حصاد 2023 | أمريكا تسجل أعلى معدل لحوادث إطلاق النار في تاريخها

أمريكا تسجل أعلى معدل لحوادث إطلاق النار في تاريخها
أمريكا تسجل أعلى معدل لحوادث إطلاق النار في تاريخها

في ظل مشهد مأساوي ومتكرر من حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة الأمريكية على مدار عدة أعوام، ومع انقضاء عام 2023، سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على ارتفاع معدل جرائم إطلاق النار في أمريكا إلى أعلى مستوى منذ عام 2006.

وفي الأيام الأخيرة من العام المنتهي 2023، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية حوادث إطلاق نار جماعي في ولايتي تكساس وواشنطن، حيث بلغ إجمالي هذه الحوادث 37 و38 على التوالي، وهما من ضمن الحوادث التي يتم فيها قتل 4 أو أكثر من الأشخاص.

ووفقًا لتقرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن عام 2023 شهد أعلى رقم لحوادث إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة منذ عام 2006، وكما جرت العادة في معظم هذه الحوادث، لم تحدث الحادثين الأخيرين في أماكن عامة، وإنما وقعا في منازل خاصة.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن عام 2022 شهد وقوع 36 حادثًا مماثلًا، وارتفعت حصيلة الوفيات في حوادث إطلاق النار لتصل إلى 197 في عام 2023، وهو رقم قياسي جديد، كما أصيب 91 شخصًا في هذه الحوادث، لكنهم نجوا بحياتهم.

وتستخدم صحيفة واشنطن بوست، مصطلح "إطلاق النار الجماعي" للإشارة إلى حوادث تسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل، ويركز التقرير على أهمية فهم وتحليل هذه الظاهرة، حيث لا يوجد تعريف موحد للمصطلح.

وارتفعت حوادث إطلاق النار في أمريكا بالسنوات الأخيرة، وشهدت حوادث القتل الجماعي بالأسلحة ارتفاعًا في عام 2019، ثم تراجعت خلال العام الأول من جائحة كورونا، ومع استعادة الحياة طبيعتها تدريجيًا، ارتفعت وتيرة حوادث إطلاق النار الدموية مرة أخرى.


إحصائيات حوادث إطلاق النار

وتكمن غالبية حوادث إطلاق النار في المنازل، حيث شهدت بداية عام 2023 سبع حوادث إطلاق نار متعلقة بأسلحة في شهر يناير، وهو أعلى عدد مسجل في قاعدة البيانات، كما شهد 2023 أيضًا أكبر عدد من حوادث القتل الجماعي في المنازل أو مراكز الإيواء، حيث وقعت 26 حادثًا على الأقل من أصل 38.

ويشير التقرير إلى أن 3 فقط من حوادث إطلاق النار كانت ذات صلة بالسرقة أو نزاعات العصابات أو الجرائم المتعلقة بالمخدرات.

وعلى عكس ذلك، هاجم مرتكبو تلك الحوادث الغرباء أو أشخاصًا يعرفونهم، مع العلم أن النتيجة المحتملة هي الموت أو السجن، حسب قول رئيس قسم علم الجريمة والعدالة الجنائية في جامعة ألاباما.

وتشير التحليلات إلى أن المجتمع الأمريكي بات يتجاوب أفضل الآن للإشارات التحذيرية لحوادث إطلاق النار الجماعية والاستراتيجيات المتاحة لتقييم التهديدات. 

وسجل أكتوبر من العام المنقضي، حادث إطلاق نار دمويًا آخر في ولاية ماين، حيث قتل 18 شخصًا وأصيب 13 آخرون.

وتظهر الإحصائيات أن عمليات إطلاق النار الجماعية أصبحت شائعة في أنحاء الولايات المتحدة، مع سهولة الحصول على الأسلحة النارية وتزايد أعدادها بنسبة إلى عدد السكان، وفي ظل وجود عدد كبير من الأسلحة الفردية، يملك بالغ من كل ثلاثة بالغين سلاحًا ناريًا، ويعيش حوالي 50% من البالغين في منزل يحتوي على سلاح.


«بايدن» يستنكر إطلاق النار

وأعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن استنكاره الشديد للحوادث الأخيرة المتعلقة بجرائم إطلاق النار في أمريكا، حيث أدان هذه الأحداث بشدة، مُشيرًا إلى أن المجتمع الأمريكي يعيش مرة أخرى تحت وطأة موجة من إطلاق النار المأساوي الذي يهدد الأرواح.

وفي سياق متصل ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية المقررة في عام 2024، تشهد حوادث إطلاق النار الجماعي اتساعًا في رقعتها، مما يضع الرئيس الأمريكي بايدن في مواجهة تحدٍ حرج أمام الناخبين.

وفي إطار جهوده للتصدي للتحديات الأمنية المتزايدة وللمساهمة في خلق بيئة أكثر أمانًا للمواطنين، دعا بايدن عدة دول إلى فرض حظر على البنادق الهجومية والمجلات عالية السعة، وأكد على أهمية دعم الكونجرس لتجديد الحظر الوطني على مثل هذه الأسلحة.