسرائيل فقد أعلنت بوضوح أنها مستمرة فى الحرب حتى تحقق اهدافها المعلنة، فى القضاء على حماس وضمان عدم تهديد المقاومة لأمن إسرائيل وأيضا الافراج عن كل الرهائن الإسرائيليين لدى حماس.
ولأن هذه الأهداف لم تتحقق بعد، فهذا يعنى أن الحرب مستمرة،...، وهو ما أكده «نتنياهو» رئيس وزراء إسرائيل عدة مرات خلال الأيام القليلة الماضية، وأعاد تكراره وتأكيده خلال زيارة «بلينكن» للمنطقة، وأيضا خلال لقائه معه فى إسرائيل.
وفى ظل ذلك.. من الواضح بل والمعلن، أن الولايات المتحدة الأمريكية تتفهم، بل وتتبنى وجهة النظر الإسرائيلية فى استمرار الحرب حتى اشعار آخر، بغض النظر عن المأساة الدموية الجارى تنفيذها فى غزة، فى ظل الحرب اللاإنسانية التى تشنها إسرائيل عليها، بمساعدة ودعم الولايات المتحدة الأمريكية.
والحقيقة التى لا تخفى علينا أو على أحد فى المنطقة والعالم هى، أن المساعدة والدعم الأمريكى للعدوان الإسرائيلى على غزة هى مساعدة غير محدودة مادياً وأدبياً، بمعنى أنها تقوم بمد مستمر ومتواصل لإسرائيل منذ اليوم الأول للحرب، بكل القنابل والصواريخ ودانات المدافع والدبابات وغيرها وغيرها.
ليس هذا فقط بل وتوفر لها الحماية الكاملة من الإدانة الدولية وتحول دون اصدار قرار بالإدانة من مجلس الأمن، كما تحول أيضا دون إصدار قرار بوقف إطلاق النار،...، وهكذا تصبح الولايات المتحدة شريكاً كاملاً لإسرائيل فى عدوانها الإرهابى واللاإنسانى فى غزة، وشريكتها أيضا فى جرائم الحرب التى ترتكبها هناك.
