تحذيرات من توسع الصراع بعد اغتيال الرجل الثانى فى حماس

هنية: الحركة لن تُهزم .. وحزب الله: استهداف العارورى لن يمر دون عقاب

آثار دمار استهداف المبنى الذى تواجد فيه صالح العارورى، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»
آثار دمار استهداف المبنى الذى تواجد فيه صالح العارورى، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»

بيروت ــــــ وكالات الأنباء :
توالت التحذيرات الإقليمية والدولية من إمكانية توسع الصراع فى منطقة الشرق الأوسط بعد اغتيال إسرائيل لصالح العارورى، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، وستة آخرين فى بيروت، أمس الأول. وكان العارورى أحد مؤسسى «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكرى لحماس، فى الضفة الغربية المحتلة، كما وصفته الحركة بأنه «مهندس طوفان الأقصى» وهى العملية التى نفذتها المقاومة على المستوطنات الإسرائيلية فى 7 أكتوبر الماضى وقتلت 1400 إسرائيلى واحتجزت 240 آخرين.  


وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إن اغتيال العارورى «عمل إرهابى مكتمل الأركان» وانتهاك لسيادة لبنان وتوسيع للأعمال العدائية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. ونعى هنية فى كلمة تلفزيونية العاروري، مؤكدًا أن حركة حماس «لن تهزم أبدا»، وقال إن «حركة تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبدا وتزيدها هذه الاستهدافات قوة وصلابة وعزيمة لا تلين. هذا هو تاريخ المقاومة والحركة بعد اغتيال قادتها، أنها تكون أشد قوة وإصرارا». كما قال مسؤول العلاقات الوطنية لحركة «حماس» فى لبنان أيمن شناعة، إن اغتيال العارورى فى لبنان، يكشف عن «النوايا العدوانية» للاحتلال بتوسيع دائرة الصراع. واغتيال العارورى هو الأول الذى يطال قياديًا فى حماس خارج الأراضى الفلسطينية منذ اندلاع الحرب بين الحركة وإسرائيل فى السابع أكتوبر الماضي. وأكد حزب الله اللبنانى أن قتل العارورى يعد «تطوّراً خطيراً». وقال فى البيان «نعتبر جريمة اغتيال الشيخ صالح العارورى ورفاقه الشهداء فى قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وتطورًا خطيرًا فى مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة». وأضاف «نُؤكّد أنّ هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب وإنّ مقاومتنا على عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التى قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها فى أعلى درجات الجهوزية والاستعداد».


ورغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، إلا أن الناطق باسم الجيش الإسرائيلى دانيال هاجارى قال فى مؤتمر صحفى إن قواته «فى حالة تأهب  دفاعا وهجوما. نحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات».


بدورها، قالت قوات الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان (يونيفيل)، أمس، إنها تشعر بقلق عميق إزاء أى احتمال للتصعيد قد تكون له «عواقب مدمرة»، وذلك بعد اغتيال الرجل الثانى فى حماس بالضاحية الجنوبية لبيروت. وناشدت يونيفيل فى بيان جميع الأطراف لوقف إطلاق النار وضبط النفس. 


من جهته، دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إسرائيل إلى «تجنّب أيّ سلوك تصعيدى وبخاصة فى لبنان». وقال قصر الإليزيه إثر مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الفرنسى مع عضو مجلس الحرب الوزارى الإسرائيلى بينى جانتس إنّ ماكرون شدّد على وجوب «تجنّب أيّ سلوك تصعيدي، بخاصة فى لبنان، وأنّ فرنسا ستستمرّ فى إيصال هذه الرسائل إلى كلّ الجهات الفاعلة المعنيّة بشكل مباشر أو غير مباشر فى المنطقة». بدورها، وصفت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية أن استهداف العارورى «يمثل تصعيدًا خطيرًا فى الصراع القائم فى الشرق الأوسط.جاء ذلك فيما عمّ الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية، أمس، تنديدا باغتيال القيادى فى حركة «حماس» صالح العاروري.  وشلّ الإضراب، الذى دعت إليه حركة التحرير الوطنى «فتح»، والقوى الوطنية والاسلامية مناحى الحياة كافة، وأُغلقت الجامعات، والبنوك، والمحلات التجارية .