إنها مصر

أتمنى لمصر

كرم جبر
كرم جبر

أتمنى للمصريين أن يحفظهم الله من كل شر، وأن يقيهم الأشرار الذين أصبحوا فى المنطقة مثل الجراد، يلتهمون كل عود أخضر ويتركون خلفهم الدمار والخراب.


المصريون الصابرون والراضون بالحلوة والمرة، لأنهم مؤمنون تماماً بأن أربعة جدران تحميهم أفضل من كل كنوز الدنيا، وبلدهم والحمد لله ليست أربعة جدران فقط وإنما أغدق الله النعم عليها.


أتمنى أن يحفظ الله مصر، وتبقى دائماً مرفوعة الهامة والقامة، قوية ومتعافية بين الأمم، كريمة وقادرة.
مصر التى لم تعرف الدماء ولا العنف والقسوة، إلا منذ أن نشأت «جماعة ذئاب الدم»، وكانوا يريدونها وطناً لهم ولخلافتهم المنكوبة، ولكن شعبها أبى إلا أن تكون مصر لكل المصريين، وليس لجماعة ضالة، واستطاع شعبها ان يخلصها من بين أنياب وأظافر الجماعة الارهابية.
أتمنى لها الاستمرار فى بناء قوتها الذاتية فى كل المجالات، اقتصادياً وعسكرياً، ففى عالم اليوم لا احترام إلا للأقوياء، والضعيف يداس بالأقدام، مثل الفيلة التى لا تدوس إلا العشب.


أتمنى لها السلامة والأمن والطمأنينة، فهى أجمل بلد فى الدنيا، قد نتضايق منها أحياناً، ولكن لا نقدر على فراقها، مثل المحبوب ومحبوبته لا يطيق بعادها، وإذا غاب يكون من أجل العودة إليها.


مصر التى غنينا لها فى الشدة، ولم يصبر شعبها يوماً واحداً على احتلال أى جزء من أراضيها، وهل تذكرون حالة المصريين بعد حرب 67، وكيف صارت سيناء المعشوقة التى افتديناها بالأرواح والدماء.
سيناء التى حركت فى أعماقنا مخزون الكرامة والكبرياء والوطنية، فرفض المصريون جميعا التفريط فى شبر منها، للتهجير القسرى او الاختيارى، فلن تطأها أقدام غير مصرية ولن يرتفع فوق صواريها إلا أعلام مصر.
>>>
«راحة البال»
راحة نفسية وعلاج للتوتر وتخفيف للضغوط، ذلك الذى يملكه الإنسان المؤمن، بأن هناك رباً يرعاه وبيده ملكوت السموات والأرض، فلا راحة لحسود ولا محب لسيئ الخلق ولا ضمير للحاقد على الناس، والناقم من النعم التى منحها الله لهم.
راحة البال، عندما تضع رأسك على الوسادة ليلاً، فتنام مبتسماً فى هدوء، ولا تهاجمك أفكار سوداء، ولا تقلق منامك كوابيس تهب من عقلك الباطن فتستيقظ مذعورا، قبل أن يقبض روحك ملاك الموت.
راحة البال، والبال معناه الشأن والحال والمزاج، والبلَّة هى نضارة الشباب، ومرتاح البال يكون شكله وملامحه أصغر من سنه، لأنه متسامح مع نفسه، فأصبح متسامحاً مع الدنيا ومن فيها.
ومولانا الامام على كرم الله وجهه يقول: «لاتظلم كما لا تحب أن تُظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم، وإن قلّ ما تعلم».