نهار

لحيته مليئة بالفراشات!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

يحكى الشاعر عماد أبو صالح كيف حمل صرة الطعام الى أبى العلاء المعرى ...قال فى نفسه  «فقير سأطعمه وأقرأ له»..وسحب مخطوطا قديما، وبدأ القراءة..لكن زل لسانه وأخطأ فى نطق كلمة، فصرخ أبو العلاء (يا أعمي)!!


(أضطر لفتح قوس وإفساد الكتابة، لتذكير القاريء بأن أبو العلاء المعرى رهين المحبسين.. العمى والبيت، حيث اعتزل الناس الى حين وفاته.. وأذكر القاريء بأن عماد أبو صالح يخترق حاجز الزمن، ليصيغ حكاية متخيله)...
يختار أبو صالح صرخة المعري (يا أعمي) عنوانا   لكتابه، الصادر حديثا عن دار(أثر) فى السعودية.. لكن عماد أبو صالح لم يزل لسانه، ولم يخطيء فى نطق الكلمات، ولم يك أعمي... هو البصير الممتلئ بالوعى والقصيدة....أو هو الأعمى البصير حيث ( يهتدى الشاعر فى طرق ضالة)!!


(يا أعمي)هو الكتاب التاسع لأبو صالح، بعد ٩ سنوات من صدور ديوانه الثامن (كنت نائما   حين قامت الثورة)!!...
هل قلت الكتاب؟.....وعماد أبو صالح شاعر قصيدة النثر البارز، والكتاب موضوعه الشعر وحكايات الشعراء!!...
لا يهم كثيرا..كتابا أو ديوانا.. قصيدة أو فراشة.. المهم هو توقيع عماد أبو صالح على احترام الشعر(الفعل المقدس والجريمة)!!
يخترق عماد حاجز الزمان والمكان ليلتقى كثيرا من الشعراء.... من أمرؤ القيس حتى يسنين ومايكوفيسكي.. ومن أحمد شوقى الى محمود درويش الى شيمبوريسكا..ووالت ويتمان الذى وصفه لوركا(لحيته مليئة بالفراشات)...
(يا أعمي) كتاب بصير جدا.. يحاول الإمساك بروح الشعر...يحلق مع الشعراء فى مواجهة سماء واسعة.. ويذهب معهم الى المذبحة حيث يكون الشعر.