صباح الجمعة..

أرمنيوس المنياوي يكتب: الميديا وسنينها والأعياد 

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

أجمل ما في الإنسان أنه يعيش في أوج حالة مزاجية، والأخيرة تعني أنك منسجم بما تقوم به، والإنسحام لن يأتي إلا عندما تكون راضي عن نفسك بما تقوم به من مهام في زمن قل فيه الإهتمام بكل ماهو حقيقي وواقعي، لأن النرجسية وحب الذات وحب الظهور قد أخذتني في زمن قلة فيه القيمة وطغت وأجبرتنا المادة على فعل ما قد لا نكون راضيين عنه.
الإنسجام يعني القناعة وليس كشري الإنسحام الموجود بشارع فيصل ..الإنسحام أى أن لاتسخر بما تفعله ولكنك تفعل ماتحب وإن كان هذا صعب المنال في زمن تصدره الأقزام فعلي سبيل المثال كنا نقرأ في الثمانينات والتسعينيات لنوعية كتاب تغلب عليهم كرامة الكتابة وليس كتابة الكرامة فأنت تقلب في الأهرام في صفحته الأخيرة تجد أنيس منصور وأحمد بهاء الدين وعندما ترهق نفسك بعض الشيئ وتقلب فأنت تري وتستمتع بكتابات يوسف جوهر وغالي شكري وسلامة أحمد سلامة ولمعي المطيعي وفي أخبار اليوم تجد نفسك تقرأ لناس طالما أمتعونا مثل إبراهيم سعده ومصطفى أمين وسعيد سنبل .
حقيقي قائمة إمتياز وانسجام القراءة وليست قراءة الإنسحام طويلة وعديدة ومبهرة ..كتابات كانت تحافظ على الذوق العام والذي عاش أيام أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وفايزة أحمد وليس جيل شاكوش وحسن جاموسه فالفارق كبير.
أمسك بقلم أو إن شئت الدقة بكيبورد الكمبيوتر وأنا أتحسس الحروف للبحث عما يقنعني في زمن ماتت فيه القراءة ولم يعد الذوق العام كما كان في زمن نترحم على أمجاده وأسعاره وقيمة البشر فيه.
بكل تأكيد تغيرت الظروف وتغيرت معها الميديا وتغيرت معها الشخوص ولم يعد أحدا مقتنعا بأحدا إلا نادرا ..كلنا نجلد بعضنا البعض وكلنا نعيب ونشوه بعضنا البعض والسبب أننا في الغالب لم نعد جادين ولا مقنعين لأنفسنا وللأجيال القادمة والتي تغيرت كثيرا في الفكر والرؤى والإحتياج عما كنا نحن عليه ومن ثم فلا نحن قادرين على أستيعابهم ولا هم قادرين على يأخذوننا معهم إلى الدائرة التي وجدوا أنفسهم فيها بسبب مناخ متجددا ولع فلسفة خاصة نحن ككبار نقف أمامها متأملين غير مصدقين في الغالب ويقف أبناء الجيل الجديد مندهشين من حالة الإستغراب التي يعيشها أبائهم أمام التطور المذهل الذي ضرب البشرية في عمق أعماق الجذور حتى وصل إلى ما يسمي بالذكاء الإصطناعي وهي كلها عوامل تعرية لجيل السنوات الأولي من الألفية الثالثة ما بالك بمثلي من جيل الستينات و السبعينات والثمانينات والتسعينيات أنها أجيال إن لم تكن قادرة على التبديل حتى بالحبال للإمساك بتلابيب تلك الأجيال فنحن ساقطين في بئر النسيان ولا ندم علينا ولا هم يحزنون، وما تفعله بنا الميديا وسنينها أمرا يفوق ما كنا نتخيله
لا أعرف لماذا أخذني عقلي للتبحر في عمق الحياة بهذا الشكل وأنا في غضون إحتفالات عيد الميلاد المجيد وقد قادتني الصدفة السعيدة إلى حضور بعض التبريكات والتهنئات بخصوص تلك المناسبة وكانت في شارع أحمد سعيد عامر حيث مقر الطائفة الإنجيلية ومن حظي الجميل أن أرى رجلا لم أراه من فترة طويلة كانت في مقره الكاثوليكي بحدائق القبة البطريرك إسحق إبراهيم عندما أجريت معه حوارا صحفيا لجريدة الجمهورية بصحبة الصديق والزميل سامح محروس مدير تحرير الجمهورية، وشكرته لأنه تذكرني بعدما أغلق على نفسه بحكم مشاغل الموقع.
في صباحية تهنئة الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية ومن حضر معه من جمع كريم لإستقبال عضو الكاردينال البابوي وسمعت حديث بينه وبين قائد الإنجيلية وهما قامتان أعتز بهما...حوارا بينهما على هامش الإحتفال بالتهنئة عن قضية المثلية الجنسية أو الشذوذ الجنسي وبكل تأكيد كان حديثهما معا الذي شد الحضور يدور حول الرفض التام لمثل هذا الأمر، لأنه ببساطة شديدة يمثل خطية يرفضها ويمقتها الكتاب المقدس تمام وهي قضية من وجهة نظرهما ومن الوجهة الكتابية لا تحتمل التأويل والنصوص الكتابية واضحة وصريحة وهي طريق واضح ومحدد لا لبس فيه.
وإن كانت مسألة الشذوذ قضية مجتمعية قديمة وليست حديثة لكنها ظهرت مع الإنفتاح العالمي ومع اجيال تناقش كل شيئ دون حمرة وجه وهي ضمن سمات العصر الحديث وهي مسألة مرفوضة على مستوى كافة الأديان السماوية وحتى لو أثيرت بنبرة تأييد من ناس على شاكلة القضية أى أناس يسبحون خارج إطار منظومة المجتمع الصحيح بدنيا ونفسيا ودينيا.
بكل تأكيد تتساءل بينك وبين نفسك لماذا التداخل في قضايا والإنتقال من قضية إلى أخرى بشكل درامية قد لا يبدو بينهم رابط وهذا ما يجعلني أرد عليك أنه لولا غربلة الحياة وتدفق سرعتها وتغيير المفاهيم لدي البشر بفعل الميديا والمعرفة ما كنا حتى أكتشفنا أنفسنا وما كنا سمعنا لا على الشذوذ ولا حتى طالنا الذكاء الإصطناعي الذي سيغير مفاهيم كثيرة خلال السنوات القليلة القادمة وتصبح تكنولوجيا الميديا التي نتندر بما أحدثته بيننا الٱن  قديمة في لاحق الأيام وكل سنة وأنتم طيبون بمناسبة عيد الميلاد المجيد الذي يوافق بعد غد الأحد إن شاء الله.

 

ٱخر السطور 

& الأسعاف في القاهرة وتحديدا في شبرا فعلت شيئ جميل عندما أسعفت المواطن كرم الموظف بالمجلس العام للكنائس الرسولية في مصر والذي تعرض لغيبوبة أستمرت أكثر من أربعة ساعات هكذا عثروا عليه في مكتب المجلس العام مثلما روي لي القس ناصر كتكوت رئيس المجلس العام وطلبوا الأسعاف والتي حضرتك خلال ما لايزيد عن خمسة دقائق وفعلوا ما فعلوا حتى فاق كرم وعادت إليه الحياة مجددا..موقف أسعافي رائع يستحق الشكر والتقدير لكل من يفعل شيئ حسن.
& الأتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية يستعد لإطلاق شرارة العمل الحقيقي خلال العام الجديد مثلما قال لي القانوني أسامه البيطار الأمين العام للإتحاد ..الإتحاد في ثوب جديد في مقر جديد لوضع أهم قضية تشغل بال المجتمع العربي في الوقت الراهن وهي الملكية الفكرية في ظل عصر يموج بمتغيرات عديدة أخطرها تقليد العلامات التجارية والتي تهز أركان إقتصاد الدول ..التحية للأمين العام وموصولة للسيدة الفاضلة الدكتورة ريم عيسى الريموني رئيسة الأتحاد وللصديق اللواء الدكتور عبد القدوس العبدلي عضو مجلس الإتحاد وباقي أعضاء المجلس.
&الحبيب الغالي الاستاذ أرمنيوس  المنياوي
مقال رائع جدا عن زلات اللسان عند بعض القيادات وبعضها غير مقصودة وبدون قصد ولكن نقول سرعة الحديث في الكلام بدون تفكير لما قد يحدث من الوقوع في بعض الاخطاء او زلات لسان 
بعض القيادات   يعتبروها نوع من  الفكاهه مع الاعلام بدون قصد او تجريح رسالة من صديقي الدكتور أحمد فاروق ابن مركز مغاغة ولعل بمناسبة مغاغة فقد قادتني الصدفة إلى لقاء المرنمة الجميلة الدكتورة حنان فاروق والذي تخطو بخطوات ثابتة في العمل السياسي وكانت لفتة ذكية من الصديق اللواء هشام بشر الأمين العام لحزب حماة وطن بالمنيا في أن يختارها أمينا عاما للحزب بمركز مغاغة لتكون من نوادر السيدات اللاتي يتبوأن مثل تلك المواقع .