مصر قبلة السيـــــــاحة الشتوية

الأقصر.. البالون الطائـر يجـذب الآلاف سنويـًا

ركاب البالون الطائر يستعدون للطيران
ركاب البالون الطائر يستعدون للطيران

أنعم الله عز وجل على مصر الحبيبة بالعديد من النعم والمقومات الجذابة للسياحة العربية والغربية من مختلف دول العالم.. نهر النيل يجري من الجنوب إلى الشمال وآثار فرعونية وقبطية وإسلامية وشواطئ خلابة على البحرين الأحمر والأبيض وبحيرات مالحة وعذبة.. كل هذه العوامل الجذابة يتناولها «بحرى والصعيد» فى ملف اليوم ويسلط الضوء على أجواء السياحة الشتوية فى فنادق وآثار الصعيد ومنتجعات البحر الأحمر.

جو دافئ .. رحلات سفاري وبحريـــــــــة ونيلية .. وبالون طائر وثلوج

لايزال البالون السياحي هو المطلب الأول للسياح الذين يفدون إلى الأقصر يوميًا ولا يقتصر ركوب البالون على السوق الأوروبي فحسب بل يمتد إلى دول الأمريكتين ودول آسيا وإفريقيا حتى أستراليا كلهم يتسابقون من أجل الفوز بـ»طلعة البالون» فيها سيقرأون التاريخ من عليين، يشاهدون بكل فخر تاريخ وحضارة مصر أكثر من 9 معابد جنائزية فى البر الغربى، حيث ينطلق البالون ويتسابقون فى تسجيل رحلاتهم بالفيديو والصور الفوتوغرافية لتكون ذكرى جيدة يروونها لأبنائهم وأصدقائهم حين يعودون إلى بلادهم.

السوق الألمانى من أكثر الأسواق التى تحرص على ركوب البالون يشاركهم الإنجليز والفرنسيون والإسبان إلا أن الصينيين احتفظوا بمستواهم فى إحصاءات البالون فى السنوات الأخيرة، وبالتحديد بعد جائحة كورونا، كما يعتبر البالون والتحليق به فى سماء الأقصر هدفاً أسمى بالنسبة للمصريين رغم ارتفاع ثمن الرحلة لكن يبقى لرحلات البالون الكلمة العليا بالنسبة لدرجة الإقبال عند المصريين والأجانب.

حتى في أيام انحسار حركة التدفق السياحى إلى الأقصر، عندما تتأثر كل قطاعات السياحة بالركود إلا أن البالون الطائر يظل هو بارقة الأمل الوحيدة القادرة على التعبير عن مدينة المدائن الأثرية فلا يمكن أن يمر يوم دون أن يحلق البالون الطائر فى سماء المدينة لينشر رسالة حب وطمأنة للعالم كله فحواها أن مصر بلد الأمن والأمان وستظل آمنة بعناية الله.

في البداية يقول الخبير السياحى أحمد عبود أحد مؤسسى البالون الطائر بمصر والإمارات ممثل الاتحاد المصرى لشركات البالون الطائر، إن هناك مساعى تُبذل لربط سياحة البالون بسياحة السفارى، وتطوير مطار الإقلاع الحالى الذى يقع قرب معابد ملوك الفراعنة فى غرب مدينة الأقصر، وجارٍ تحديث وإنشاء موقع متقدم من الخدمات لطيران البالون بالبر الغربى والهدف منه زيادة عدد الرحلات اليومية وهو 250 رحلة بالون فى اليوم مقارنة بالدولة رقم ١ فى العالم لطيران البالون وهى تركيا والتى بدأت فى البالون بعد مصر، فهذا مجال متخصص جدًا وترعاه وزارة الطيران المدنى بكل تخصصاتها رعاية في غاية الدقة.

وأضاف أن مدينة الأقصر تحتل المرتبة الثالثة عالمياً، فى معدل رحلات البالون، حيث تشهد طيران ما يقرب من 11 ألف رحلة بالون فى سمائها سنوياً تقل على متنها قرابة 216 ألف سائح طوال أيام العام،  وأن نوعية السائح الذى يقبل على هذه الرحلات تضيف إلى السياحة الثقافية التى تشتهر بها المدينة حيث يعتبر أنه عاشق للطبيعة الخلابة.

وفكرة تشغيل البالون الطائر بالأقصر تنبع من اهتمام الدولة به بكافة قطاعاتها من طيران مدنى وسياحة وأمن وغيرها والغرض الأول منه هو تشجيع السياحة وإيجاد نوع مهم من سياحة المغامرات بمصر وهو (سياحة البالون الطائر) وإضافته إلى الخريطة السياحية المصرية.

فطبيعة طيران البالون الطائر مختلفة عن الطائرات فلا يوجد محرك بالبالون، ويستمد قوته من الهواء الساخن بتقنيات معينة، فالطيار يتحكم فى الهواء الساخن راسياً فقط بمعنى كلما زاد الهواء الساخن ارتفع وكلما قل هبط، أما التوجيه الأفقى يعتمد على اتصاله بالأقمار الصناعية لمعرفة اتجاه الريح وسرعته فى كل طبقة وصل إليها الطيار، وهناك أيام معينة اتجاهات الرياح متغيرة فى طبقات الجو الملاصقة للأرض من صفر إلى 500 متر.

أما الخبير السياحى محمد عثمان رئيس لجنة تشجيع السياحة الثقافية بالأقصر فيقول إن سائح الأقصر يحرص على صعود الباسكت لتحلق بهم البالونات السياحية وهو يشاهد من الوضع طائرًا بانوراما المناطق الأثرية فى البر الشرقى، حيث معبد الأقصر أجمل وأكمل المعابد الفرعونية أو مجموعة معابد الكرنك التى يبلغ مساحة مبانيها ما يزيد على 202 فدان، وكذلك وهو يحلق فوق 9 معابد جنائزية فى البر الغربى بالإضافة إلى آلاف المقابر والفتحات الأثرية بوادى الملوك و الملكات ومقابر الأشراف ومن لا يعرف ذلك التاريخ يسمعه من خلال قائد البالون الذى يجلس ومن حوله الزوار يتسابقون بتسجيل الرحلة بكاميراتهم الفوتوغرافية والفيديو بالإضافة إلى تليفوناتهم المحمولة فى تجربة تملؤها الإثارة والمتعة تتيح فرصة الاستمتاع بمشاهدة الأقصر وباختصار يعد البالون هو شريان السياحة النابض فى الوقت الحالى الذى لا يزال زائر المدينة حريصاً عليه.

ويذكر الطيار أحمد عبود أن تركيا نقلت فى عام 2006 تجربة سياحة البالون الطائر من مصر بعد نجاحها بشكل مبهر فى مدينة الأقصر 2006، وأن مصر بدأت رحلتها فى تطوير البالون قبل قرابة ربع قرن بتدريب 30 طيارًا، وأن قائدى البالون الطائر من المصريين باتوا يتمتعون بخبرات واسعة فى هذا المجال، بشهادة خبراء العالم الذين شاركوا فى مهرجان دولى للبالون استضافته مدينة الأقصر فى نهاية عام 2016.

ويقول مصطفى صادق أحد العاملين فى سياحة البالون إن مدينة الأقصر تتفرد بين كل المقاصد السياحية المصرية بوجود رحلات البالون الطائر فى سمائها، وإنه بات بمقدور شركات البالون أن تقوم بمزيد من الرحلات اليومية، لو تم السماح بطيران البالون فى أوقات مختلفة من النهار، وذلك لأن رحلاته قاصرة على ساعات الصباح الأولى فقط، ويضيف أنه لابد من التحقق من وسائل الأمان فى البالون، حيث يقوم مهندس التشغيل الذى يعمل بكل شركة بفحص شامل للبالون قبل إعداده للطيران ولابد من التفتيش على كل قطعة من البالونة، وبعدها يوقع على أمر التشغيل ليكون مسئولاً رئيسياً عن سلامة المعدات قبل إقلاع الرحلة، بعدها يتسلم قائد البالون الأمر استعدادًا للانطلاق ويقوم بعمل مراجعة شاملة للبالون بالكامل، حيث الباسكت أو السلة التى تقل السياح والكرابين وهى أقفال الإغلاق وهى ممتدة من البالون إلى الباسكت وتعد أول عوامل السلامة ثم يتأكد من المحابس والفوانى وولاعات المحابس وكمية الغاز وهو بالمناسبة الغاز الطبيعى مضافاً إليه غاز النيتروجين المضغوط، وعندما ينتهى الطيار من عملية الفحص يبدأ في شرح وسائل الأمان وعملية الطيران للركاب قبل صعودهم إلى البالون وكيفية الصعود والنزول.