السفن الطبية العائمة بميناء العريش تداوى جراح أهالى غزة

السفن الطبية العائمة بميناء العريش
السفن الطبية العائمة بميناء العريش

أزمة حادة يشهدها قطاع غزة وخاصة فى قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية التى تعد حقا أصيلا من حقوق الإنسان للمواطنين أوقات الحروب والأزمات، حيث يعانى القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلى تراجع الخدمات الطبية، ما أدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات فى قطاع غزة عن الخدمة، والتى لم تعد تمتلك المقومات اللازمة لتقديم الرعاية الطبية للجرحى الذين يتزايدون يوما بعد يوم، ما استدعى خروجهم للعلاج فى المستشفيات المصرية والسفن الطبية التى ترسو فى ميناء العريش البحرى.
وقد بادرت الدول الأجنبية بتقديم خدماتها الطبية للجرحى الفلسطينيين المصابين فى أحداث غزة، من خلال المستشفيات العائمة لتقديم الرعاية الطبية المناسبة، وهى تضم تخصصات نادرة تتناسب مع طبيعة الاصابات التى يتعرض لها الفلسطينيون، بسبب حرب الابادة التى تمارسها إسرائيل ضدهم، حيث تلجأ إلى استخدام قنابل واسلحة محرمة دوليا.


وقد لجأت دولتا فرنسا وايطاليا، إلى موانئ مصر كى تحرك السفن الطبية لترسو على الأرصفة، حيث وصل بالفعل سفينتان الأولى من فرنسا والثانية من إيطاليا.
وأشار اللواء الدكتور محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، الى ان السفينتين الفرنسية والإيطالية تستقبلان الجرحى الفلسطينيين وتجرى لهم العمليات الجراحية اللازمة عن طريق فريق طبى على أعلى مستوى، لافتا الى أنها عبارة عن مستشفيات عائمة تضم غرف عمليات ورعاية ومعدات تشخيصية وأدوية ومستلزمات طبية لتقديم الرعاية الكاملة للجرحى الفلسطينيين.


وقال رئيس مجلس الشيوخ الايطالى، أثناء زيارته لشمال سيناء، ان السفينة الإيطالية فى ميناء العريش البحرى عبارة عن مستشفى عائم بطاقة 16 سريرا و8 أسرة استقبال وتضم غرفتى عمليات وأشعة مقطعية بطاقة 12 شريحة وأشعة عادية وسونار.
وأضاف انه يوجد بالمستشفى 15 طبيبًا ايطاليا فى تخصصات الجراحة العامة والنساء والتوليد والأطفال والتخدير والعناية المركزة وجراحة القلب والصدر والباطنة والاسنان والعظام، بجانب وجود طائرتين هيليكوبتر مجهزتين للاخلاء الطبى.
بدوره، قال العميد بحرى، جاك مالار، قائد السفينة الطبية الفرنسية، إن السفينة «ديكسمود» من فئة الميسترال وهى عبارة عن مستشفى عائم بطاقة 40 سريرًا و25 سريرا داخليا و15 سرير عناية متوسطة و5 أسرة عناية الأطفال، و2 غرفة عمليات مجهزة و20 طبيبًا فرنسيًا.
وأشار الى وجود 3 طائرات هيليكوبتر على السفينة من الممكن استخدامها لإخلاء الجرحى فى حال رغبة الجهات المصرية فى ذلك.
وأضاف أن السفينة استقبلت اكثر من 90 جريحا فلسطينيا للعلاج، معلنًا عن اجراء 230 عملية جراحية فى المستشفى الطبى الفرنسى العائم فى العريش.
ووجه قائد السفينة الطبية الفرنسية، الشكر لمصر ولمحافظة شمال سيناء، على ما تقدمه من أجل الفلسطينيين، علاوة على توفير كافة البيانات التى تساعد فى العمل اللوجستى للخدمات الأرضية، ووصول الإمدادات الطبية للسفينة جوا من مطار العريش، وكذلك آلية فرز المصابين فى معبر رفح، ومدى حاجتهم للنقل من السفينة حتى شفائهم ومتابعة حالاتهم، الى جانب توفير مترجمين لتقوية العلاقة بين الاطباء والمرضى، والقدرة على التوصيف الدقيق لحالة المريض.
بدوره، أكد جيل بوادوفيزى، المحافظ البحرى لمنطقة البحر المتوسط، على الدور الذى تقوم به مصر مع كافة الأطراف فى انهاء الاحداث فى غزة، لافتا الى أن ما يحدث فى غزة يجب ان ينتهى سريعًا.
وعبر عن سعادته بأن السفينة الفرنسية الطبية هى اول سفينة وصلت الى ميناء العريش البحرى، مشيرا الى استقبال الحالات الفلسطينية التى تتناسب مع إمكانات السفينة الطبية الفرنسية.
ووجه الشكر للحكومة المصرية ووزارة الصحة ومحافظة شمال سيناء ومديرية الصحة على التسهيلات المقدمة، حيث ان وجود السفينة الفرنسية خير مثال على العلاقات الوطيدة بين فرنسا ومصر.
وفى نفس السياق، قالت المصادر الطبية، انه تم إدخال أول شحنة لطعومات الشلل والحصبة والحصبة الألمانية والنكاف وغيرها من الطعومات الروتينية الخاصة بالأطفال، الى قطاع غزة عن طريق معبر رفح البرى، ويأتى ذلك فى ظل الوضع الوبائى الحرج الذى تسببت به الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وتعد هذه أول شحنة طعومات تدخل قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضى.
وقال د. خالد زايد رئيس فرع الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء انه دخلت 90 شاحنة من ميناء رفح البرى ، أمس إلى معبرى «العوجة وكرم أبوسالم» تمهيدًا لإدخالها إلى قطاع غزة ؛ بعد تنفيذ الإجراءات المتبعة فى هذا الشأن.