فى الصميم

ماذا بعد سحب حاملة الطائرات؟!

جلال عارف
جلال عارف

فى خطوة مفاجئة تم الكشف عن قرار أمريكى بسحب حاملة الطائرات العملاقة «جيرالد فورد»، من شرق البحر المتوسط.. وعودتها إلى مقرها بالولايات المتحدة. القرار أذاعته وسائل الإعلام الأمريكية مع مطلع العام الجديد نقلا عن مصادر عسكرية وجاء فى توقيت دقيق تمر به «حرب الإبادة» التى تقوم بها إسرائيل، والتى استندت - منذ اليوم الأول- إلى الدعم الأمريكى الذى كان وجود حاملة الطائرات الأمريكية إحدى ركائزه الأساسية.


ورغم الحديث عن أن أمريكا سترسل سفينتين حربيتين من القوة البحرية العاملة جنوب البحر الأحمر إلى شرق المتوسط، فإن ذلك لا يعوض مطلقا رحيل أكبر حاملة طائرات فى العالم، ومعها مجموعة السفن المتطورة المصاحبة لها والتى قامت بالدور الأكبر فى حماية إسرائيل بعد ٧ أكتوبر من احتمالات توسع الحرب، وأبقت الوضع على الحدود الشمالية مع لبنان تحت السيطرة حتى الآن.. فما الذى تغير حتى يتم سحب «جيرالد فورد» من المنطقة بعد أسبوعين فقط من قرار بتمديد مهمتها فى البحر المتوسط، وبعد أيام من صفقة سلاح جديدة من أمريكا لإسرائيل تم اعتمادها بصورة استثنائية لاحتياج إسرائيل الكبير لها؟!
بالتأكيد.. ليس هذا هو الوقت الملائم لمثل هذه الخطوة الأمريكية من وجهة نظر إسرائيل التى تعانى عسكريا وتتخبط سياسيا. لكن يبدو أن مخاوف أمريكا من انفلات الأوضاع فى المنطقة هو الدافع للتحرك الأمريكى الجديد.. حيث انتقل التوتر العسكرى إلى جنوب البحر الأحمر والعراق وسوريا، والتأكيد على أن ما تخطط له إسرائيل هو تفجير الوضع فى الشمال مع حزب الله اللبنانى.. أى أن ما كان سببًا فى إرسال البوارج والأساطيل الأمريكية وهو تجنب حرب إقليمية كبرى، أصبح مهددا مع سياسة نتنياهو المستعد لإحراق العالم لكى ينجو من السقوط الحتمى!!
يبقى أن سحب أمريكا لحاملة الطائرات يعنى تأكدها أن «حزب الله» لا يريد حربا تدمر لبنان، بل يريد إنهاء العدوان الإسرائيلى، وأنه ليس مطلوبا للانجرار لحرب مع إيران يسعى لها نتنياهو، ولا مصلحة لأمريكا فى أن تبقى شريكا فى المذبحة البشرية التى ترتكبها إسرائيل، والتى لن توقفها إلا مضطرة، والقرار عند واشنطون.. إن أرادت!!