شد وجذب

صنع فى فلسطين

وليد عبد العزيز
وليد عبد العزيز

ما نشاهده من صمود وتحدٍ وتضحيات وقوة وسلاح يحمله أبطال المقاومة فى غزة هو صناعة فلسطينية خالصة ..حتما ستنتهى الحرب وحتما سيتم الكشف عن أسرار جديدة لم نسمع عنها أو نشاهدها على شاشات الفضائيات .. من صنع الشاب الفلسطينى المقاوم والمقبل على الشهادة بكل ايمان وشجاعة هى أسرة فلسطينية علمت الأولاد أن الدفاع عن الأرض والعرض والحق هو واجب وطنى ليوم الدين وأن نيل الشهادة فى الحرب القذرة التى تخوضها أمريكا وإسرائيل على الشعب الأعزل هى شرف وفخر ..

الحرب السوداء الدائرة حاليا سيذكرها التاريخ المعاصر لعشرات السنين وسيظل اسم كل بطل شهيد سواء طفلا أو رجلا محفورا فى الوجدان لدى شعب قاوم ويقاوم غدر الزمن وخسة العدو ومتغيرات الطبيعة ..حرب لا يوجد لها وصف إلا لفظ الحرب الظالمة فى عالم يتشدق قادته بالديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من الكلمات المجهلة التى يتحدثون عنها ولا يعرفون معناها ..فى الأيام الأخيرة انتشرت بعض الأخبار بأن الدولة المصرية تقدمت بمقترح أو مبادرة جديدة لوقف القتال ونزيف الدم على ارض غزة ..مضمون المبادرة لم يخرج إلى النور حتى الان ولكن عنوانها الأهم هو وقف القتال والعودة إلى المفاوضات والسماح بتبادل الأسرى والأهم هو البحث عن الطريق الصحيح لعودة الحق إلى الشعب الفلسطينى الذى يعيش فى سجن مفتوح منذ ١٧ عاما والعالم يتفرج ويكتفى بتقديم معونات الغذاء والدواء فقط .. الحرب على غزة كشفت ملامح النظام العالمى الجديد والقائم على المؤامرات والتهديد بالقوة وسلب الحقوق ..دولة مثل أمريكا سقطت فى عيون العالم الحر وأعتقد أنها تحتاج لعشرات السنين لتقنع العالم من جديد انها دولة لا تعشق قتل الأطفال الأبرياء ولا تشرد النساء والشيوخ من منازلهم ..ما فعلته أمريكا فى الصومال وأفغانستان والعراق وأبدت الندم عليه لم ولن يتكرر فى غزة لأن حرب قتل الأطفال التى تقودها مع إسرائيل أصبحت وصمة عار ملتصقة بقادة هذه الدول وجيوشها لعشرات السنين ..

الحل الأمثل لإنهاء هذه المجزرة هو السماع لصوت العقل الذى انطلق من القاهرة منذ اندلاع الحرب والذى أعلنه الرئيس السيسى فى قمة السلام التى استضافتها العاصمة الإدارية بحضور العديد من قادة دول العالم والتى أوضحت بكل صدق أن وقف القتال والعمل على حل الدولتين المخرج الوحيد لإنهاء الحرب ..ولو لم يحدث ذلك لم ولن تنعم إسرائيل بالأمن المفقود لانها دولة تحتل أرض دولة أخرى بقوة السلاح وهو الأمر الذى أصبح من الماضى فى منهج العالم الجديد .. دعونا نستمع لصوت العقل لنخرج من هذا الدمار ونكتفى بهذا القدر الكبير من الخسائر البشرية والمادية والإنسانية.. وتحيا مصر