تاج

ولو صدفوا!

محمد واهدان
محمد واهدان

 قديما كان العرب اذا ما قدموا على فعل شيء، يمسكون بطائر ويطلقون سراحه، فإن طار إلي اليمين يتفاءلون، أما إذا طار ناحية اليسار فلا يقدمون على فعل الشيء وربما إلى الأبد، وبعد ذلك وقبل دخول الإسلام إلى شبه الجزيرة العربية، كانت الجاهلية تؤمن بالأزلام ويتباركون فى إستخدامها؛وهي عبارة عن سهام صغيرة مكتوب عليها، «إفعل»و»لاتفعل»، كانت توضع تلك السهام في كيس ومن ثم يأخذ منها طالب التوقع الصحيح إحداها وينفذ ما تمليه عليه الازلام، حتى جاء الإسلام وأمرنا بإجتنابها، اليوم ونحن في القرن الـ٢١، كان لابد للفكرة الشيطانية ان تتطور، فها نحن نري الكثيرين وهم ينتظرون العراف الفلاني والمنجم العلاني على أحر من الجمر، إخترعوا حظك اليوم والتاروت والأبراج لكي لا تموت فكرة الأمل فى التخاذل والإتكال على الحظ، نعم إنه علم ولكنه في الضحك على الذقون، والخداع عن طريق إرتداء قناع السحر والتنبؤ، ففى مثل هذا الوقت من بداية كل عام جديد، ونحن نري أسطولا من العرافين والمنجمين، يعملون على مخاطبة الأحلام والأمنيات المنشودة بدافع الاطمئنان، وذلك باستعمال حيل لفظية وكلمات فضفاضة لدغدغة مشاعر أي غريق متعلق بقشة، وهذا ما أكده العديد من خبراء علم النفس، علاوة على تبرير الندم من بعض الاخفاقات التى حدثت أو ستحدث، يغلفون كلماتهم فى جمل غيبية لكي نعلقها على شماعة الحظ والأبراج، فنحن بطبعنا نميل دوما إلى تصديق التوقعات المفرحة ونعشق الأمل فى التخاذل.


● الخلاصة: «لا تصدق هؤلاء حتى ولو صدفوا.. فهناك إحصائية صدرت من مؤتمر الازهر العالمي للفتوي قبل فترة، والتى تحدثت عن ان ٦٤% يتابعون الأبراج بشكل دوري، و٤٦% منهم يصدقونها تصديقها كاملا.. إقتلوا هذا الفضول الفاسد الذي بداخلكم.. وإتكلوا على العناية الإلهية، إبتعدوا عن هؤلاء فهم يضلون ولايضيئون الطريق.. انتبهوا لخرافات إستعباد العقول.. وانتبهوا لمن يقف وراءها.. فلن تغّير أقوالهم شيئا من أقدارنا؛ فنحن من نصنع مستقبلنا».


● فيسبوكيات: «الوعي والإيمان هما الدواء لسموم الخرافات».