«من تحت الركام» يوثق الهمجية الصهيونية

 فيلم «من تحت الركام
فيلم «من تحت الركام

يوثق فيلم «من تحت الركام» عملية «الرصاص المصبوب» التى قام بها الاحتلال الإسرائيلى على غزة 2008، والفيلم من إنتاج 2017 ويتناول معاناة الفلسطينيين من خلال المجزرة التى تعرضت لها عائلة «السمونى» فى حى الزيتون بقطاع غزة خلال الاجتياح البرى فى عامى 2008-2009، وأسفرت المجزرة عن استشهاد 7 أفراد وعشرات الجرحى من النساء والأطفال والرجال، وسقط فى المجزرة الوالد وابنه الرضيع مع 5 أطفال آخرين عندما جمّعت قوات الاحتلال عشرات الأسر من عائلة «السمونى» فى بيتٍ واحد ثم قصفته واسُتشهد 70 فرداً من العائلة.


الفيلم من إخراج الأسترالية «آن تسوليس» التى قررت توثيق جانبٍ من الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد زيارتها للمدينة عام 2014، واستمعت لحكايات أهلها، وعاينت بنفسها آثار الدمار، وأرادت المخرجة الأسترالية أن يكون فيلمها توثيقياً 100%، فاختارت أن تروى المجزرة على لسان الأطفال الذين عاشوا التجربة، وأدلوا بشهاداتٍ حية اعتمدت على مشاهد ميدانية والاستعانة بفيلم رسوم متحركة للمخرجة الإسبانية «تيلدى دى وونديل» يرتكز على رسومات أطفال عائلة «السمونى» الذين نقلوا ما شاهدوه خلال المجزرة، وتعتمد الرواية على الشهادة التى ترويها الطفلة أمل السمونى التى ظلت تحت الركام 3 أيام مع جثث أقربائها، قبل أن يتم إنقاذها فى اليوم الرابع لتعيش بعد ذلك وفى رأسها 15 شظية لا يمكن إزالتها، وجاءت شهادتها معبرة عن معاناة أهل غزة جميعاً، ومن أشد ما ترويه تذكرها لدوى الصواريخ والقنابل وأجساد الناس تتطاير فى الهواء، وتتحول إلى أشلاء مبعثرة، وتصف بدقةٍ مشهد إعدام والدها وأخيها الرضيع داخل البيت بسلاح العدو بدمٍ بارد !!
ويتضمن الفيلم شهادة والدة أمل وإخوتها، وتسأل أمل بمرارة : «ليش بغزة هيك، ليش اللى برا عايشين بأمان وسلام، وهنا حروب وحصار ومعابر مغلقة ؟» ومع هذا السؤال تقتراب الكاميرا تدريجياً من سواحل غزة مع عبارات تظهر لتعلن أنه مع وقف إطلاق النار كان قد اسُتشهد 1400 فلسطينى، من بينهم أكثر من 300 طفل، ويبدو أسلوب الصهاينة لا يتغير فيما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية والقانون الدولى، فما يعرضه فيلم «تحت الركام» يتكرر يومياً فى مذابح إجرامية منذ أكثر من 70 يوماً فى غزة.