قلم على ورق

متحف للسينما بمدينة الإنتاج

محمد قناوى
محمد قناوى

الدور الذى تلعبه حاليا مدينة الإنتاج الإعلامى برئاسة الكاتب الصحفى عبد الفتاح الجبالى فى ترميم تراث السينما المصرية من خلال مركز ترميم التراث السمعى والبصرى أو ما يطلق عليه مركز الترميم السينمائي، والذى نجح حتى الآن فى ترميم المجموعة الكاملة لجريدة مصر السينمائية «2389 عددًا» تغطى الفترة الزمنية من عام 1952 وحتى عام 2015 وترميم 140 فيلمًا تسجيليا لصالح الهيئة العامة للاستعلامات.

بالإضافة الى ترميم عشرات الأفلام الروائية الطويلة لحساب شركات ومؤسسات عامة وخاصة وآخرها الإعلان عن بدء ترميم 50 فيلما روائيا طويلا لصالح إحدى الشركات الخاصة، هذا الدور يدفعنى لطرح فكرة يمكن تنفيذها من خلال تعاون بين مدينة الانتاج الاعلامى ووزارة الثقافة.

لإنشاء متحف قومى للسينما المصرية داخل المدينة التى تمتلك الامكانيات والمكان المناسب لإنشاء هذا المتحف الذى سيحفظ تراث السينما المصرية من الاندثار والفقدان والسرقة، بعد أن فشلت وزارة الثقافة خلال سنوات طويلة فى اتخاذ أى  خطوات جادة لإنشاء هذا المتحف الذى يؤرخ للسينما المصرية ويحفظ التراث السينمائى للاجيال المقبلة.

وهناك جهود بذلتها وزارة الثقافة فى جمع المقتنيات الضخمة من خلال الشركة القابضة للسينما برئاسة د.خالد عبد الجليل وتمتلئ مخازنها بمقتنيات نادرة فى مختلف عصورها من إكسسوارات وملابس وآلات تصوير، ووحدات مونتاج وأفيشات وصور فوتوغرافية للأفلام، وجوائز دولية حصلت عليها الأفلام المصرية، فيوجد مثلا فى هذه المخازن مئات من كاميرات التصوير ومراحل تطورها وأول ماكينة فحم فى العالم وأول موفيولا، وأول وحدة مونتاج، وكميات كبيرة جدا من ملابس الأفلام التاريخية مثل فيلم الناصر صلاح الدين وأكثر من 300 ألبوم صور فوتوغرافية للأفلام التى أنتجتها المؤسسة العامة للسينما، وآلاف الأفيشات، فهل يعقل أننا نملك هذا التاريخ السينمائى الضخم ونتركه دون حماية ؟

قبل عشر سنوات اسعدنى الحظ بزيارة للجمهورية الإيرانية ضمن وفد سينمائى مصرى كبير، واستغرقت الزيارة أحد عشر يوما ما بين العاصمة «طهران» ومدينة «أصفهان» وتضمن برنامج الرحلة زيارة مدينة «غزالي» للانتاج، والتى صور فيها مسلسل «مريم العذراء» ومدينة «الدفاع المقدس» التى صور فيها مسلسل «يوسف الصديق»، وكان أبرز ما فى هذه الرحلة بالنسبة لى الزيارة التى قام بها الوفد المصرى إلى «متحف السينما» فى طهران والذى يضم مجموعة نادرة من مقتنيات السينما الإيرانية من ملابس واكسسوارات وآلات تصوير ووحدات مونتاج وجوائز دولية حصلت عليها أفلامها، وأقيم المتحف فى قصر قديم لشاه ايران السابق ويختصر بين جدرانه تاريخا سينمائيا يمتد لحوالى مائة عام ويعد أهم متاحف السينما فى الشرق الاوسط، ومنذ زيارتى هذه للمتحف وصورته لا تفارق خيالى وأحلم بمتحف للسينما المصرية يليق بتاريخها الذى يسبق تاريخ السينما الايرانية بسنوات.