طبيب يهودى يطالب بإعادة فلسطين لأصحابها

جابور ماتى
جابور ماتى

لم يكن أحد من المراقبين يتصور أن يناصر الطبيب اليهودى « جابور ماتى» الفلسطينيين ضد إسرائيل ويطالب بإعادة فلسطين لأصحابها، وعدم التصور يعود إلى أنه كان من عتاة الصهاينة المتشددين، وهو الناجى الوحيد الذى ما زال حيا من محرقة «الهولوكوست»، فما هو سر تحوله عن الصهيونية المُقيتة واستيقاظ ضميره للمناداة بإعادة الحق لأصحابه؟ 
أهمية الدكتور «جابور ماتى» تعود إلى تأثيره الكبير على مليونى متابع على إنستجرام، وهو حامل الجنسيتين الكندية والمجرية وصاحب الكتاب الأكثر مبيعاً فى مجال علم النفس والصحة العقلية، وقد قام مؤخرا بعمل مداخلة مع الإعلامى الشهير «بيرس مورجان» تحدّث فيها عن موقفه من الحرب البربرية على غزة، ودعا مورجان لزيارة غزة مثلما فعل هو، ووصف له المشاهد التى رآها وجعلته يبكى بسبب قسوتها، وأكد لمورجان أنه لن يكف عن ضرورة إعادة الأرض التى سُلبت وتحولت لمستوطناتٍ غير شرعية للفلسطينيين، وقال: إن ما تقوم به إسرائيل ظلم فادح يخالف القانون الدولى والإنسانى واتفاقيات جنيف التى تحفظ للمدنيين سلامتهم، وقال: إن الجرائم التى ترتكبها إسرائيل لن تستمر طويلاً، وقال: إنه تخلى عن الصهيونية التى اكتشف أنها السبب وراء كل ما يرتكبه اليمين المتطرف من جرائم فى فلسطين.


وُلد «جابور ماتى» فى بودابست لعائلة يهودية عام 1944عندما استولى النازيون على المجر، وكان وقتها طفلاً رضيعاً لا يتجاوز 5 أشهر، وتم إحراق أجداده لوالدته فى مخيم الإبادة النازى، وانتقل مع عائلته للعيش فى كندا عام 1956، وتخصص فى الطب النفسى لأكثر من 20 عاماً، ولـ «جابور ماتى» كتاب شهير بعنوان «عالم الأشباح الجائعة» نال عنه جائزة هيوبرت إيفانز للأدب غير الخيالى، ومن أكثر المواقف التى لا يتحول عنها فى السنوات العشرين الأخيرة مساندته التامة للقضية الفلسطينية فى الكثير من الملتقيات والبرامج والندوات والمحاضرات التى يلقيها فى أمريكا وأوروبا، وقد ازداد نشاطه فى مجال الدفاع عن غزة وأهلها عقب السابع من أكتوبر الماضى مؤكداً فيما يكتبه من مقالات وحوارات ومداخلات على أن من حق المقاومة أن تدافع عن أهلها، ومن الفلسطينيين استعادة أراضيهم التى سُلبت منهم وتحولت لمستوطناتٍ غير شرعية، ومن حق الفلسطينى أن يعيش بكرامة مثله مثل الإسرائيلى، وأن يكون له دولته المستقلة كاملة السيادة، وما حدث فى 7 أكتوبر من المقاومة الفلسطينية هو رد فعل طبيعى ومشروع لأن اليمين المتطرف فى إسرائيل يتعمد إهانة الفلسطينيين يومياً ويسرق أرضهم، والعدل يقتضى البحث عن الأسباب التى أدت إلى المأزق الحادث فى غزة.
نقلاً عن «عربى بوست»