كل سبت

حل الدولتين.. السبيل الوحيد

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

حرب غزة أو حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على غزة والتى تقترب من تخطى حاجز المائة يوم بات هدفها الواضح هو تصفية القضية الفلسطينية أكثر القضايا الإقليمية عمرا وسخونة وهناك احتمالات لتطورها وتوسعها مع فشل نتنياهو فى تحقيق انتصار على المقاومة الفلسطينية وانكشف وجه الاحتلال القبيح للعالم كله وسط ضغوط خارجية وداخلية متزايدة وتوسع الحرب سيلقى بانعكاسات كبيرة وخطيرة على الإقليم ومصالح القوى الإقليمية والدولية فى المنطقة وأعادت عملية طوفان الاقصى القضية الفلسطينية إلى جدول الأولويات الإقليمية والدولية.

واشتعلت الأمور من جانب الحوثيين فى البحر الأحمر واليوم هناك إجماع فى تل أبيب على شن حربٍ ضد لبنان بهدف إبعاد الخطر عن الجليل والمستوطنات الشمالية قبل التفكير بإعادة سكانها بعدما مددت حكومة العدو إقامتهم خارج الشمال الإسرائيلى حتى نهاية فبراير بالفنادق.

العالم يريد وقف حرب غزة قبل توسعها وتم وطرح صيغ مختلفة تطرح وتناقش وتتغير للوصول إلى وقف إطلاق النار بشكل تدريجى لكن إسرائيل ترى أن وقف إطلاق النار هزيمة بالنسبة إليها.

ومأزق الأهداف الإسرائيلية المعلنة فى قطاع غزة وعدم القدرة على تحقيقها سيدفع نحو استمرار الحرب بشكل مفتوح فى الزمان و المكان بأشكال والاعلان عن إقامة منطقة عازلة أو آمنة فى شمال غزة حل مؤقت ولكنه فى حقيقة الأمر قد يصبح دائماً كبديل عن استمرار الحرب وفى السياق ذاته ترفع إسرائيل هدف التهجير القسرى رغم استحالة تحقيقه ثم بدأ الحديث عن التهجير الطوعى للإفراغ التدريجى لغزة من سكانها.

والتوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة وتعزيزه مروراً بالتهدئة فى الضفة الغربية لن يؤدى إلا إلى هدنة طويلة وانما ستبقى هشة ما دامت السياسات الإسرائيلية مستمرة فى العمل فى الأراضى المحتلة لإلغاء أى إمكانية لقيام حل الدولتين.

إننا أمام لحظة تاريخية لإنهاء هذه الحرب الوحشية التى سقط فيها عشرات الالاف ما بين شهيد ومصاب ومليون ونصف المليون لاجئ ومشرد وهنالك مسئولية خصوصاً للقوى الدولية الفاعلة وللأمم المتحدة لاتخاذ موقف حاسم وعادل لمرة واحدة والذى يستدعى إعلان الالتزام الواضح بالهدف النهائى للمفاوضات على اساس حل الدولتين ولا سبيل اخر قبل ان تشتعل الأرض وتتوسع الحرب لتخرج عن السيطرة.