من الآخر

الفراعنة.. وحلم باريس

د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد

مهمة منتخب مصر فى أمم إفريقيا التى أصبحت على الأبواب ستكون قوية وعنيفة نظرا لارتفاع مستوى المنتخبات وقوة اللاعبين الأفارقة التى جعلتهم يغزون ملاعب أوروبا من أوسع أبوابها.. وربما تكون هذه الكلمات كلاسيكية ولكنها واقع ملموس وموجود .

من الصعب التكهن مثل أيام زمان بأن هناك منتخباً بعيداً عن المنافسة وآخر يدخل المباراة والفوز فى جيبه لأن أصحاب البشرة السمراء نضجوا وطوروا من أنفسهم وأصبحوا يلعبون كرة قدم ممتعة ومتكاملة.

ربما تكون مجموعة الفراعنة معقولة ومتوازنة ولا خلاف على أن منتخب غانا سيكون هو الأشرس بحكم التاريخ والنتائج السابقة ولكن موزمبيق والرأس الأخضر لن يكونا صيداً سهلاً أبداً.

أتصور أن منتخبنا وفيتوريا المدير الفنى الفاهم الواعى يستطيعون العودة من كوت ديفوار بكأس إفريقيا التى افتقدناها منذ ١١ عاماً.. نعم كان هناك فرصة لتحقيق الفوز فى نسختى ٢٠١٧ بالجابون و٢٠٢١ بالكاميرون ولكن لم يكن الحظ والتوفيق معنا.. الحدوتة القادمة صعبة وتحتاج إلى تخطيط لاسيما فى وجود المغرب والسنغال وكوت ديفوار صاحبة الملعب والجمهور .

اختيارات منتخبنا الذى سيشارك فى البطولة «كامل متكامل» بعد أن عاد ياسر إبراهيم مدافع الأهلى إلى المنتخب وهو حالياً أفضل لاعب فى مركزه خلال الفترة الأخيرة ووجوده كان مطلوباً وابتعاده عن التشكيلة التى أُعلنت قبل نغمة الإصابات وسخونة الأحداث مفاجأة وغير طبيعى .

أكرر إخلاص النوايا يسهل كثيراً من الأمور والأيام الماضية خرج البعض عن النص وبدلاً من أن يساعد ويساند المنتخب حتى يتحقق الحلم وأن يعود الأبطال من معقل الأفيال العاجية بكأس البطولة شن حملة على الاختيارات بحجة أن لاعبى ناد لم يصبهم الاختيار وهو ما يعنى أن تقييم الأمور بعيد تماما عن المنطق .
فيتوريا المدير الفنى هو الوحيد الذى يحق له أن يختار المنتخب والمجموعة التى يعلم جيداً إمكانياتها لخوض غمار البطولة الصعبة ولكن عندما يصل التقييم بأن هناك ٦ لاعبين من بيراميدز و٧ لاعبين من الأهلى و٣ من الزمالك ووصول الأمر إلى المعايرة فهذا يعنى أن هناك « حاجة غلط» .

الفترة القصيرة القادمة يجب ألا يعلو صوت فيها فوق صوت تشجيع المنتخب وتقديم كل الدعم للوصول إلى الهدف ونحن نستطيع فى ظل وجود كتيبة من النجوم العالميين وعلى رأسهم الفارس محمد صلاح الذى يتحاكى عنه العالم والشناوى حارس المرمى العملاق والننى مسمار وسط الملعب ومصطفى محمد كوماندوز الهجوم الأوروبى وتريزيجيه الموهوب وحجازى صاحب الخبرات الكبيرة .

كل التوفيق للمنتخب والعودة بالكأس ليسعد الشعب المصرى الذى ينتظر هذه البطولة بفارغ الصبر .

استعدادات كل الألعاب لدورة الألعاب الأوليمبية بباريس ٢٠٢٤ دخلت نطاق الجد وإنهاء المشاكل أو أى أزمات لأن هناك فرصة كبيرة لتحقيق نجومنا عدداً أكبر وتاريخياً من الميداليات بإذن الله وواضح أن هناك تفاؤلا كبيراً نتيجة لدعم الدولة والدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة لملف باريس .
ولا يخفى على أحد أن هناك إمكانيات جبارة من أجل توفير المناخ الصحى لأبطالنا ووضح ذلك من خلال الزيارات المتكررة للوزير إلى أماكن تدريب اللاعبين بجانب اللقطة المفقودة بوجود د. أشرف صبحى مع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية بالكامل لمتابعة التدريبات والحديث مع اللاعبين لمعرفة احتياجاتهم أثناء المران.. هذه اللقطة تُعد البداية من أجل تحقيق حلم الميداليات فى باريس.. وما سمعته من الوزير وياسر إدريس القائم بأعمال رئيس اللجنة الأولمبية خلال جولة الثنائى معاً فى مركز تدريب المنتخبات الوطنية بالمعادى يدعو للتفاؤل تماماً، فلا مجال لإضاعة الوقت والقادم سيكون من أجل مصلحة الرياضة فقط .

الاهتمام بالأبطال وإحراز الميداليات أمر فى غاية الأهمية لأنه يعكس مدى حضارة الدول وقناعتها بالرياضة والصحة ومن حسن الحظ وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية الذى انطلقت فى عهده الرياضة بشكل وصورة مختلفة تماماً للأفضل ؛ كما أن رئيس الدولة يتابع بنفسه كل كبيرة وصغيرة وموافقته الشخصية على زيادة الدعم المادى للرياضة فى ميزانية الدولة وكذلك مضاعفة مكافآت الفوز التى يحصل عليها أبطال الأولمبياد عنوانا لهذا الاهتمام وإدراك أهمية الرياضة وتطبيق مقولة «من جد وجد».. تحيا مصر .