أخر الأخبار

داخل منزل موظف بالمنيا .. ضبط 12 تمثالًا فرعونيًا 3 أقنعة وآثار رومانية

المتهم
المتهم

إسلام‭ ‬عبدالخالق

«الآثار» كلمة يختلف صداها فى نفوس الجميع؛ فالبعض يُقدر أهميتها ويبحث فى تفاصيل وجودها وكيفية الحفاظ عليها للأجيال القادمة ليتحاكى الكل بعظمة الأجداد، وآخرون لوثت إنسانيتهم الجريمة وطغى على نفوسهم الضعف وحب المال أولئك الذين على أتم الاستعداد لأن يبيعوا أي شيء وكل شيء طالما أن هناك مقابلا، ولا غضاضة أو ضمير يحول بين تلك العناصر وسعيها للبحث عن آثار بلدها وبيعها بأبخس الأثمان مهما كثرت، ومن بين هؤلاء «عواد» - اسم مستعار - ذاك المُجرم الذي استحل كنوز جمعها بطرق احتيالية لأجل أن يُتاجر فيها ويبيعها لمن يدفع أكثر.

«عواد» موظف سبق له وأن تقلد أحد المناصب الحكومية، بيد أن سنواته تخطت السن القانوني للمعاش ليتحول بين عشيةٍ وضحاها إلى لص آثار يُشار له بالبنان بين المجرمين ممن سلكوا ذاك الطريق قبله بسنوات، وبين شوارع وحواري محافظة المنيا عروس الصعيد، وبالتحديد في إحدى المناطق التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة مغاغة، عرف معنى الإجرام وتخطى من سبقوه حتى سجل اسمه بحروف من قطران في سجلات العناصر المشهود لها بالمعلومات الجنائية بين صفحات البحث الجنائي الخاصة بوزارة الداخلية، وبين هذا وذاك راح يبحث ويفتش حتى جمع كنزًا رآه يستحق أن يبيع كل شيء لأجله ويُغامر بحثًا عن أموال تضمن استمرارية تجارته في كنوز الأجداد بعدما يبيع ما يحوز.

خداع

انتشرت تفاصيل رغبة «عواد» في البحث عن أقرب مشتري لما بحوزته من كنوز، وداخل سوق تلك التجارة المُجرمة قانونًا كانت أعين رجال شرطة السياحة والآثار في وزارة الداخلية يقظة والتقطت المعلومة ليتم فحصها وتمحيصها بدقة من جانب رجال السياحة والآثار بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، وتتأكد الجهود في النهاية أن الأمر يمس الأمن القومي للبلاد ويُهدد جزءًا من تاريخها ممثلًا في القطع الأثرية التي يحوزها المتهم.

التقط المقدم محمد عبدالعزيز رئيس مباحث الآثار والسياحة في مديرية أمن المنيا ما توافر من معلومات أولية؛ ليرسم خطة الإيقاع بـ «عواد»؛ إذ تنكر الضابط في زي تاجر آثار لديه من المال ملايين الجنيهات التي يمكنها أن تشتري ما بحوزة «عواد» من كنوز أثرية تعود لأكثر من حقبة تاريخية وأثرية، إذ نجح رجل مباحث السياحة والآثار في أن يحوز ثقة المتهم إلى الحد الذي جعل الأخير يُخبره بتفاصيل هامة ومؤثرة عما بحوزته من قطع أثرية.

مرت الأيام وموقف بعد موقف اتفق الضابط المتنكر في زي تاجر آثار مع المتهم على تفاصيل الصفقة التي بموجبها يتحصل «عواد» على مبلغ مالي ليس بالقليل نظير أن يبيع ما بحوزته من قطع أثرية له.

حان وقت التسليم والتسلم ليفاجأ «عواد» بتاجر الآثار المزعوم وقد حضر بهيئته الحقيقية ضابطًا على رأس قوة أمنية من شرطة السياحة والآثار في مديرية أمن المنيا مدعومين برجال قطاع الأمن العام وقد دلفوا إلى مسكنه وبدأت مهمة رجال الداخلية في تفتيش المنزل.

لص تاريخ

لم يستغرق التفتيش الكثير من الوقت ليتبين؛ أن المتهم ما هو إلا محتال ولص تاريخ يحوز داخل مسكنه مئات القطع الأثرية التي تعود إلى حقب وأزمنة مختلفة؛ إذ عثرت الأجهزة الأمنية داخل منزل المتهم على مركب خشبي مدون عليه نقوش وكتابات فرعونية، و7 تماثيل خشبية مختلفة الأشكال والأحجام، و9 آواني آلباستر متنوعة الأشكال والأحجام، بالإضافة إلى 3 أقنعة (وجوه خشبية)، ومزهريتان من الزجاج، وتمثال لسيدة من الحجر الملون يحتوي على نقوش فرعونية، وتمثال لسيدة أخرى في الوضع الآزوري ملون من الحجر ويحتوي على نقوش وكتابات هيروغليفية، وتمثال ثالث لفرس النهر، فضلًا عن 17 تميمة متعددة الأشكال جميعها أثرية تعود إلى عصور فرعونية مختلفة، و1795 عملة معدنية مختلفة الأشكال والأحجام تعود للعصرين اليوناني والروماني.

عقب تقنين الإجراءات اصطحبت القوة الأمنية المتهم إلى مركز شرطة مغاغة وتحرر عن ذلك محضر بالواقعة في مركز شرطة مغاغة، فيما تم التحفظ على القطع والتماثيل الأثرية المضبوطة على ذمة المحضر، وبالعرض على النيابة العامة في مركز شرطة مغاغة قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات لمدة أربعة أيام مع مراعاة التجديد له في الموعد القانوني.

بلاغ الواقعة

البداية كانت بتلقي رجال شرطة السياحة والآثار في مديرية أمن المنيا معلومات مفادها حيازة موظف بالمعاش – له معلومات جنائية – مجموعة كبيرة من القطع والتماثيل الأثرية بغرض الاتجار فيها وبيعها، وذلك داخل مسكنه في نطاق ودائرة مركز شرطة مغاغة.

معلومات وتحريات قطاع شرطة السياحة والآثار بالتنسيق مع قطاع الأمن العام تأكدت صحته بتنسيق الجهود ومشاركة مديرية أمن المنيا؛ إذ تبين أن المتهم له معلومات جنائية، وأنه بحوزته قطع أثرية بقصد الاتجار فيها، وذلك داخل مسكنه الكائن بدائرة ونطاق مركز شرطة مغاغة في محافظة المنيا.

عقب تقنين الإجراءات القانونية استهدف منزل المتهم وتمكن رجال شرطة السياحة والآثار وقطاع الأمن العام مدعومين بقوة أمنية من مديرية أمن المنيا من ضبط المتهم، وبتفتيش مسكنه عُثر على: على مركب خشبي مدون عليه نقوش وكتابات فرعونية، و7 تماثيل خشبية مختلفة الأشكال والأحجام، و9 آواني آلباستر متنوعة الأشكال والأحجام، بالإضافة إلى 3 أقنعة (وجوه خشبية)، ومزهريتان من الزجاج، وتمثال لسيدة من الحجر الملون يحتوي على نقوش فرعونية، وتمثال لسيدة أخرى في الوضع الآزوري ملون من الحجر ويحتوي على نقوش وكتابات هيروغلفية، وتمثال ثالث لفرس النهر، فضلًا عن 17 تميمة متعددة الأشكال جميعها أثرية تعود إلى عصور فرعونية مختلفة، و1795 عملة معدنية مختلفة الأشكال والأحجام تعود للعصرين اليوناني والروماني.

جرى ضبط المتهم والتحفظ على المضبوطات، وبمواجهة المتهم أقر بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها وبيعها، وبإجراء المعاينة المبدئية بمعرفة مفتشي قطع الآثار أفادوا بأن القطع المضبوطة جميعها أثرية، فيما تحرر عن ذلك المحضر في مركز شرطة مغاغة، فيما تم التحفظ على القطع والتماثيل الأثرية المضبوطة على ذمة المحضر تحت تصرف النيابة العامة المختصة، وبالعرض على النيابة العامة في مركز شرطة مغاغة قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات لمدة أربعة أيام مع مراعاة التجديد له في الموعد القانوني. 

إقرأ أيضاً : حاول بيع 295 قطعة فرعونية.. «لص التاريخ» في قبضة مباحث الآثار| صور

 


 

;