سكان «حديقة الحيوان».. رعاية كاملة خلف الأبواب المغلقة

يحظى جميع الحيوانات بالرعاية طوال فترة إغلاق الحديقة للتطوير
يحظى جميع الحيوانات بالرعاية طوال فترة إغلاق الحديقة للتطوير

■ كتبت: آية فؤاد

خلال الفترة الماضية، أُغلِقَت حديقة الحيوان بالجيزة لتطويرها وإعادة إحيائها بما يتماشى مع طابع حدائق الحيوان العالمية، على أن يُعاد فتحها من جديد للزائرين بعد التطوير للاستفادة من مقوماتها والاستمتاع بها مجددًا، وبحسب ما هو مُعلن فإن فترة الغلق قد تتراوح بين عام وعام ونصف، لتنفيذ خطة التطوير، ولكن ماذا عن الحيوانات التى  تسكن الحديقة خلال فترة الغلق، وما التدابير التى  يجرى  اتخاذها لعدم تأثير فترة الغلق عليها؟ الإجابة في سياق التحقيق التالي:

◄ المساحات المفتوحة تحسن من الصحة النفسية للحيوان

إيهاب هلال، الأستاذ بمعهد بحوث الصحة الحيوانية الحاصل على الدكتوراة في الحياة البرية وحدائق الحيوان، يقول إن البيئة المحيطة بالحيوانات لها تأثير كبير فى  صحتها النفسية، خاصة الحيوانات التى  تحب التواصل مع الزوار، وفترة الغلق قد تؤثر فى  الحيوانات خصوصًا بالنسبة إلى أنواع بعينها، وهى  التى  تتأثر نفسياً نتيجة عدم التعامل مع الجمهور، ومنها القرود وتحديدًا القردة العُليا، كالشمبانزى  العبلنج والمكاك.

يتابع: هذه الحيوانات كما يحب الزوار التواصل معها فهى  أيضاً تحب التواصل مع الجمهور، وتنتظر ميعاد فتح الحديقة لرؤية الزوار وتناول الطعام منهم والضحك واللعب معهم، ولتفادى التأثير السلبى على هذه الحيوانات بسبب الغلق وعدم وجود الزوار لا بد من الإبقاء على الحارس، لأن هذه الحيوانات على درجة كبيرة من التعلق به، لذلك فوجوده معهم يعوضهم عن عدم وجود جمهور خلال فترة الغلق ويحافظ على سلامتهم النفسية لحين فتح الحديقة للزوار مجددًا.

ويوضح: هناك ارتباط قوى  بين الحيوان والحارس، لأنه هو الذى  يقدم له الطعام ويرعاه طوال الوقت، فالحيوان ذكي ولديه قدرة على معرفة الناس والتفرقة بينهم، ويعلم جيدًا متى تُقدَّم له وجبة الطعام ومن سيقدمها له، وهو شىء واضح فى  بيت الأسود، حيث يتواصل الحارس مع الأسود بالكلام والإشارات وبمرور الأيام يحدث نوع من الألفة بينهما ويتمكن من ترويض الأسود.

ويشير إلى أن خروج حديقة حيوان الجيزة من التصنيف الدولى  كان نتيجة لتغير اتجاهات حدائق الحيوان عالمياً، فقد تحولت الحدائق من كونها مكانًا لعرض الحيوانات فى  أقفاص إلى مكان يراعى  البعد النفسى  لكل حيوان ومنحه الحرية فى  أن يحيا حياته بطريقة طبيعية في مساحات واسعة ومفتوحة، وهو أمر هام يجب الالتفات له لمواكبة التطور بحدائق الحيوان عالمياً.

مؤكدًا أنه كلما أعطى الحيوان حريته في الحركة يؤثر ذلك إيجابا فى  نفسيته وقدرته على التكاثر، وهذا التطور فى  حدائق الحيوان ساعدها على أن تتحول لمراكز إكثار للحيوانات المهددة بالانقراض.

◄ اقرأ أيضًا | الحكومة تكشف حقيقة تجريف الأشجار النادرة بحديقة الحيوان تزامنًا مع تطويرها

من جانبه، يؤكد اللواء محمد رجائي، مدير حدائق الحيوان بوزارة الزراعة، أن الحيوانات تحظى برعاية كاملة من تغذية جيدة ورعاية طبية بداخل الحديقة خلال فترة الغلق مع الحفاظ على البيئة المناسبة لطبيعة تعايش كل حيوان حتى لا يصاب بالاكتئاب أو أى  مشكلات نفسية، لافتًا إلى أن طاقم العمل بالحديقة لديه الخبرات اللازمة لعبور هذه الفترة دون أى  ضرر يقع على الحيوانات.

ويوضح أن الاتجاه لتطوير الحديقة جاء بناء على عدة أهداف، أهمها إعادة الحديقة إلى عضوية الاتحاد الدولى  لحدائق الحيوان الذى  خرجت منه عام 2004، ولتحقيق ذلك كانت هناك عدة تحديات يجب تحقيقها لتطوير كل ما يخص الحيوانات وتغذيتها والتعامل معها والرفق بها. والتطوير يشمل البنية التحتية المتهالكة بالحديقة سواء مواسير الرى  أو الصرف والطرق والمنشآت بما يتفق مع معايير الاتحاد الدولى  مع الحفاظ على أصالة المبانى  والمنشآت، وكل ما هو أثرى  بالحديقة، بالمتابعة مع وزارة الآثار التى  تحرص على ترميمها فقط دون المساس بها، ومنها الكوبرى  المعلق الذى  أغلق لمدة 10 سنوات لتآكل الحديد والخشب به.

كما سيتم تطوير بعض المباني غير المسجله كأثر، لكنها ذات طابع معمارى  مميز، ومنها بيت السباع، حيث يراعى الحفاظ على هويتها كونها من أهم معالم حديقة الحيوان، ومن ضمن خطط التطوير أيضًا زيادة الغطاء الشجري بالحديقة مع الأشجار العتيقة بها والتى  يصل عمرها إلى 150 سنة. أما المبانى  الجديدة بالحديقة فسيكون معظمها خدميًا ولكن لا تتعدى  مساحتها 9% من المساحة الكلية للحديقة كالمطاعم ودورات المياه، مع إنشاء مستشفى بيطرى  لخدمة ورعاية الحيوانات طبقاً للمعايير الدولية، وسيتم إنشاء نفق وتلفريك للربط بين حديقتى  الحيوان والأورمان.

وفيما يخص العمال والحراس، أوضح أنه بدأ بالفعل تدريبهم من خلال شركة عالمية خاصة بالإدارة والتدريب لعقد دورات لهم وتزويدهم بالخبرة اللازمة مع تغيرات الفترة القادمة. وعمّا يتردد بشأن احتمالية رفع سعر تذكرة الحديقة بعد التطوير، أكد أن الحكومة حريصة على أن يكون سعر التذكرة فى  متناول جميع الفئات وتقديم أفضل خدمة للمواطنين.

فيما يقول شادى  أمين، رئيس العمليات بالتحالف المصرى لتطوير حديقتى الحيوان والأورمان، إنه سيتم البدء رسميا فى  تنفيذ تطوير الحديقتين بعد أن استعرض مجلس الوزراء المخطط النهائى  لمشروع تطوير الحديقتين.