انقسامات عميقة في الحكومة الإسرائيلية حول تقرير لجنة التحقيق في طوفان الأقصى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ألقى عدد كبير من وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي الضوء على الخلافات والتوترات التي واجهتها الحكومة على غرار حرب غزة حول تقرير لجنة التحقيق في هجوم 7 أكتوبر الماضي، بعد قرار صدر من رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، بتشكيل فريق أمني للتحقيق في الأحداث التي وقعت عقب عملية طوفان الأقصى.


غياب قادة بارزين من جلسة الحكومة الإسرائيلية 

وانعكست هذه الخلافات داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي، حيث تزايدت الانقسامات حول تقرير لجنة التحقيق المعنية بالهجوم الذي شنته فصائل حركة حماس الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي، الأمر الذي دفع بعدد من الوزراء والمسئولين البارزين الإسرائيليين لمقاطعة جلسة الحكومة الأسبوعية للمرة الأولى منذ تشكيل حكومة الطوارئ.

ووفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة للجيش الإسرائيلي، فقد قرر عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي مقاطعة جلسة الحكومة، وهم بيني جانتس، ورئيس الأركان الإسرائيلي السابق، جادي آيزنكوت، وهيلي تروبر، وذلك نتيجة للمواجهة الأخيرة التي وقعت في اجتماع "الكابينيت" الموسع.

وفي سياق متصل، أكدت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن اجتماعًا حكوميًا جرى الخميس الماضي شهد صراخًا وفوضى، وذلك بسبب التحقيق الذي قرر الجيش الإسرائيلية إجراؤه في هجوم حماس الذي وقع في أكتوبر الماضي عقب عملية طوفان الأقصى، حسبما أفادت "العربية" الإخبارية.

وأشار موقع الإذاعة الإسرائيلية، إلى أن هذه الخطوة جاءت نتيجة لتصاعد الخلافات داخل المجلس الوزاري السياسي والأمني "الكابينت"، حيث وجهت انتقادات حادة من قبل عدد من الوزراء تجاه ممثلي الجيش الحاضرين في الاجتماع الأخير، بما في ذلك رئيس الأركان هرتسي هاليفي.


 فحص «كشف الكذب»

ولم يقتصر الخلاف على غياب بعض أعضاء المجلس الإسرائيلي عن الاجتماع، بل زادت حدته بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرارًا مثيرًا للجدل طال الذين سيحضرون مناقشات مجلس الحرب الإسرائيلي.

وأفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن هذا القرار الذي تبناه نتنياهو يتمثل في إخضاع عدد من المسؤولين الإسرائيليين الذين سيحضرون مناقشات قضايا الأمن القومي لفحص "كشف الكذب".

ووفقًا لاستطلاع جديد للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية، جاءت تصريحات نتنياهو استنادًا إلى التغطية الواسعة التي حظي بها اجتماع الخميس الماضي الذي ناقش بعض القضايا الخاصة بحرب غزة، وبثت وسائل الإعلام الإسرائيلية أجزاء من الجلسة التي كان من المفترض أن تكون مغلقة، وشملت هذه الأجزاء انتقادات ونقاشات غاضبة بين أعضاء الحكومة ومسؤولين في الجيش الإسرائيلي.

ومن ناحية أخرى، أظهر الاستطلاع أن حوالي 56% من المواطنين الإسرائيليين يُفضلون استمرار الهجوم العسكري كوسيلة فعالة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين، بينما اعتبر 24% فقط من المشاركين في الاستطلاع أن التوصل إلى صفقة تبادل مع الجهة الأخرى هو الخيار «الأنسب» في هذا السياق.


تفاصيل «تسجيل صوتي» كشف حدة الخلاف الكامن

فيما أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية، تسجيلات صوتية من الخلاف والتراشق الذي نشب بين وزيرة الدفاع الإسرائيلية، ميري ريجف، ورئيس الأركان، هرتسي هاليفي، حول فريق التحقيق الداخلي الذي عينه هاليفي لفحص إخفاقات الجيش في السابع من أكتوبر بعد عملية طوفان الأقصى.

وبدأ النقاش عندما طلبت ريجف توضيحات حول هذا التحقيق، حيث اعتبرت أن المستوى السياسي لديه الحق في التحقيق أيضًا إذا كان الجيش يجري تحقيقًا.

وفي رده على سؤالها، أكد هاليفي أنهم مشغولون في القتال، مما أثار استياء الوزيرة التي ردت بقولها: "لم تجب عن سؤالي"، وتصاعدت حدة النقاش بتدخل وزراء آخرين، بعضهم انحاز للوزيرة ريجف في مهاجمة رئيس الأركان، في حين دافع آخرون عنه.


صحيفة أمريكية: «إسرائيل فشلت في فهم حجم هجوم طوفان الأقصى»

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تحقيقها حول "الإخفاقات" في السابع من أكتوبر، أن الجيش الإسرائيلي "لم تكن لديه خطة" للتعامل مع هجوم حماس المفاجئ. 

واستندت الصحيفة في ذلك إلى مقابلات مع مسئولين حاليين وسابقين، مشيرة إلى عدم وجود خطة للتعامل مع هجوم حماس، وأكدت الصحيفة على فشل الجيش الإسرائيلي في فهم حجم هجوم طوفان الأقصى وحماية المواطنين، مع وجود رد بطيء وغير فعال، وإرسال فرق صغيرة غير مجهزة لمواجهة هجوم جماعي.