صباح الفن

بين السينما المصرية والعربية

إنتصار دردير
إنتصار دردير

 إذا كانت السينما المصرية قد بدأت تتعافى إنتاجيًا فى عام 2023، بزيادة عدد الأفلام المنتجة إلى 61 فيلمًا، والأفلام التى عرضت إلى 43 فيلماً، بعدما كانت قد سجلت خلال العام  الماضى 51 تم إنتاجها و24 فيلمًا تم عرضها، هذا التفوق الكمى لا يعكس بالضرورة تفوقا فنيا، فقد غابت المصرية على مدى العام عن المشاركة بالمهرجانات الدولية، ولم يصمد منها سوى الفيلم القصير «عيسى» للمخرج مراد مصطفى الذى حاز عدة جوائز دولية منذ عرضه الأول بمهرجان كان السينمائى.

يحدث هذا فى الوقت الذى شاهدنا فيه  حضورًا عربيًا مميزًا عبر أربعة مخرجين شباب يقدمون تجاربهم السينمائية الطويلة الأولى بأفلام على قدر كبير من التميز والنضج الفنى والطرح الإنسانى، وهو ما أهلها لتحقق نجاحا دوليا فى مهرجانات كبرى، وهى الفيلم السودانى «وداعًا جوليا» لمحمد كردفانى، و»إن شاء الله ولد» للمخرج الأردنى أمجد رشيد، والوثائقى المغربى «كذب أبيض» للمخرجة أسماء المدير، والفيلم اليمنى «المرهقون» للمخرج عمرو جمال، هذه الأفلام الأربعة تتصدر أفضل الإنتاجات العربية الشابة فى عام 2023 فى رأيى.  

وما يميز هذه الأفلام  أن مخرجيها طرحوا قصصًا تحمل همومًا إنسانية، ففيلم «وداعا جوليا» الذى حاز 18 جائزة دولية يستعيد فى إطار درامى الأسباب التى أدت لإنفصال جنوب السودان عن شماله عبر دعوة للتسامح مع الآخر، فيما يطرح «إن شاء الله ولد» الأردنى أزمة امرأة يتوفى زوجها وتواجه وطفلتها أطماع شقيق الزوج فى الحصول على بيتها، لكنها تفاجأ بحملها ويصبح كل حلمها أن تنجب ولدًا يحول بين خروجها وطفلتها إلى الشارع، وقد فاز مخرجه بجائزة أفضل عمل أول بمهرجان كان.

فى فيلم «كذب أبيض» تواجه مخرجته الأكاذيب الصغيرة التى ترويها عائلتها متوقفة عند انتفاضة الخبز التى شهدتها المغرب عام 1981، وقد تم تصعيده ضمن القائمة الأولية فى منافسات الأوسكار بعدما نال الفيلم جائزة أفضل وثائقى بمهرجان كان، فيما يعرض فيلم «المرهقون» لأزمة أسرة يفقد الزوجان وظيفتهما بفعل الحرب وتعيش الأسرة تحت خط الفقر وتفاجأ الزوجة بحملها فتسعى وزوجها للتخلص من الجنين، وفاز الفيلم بـ 8 جوائز دولية منذ عرضه الأول فى برلين.

لذا نطمح أن تستعيد السينما المصرية عافيتها فنيًا فى 2024، وتقدم أفلامًا تبقى فى ذاكرة الجمهور.