فى المليان

نتنياهو يواصل حربه الوحشـية ويهـاجـم منتقديه حول العالم

حاتم زكريا
حاتم زكريا

رغم الدمار الكبير الذى شمل معظم مدن قطاع غزة وأجزاء كبيرة من الضفة الغربية، فإن «المزاج» المتوحش لجيش الإحتلال الإسرائيلي ما يزال سائداً فى كل إشاراته وتحركاته المدعمة من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك فى ظل رفض معظم المنظمات الدولية العاملة فى مجال حقوق الإنسان وغيرها حتي فى الصحافة التابعة للغرب والولايات المتحدة الأمريكية التي فضحت ممارسات جيش الإحتلال الصهيوني الذى أعلن توسيع نطاق عملياته العسكرية فى مدينة خان يونس، وضم لواء جديد من المظليين للقتال ليرفع عدد الألوية المقاتلة هناك إلى 7 ألوية..

ومن جهته أعلن أبو عبيدة المتحدث العسكري باسم كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس أن حصيلة المعدات العسكرية التي استهدفها مقاتلو القسام يقترب من الألف، وشدد أبو عبيدة فى بيان مسجل أن الحركة لن تبرم صفقات تبادل الأسري مع الإحتلال فى ظل إستمرار هجمات جيشه على الشعب الفلسطيني مؤكداً أن الأولوية هي وقف العدوان..

ومع المجازر الجديدة التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي وآخرها قصف المدارس التي تؤوي النازحين يخرج علينا نتنياهو بالقول إن إسرائيل أظهرت أخلاقاً فى حرب غزة ويرفض إتهامات ارتكاب جرائم إبادة!!.. وهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذى اتهم إسرائيل بإرتكابها جرائم تفوق ما أرتكبته النازية ضد اليهود فى ألمانيا، وقال نتنياهو: إن الرئيس التركي هو قاتل الصحفيين والأكراد.. 

ومن ناحية أخري حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس إدهانوم غيبريسوس من خطر جسيم يواجه سكان غزة، ودعا فى بيان يوم الجمعة الماضي المجتمع الدولي الى إتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من هذا الخطر الذى يقوض قدرة العاملين فى المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون إصابات فظيعة وجوعاً حاداً والمعرضين لخطر شديد للإصابة بأمراض.. 

وتتواصل الإنتقادات والهجمات الدولية ضد إسرائيل وآخرها ما قاله الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل يوم الجمعة الماضي ووصفه ما يحدث للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة بــ «الهمجية»، وكتب على حسابه الرسمي على موقع «تويتر» إنه حان الوقت لإنهاء همجية إسرائيل بحق الفلسطينيين فى غزة، هذا العدوان المستمر هو وصمة عار على الإنسانية، وأن المجتمع الدولي ملتزم بالعمل على إنهاء هذا الإحتلال والإستعمار الوحشي.. 

وفي نفس الوقت أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) فى اليوم الثالث والثمانين لحرب غزة إن جنود الأحتلال أطلقوا النار على قافلة مساعدات أثناء عودتها من شمال القطاع على طريق حدده الجيش الإسرائيلي، وكتب توماس وايت مدير الأونروا على منصته إكس: «أطلق جنود إسرائيليون النار على قافلة مساعدات أثناء عودتها من شمال قطاع غزة»، وبدوره أعرب منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن جريفيث عن إحباطه إزاء كيفية إعاقة وصول المساعدات المنقذة للحياة من دخول غزة مشيراً الى أن إيصال المساعدات أصبح مستحيلاً.. «ومن جهتها قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان من الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز: إن ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين فى غزة يمثل «أهوال القرن». مشيرة الى أن الصمت الغربي إزاء ما يحدث فى القطاع يتحول الى تواطؤ!!. 

ويجب إعادة قراءة التقرير الذى نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية بالتفصيل حول الفظائع التي ترتكبها إسرائيل فى غزة ووصفها ما يحدث بالأراضي الفلسطينية يندرج ضمن النسبة الأعلي إبادة وشدة فى التاريخ..  ورغم ما يقال حول إمكانية إدانة إسرائيل من محكمة العدل الدولية فى لاهاي لعدم توقيعها على إتفاقية هذه المحكمة، فإنه يكفي الشكوي الموثقة التي قدمتها حكومة جنوب إفريقيا الى هذه المحكمة ضد إسرائيل بشأن ما وصفته بأنه أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني فى غزة وفقاً لما أعلنته المحكمة التي حددت شهر فبراير القادم لنظر القضية، فى حين سارعت إسرائيل الى الإعراب عما وصفته باشمئزازها من هذه الإتهامات!!. 

وفي زيارته المهمة للمستشفي الميداني العائم الذى أقامته فرنسا على متن حاملة الطائرات «دبكسمود» التي ترسو بالعريش منذ نوفمبر الماضي، قال سباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسي خلال تفقده للمستشفي وتبادله الحديث مع الجرحي وذويهم أنه يؤكد على ضرورة الإستدامة للعملية الإنسانية بمعية دول أخري، وأن باريس منخرطة وملتزمة من أجل التوصل الى إستقرار فى غزة بدعم من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.