أوراق شخصية

شهوة القتل.. وغريزة الاغتيال

د. آمال عثمان
د. آمال عثمان

لا أجد تفسيراً لهذا الصمت الدولى المريب، على ما تقوم به إسرائيل من إبادة عرقية للمدنيين فى غزة، وغض الطرف عن مجازر وجرائم حرب غير إنسانية وغير أخلاقية، ليس لها مثيل فى التاريخ البشرى، سوى الهجوم النووى الذى قامت به الولايات المتحدة فى هيروشيما وناجازاكي، نهاية الحرب العالمية الثانية، بأوامر من الرئيس هارى ترومان، قُتل فيهما 220 ألف ياباني، وأصيب الآلاف بجروح وحروق إشعاعية وأمراض سرطانية!!

 أبدع الاحتلال الصهيونى فى عمليات الإبادة وسفك الدماء، ومارس جنوده شهوة القتل والعنف والانتقام وغريزة الاغتيالات، وتفننوا فى العربدة والتنكيل والتصرفات المتجردة من أى أخلاق، وقد شاهدنا فيديوهات للجنود وهم يستعرضون ملابس داخلية للنساء، ويجردون الرجال والنساء والأطفال المعتقلين من ملابسهم، ويعاملون الأسرى بمنتهى الصفاقة والوحشية، ويُخفون المئات منهم قسرياً بطرق غامضة، كما استباحوا المساجد واستهزأوا بها وسخروا من منابرها، وردّدوا الشعائر اليهودية والهتافات العنصرية ضد الإسلام بداخلها، ولم تتوقف جرائمهم وخطاياهم عند الحصار، والحرمان من الماء والوقود والطعام، وإنما دمروا محطات المياه والكهرباء والمستشفيات، ووصل الإجرام إلى خطف الرُضّع والأطفال، ونقلهم خارج قطاع غزة، وسرقة الأعضاء البشرية من جثث الشهداء.

ينطبق على أولئك الصهاينة المثل العربى القائل: «رمتنى بدائها وانسلت»، فهم يحاولون دائماً إلصاق مثالبهم ودناءتهم بالآخرين، ينتهجون سياسة تخريب وتدمير البنية التحتية بصورة وحشية، ثم يصفون الفلسطينيين بالمخربين، يتهمون القيادات الفلسطينية بالوحشية والإرهاب والتطرف، وهم أصل عصابات ومنظمات الإرهاب والتطرف والعنصرية الدينية، ولديهم سجل أسود قذر من الإرهاب والاغتيالات، والمذابح  الوحشية عتيدة الإجرام، وتشهد بذلك مذابح دير ياسين والطنطورة وغزة وغيرها، وسجل حافل بالاغتيالات آخرها صالح العارورى الذى اغتاله الموساد قبل أيام، تنفيذاً لمخططات «نتنياهو» الإجرامية فى استهداف القيادات الفلسطينية، وبينما يتباكون ويستعطفون العالم لحمايتهم، يخرج وزير صهيونى متطرف يطالب على الملأ بضرب غزة بقنبلة نووية، وآخر يدعو لإعادة توطين 2٫5 مليون فلسطينى خارج القطاع، وتشجيعهم على الهجرة إلى دول أخرى!

 ورغم كل تلك الجرائم، يرفض الكيان الصهيونى الاتهام الموجه من محكمة العدل الدولية فى لاهاى بارتكاب جريمة إبادة عرقية، ويصل التبجح والصفاقة إلى الاستهزاء بالدعوى التى رفعتها جنوب إفريقيا، للمطالبة بوقف الحملة المسعورة، والمجازر والمذابح الشعواء التى ترتكب ضد المدنيين فى قطاع غزة، ويصفها بالسخيفة!!