خطة التنمية الشاملة تغير وجه الحياة بالفيوم

«قارون» تعود إلى الحياة تدريجياً

مراكب الصيادين على ضفاف البحيرة
مراكب الصيادين على ضفاف البحيرة

مشروعات ضخمة فى كافة القطاعات التنموية شهدتها محافظة الفيوم خلال السنوات القليلة الماضية لتغير وجه الحياة على المحافظة التى يطلق عليها مصر الصغرى وتتميز بالطقس المعتدل والزراعات والبحيرات والصحارى البكر ،(بحرى والصعيد) يعرض على لسان محافظ الإقليم د.أحمد الأنصاري هذه المشروعات التى تعمل على توفير آلاف فرص العمل لأبناء المحافظة وتجذب الآلاف من عشاق السياحة الشتوية إلى الفيوم ومنها تطوير وتطهير بحيرتى قارون والريان ومصنع ضفائر السيارات وتنشيط السياحة الشتوية.

 تحسن كبير فى جودة المياه واختفاء طفيل «الإيزوبودا» 

بحيرة قارون التى ظلت علامة بارزة فى تاريخ الفيوم، ومصدرًا لتفاخر الصيادين، بدأت تعود إليها الحياة عقب التطوير الذى تشهده بعدما أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى تعليماته بالاهتمام ببحيرات الجمهورية وكان من ضمنها بحيرة قارون، وذلك لعودة إنتاجها السمكي إلى سابق عهده، ومحاولة إعادة التوازن البيئى بها وعودتها كما كانت فى السابق، والوقوف على نتائج التحاليل التى قامت بها الجهات ذات الصلة لإنزال ذريعة الجمبرى للبحيرة، والعمل على تفادى السلبيات لتنمية البحيرة، التى تعتبر مصدراً رئيسياً للاقتصاد بمحافظة الفيوم، ويولى الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم اهتماماً كبيراً بهذا الملف وفق التوجهات الرئاسية حتى تعود البحيرة إلى الحياة فى الفترة المقبلة.

أكد الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم فى تصريحات خاصة لـ «الأخبار» أن هناك اهتماماً كبيراً جداً بملف تنمية بحيرة قارون، مشيراً إلى أن هناك خطوات كبيرة تمت فى ملف معالجة مياه الصرف الصحى الذى يدخل إلى البحيرة، وهناك تحرك كبير فى ملف حياة كريمة يستهدف إنشاء 10محطات معالجة كبيرة من بينها محطة سوف تدخل التشغيل التجريبى بنهاية شهر ديسمبر 2023، وتباعاً سوف تدخل المحطات الأخرى فى الخدمة والتى تعمل على تحسين جودة المياه الداخلة إلى البحيرة، بالإضافة إلى توفير خدمات الصرف الصحى لآلاف المواطنين فى مركزى إطسا ويوسف الصديق والتى لها تأثير مباشر على جودة المياه فى بحيرة قارون.

وأوضح «الأنصارى» أن الملف الآخر الذى يعمل على تحسين جودة المياه الداخلة إلى البحيرة المشروع الأوروبى والخاص بتوسعات خدمات الصرف الصحى لعدد من القرى المبللة والتى قاربت نسب التنفيذ بها على الانتهاء فى 6 قرى بمراكز طامية وسنورس وأبشواى، وبلغت نسبة التنفيذ فى بعضها لنحو 90% ، مشيرا إلى أن العمل يجرى على قدم وساق فى محطة الصرف الصناعية بمنطقة كوم أوشيم والتى من المقرر تسليمها فى نحو 12 إلى 18 شهراً بتكلفة إجمالية تبلغ 600 مليون جنيه، لافتا إلى أنه تمت مراجعة عمليات الصرف الصناعى الموجودة بالمنطقة الصناعية وبصفة عامة من خلال التحاليل التى تقوم بها جهات عديدة لتحسين جودة المياه، والمؤشرات تؤكد على تحسن المياه بشكل كبير داخل بحيرة قارون، ومعدلات الإصابة بطفيل «الإيزوبودا» تكاد تكون منعدمة تماماً.

وأكد محافظ الفيوم أن المخزون السمكى الطبيعى للبحيرة ينمو بشكل ملحوظ، وتم إنزال أصبعيات فى يناير 2023 إلى البحيرة، ويتم حاليا إعداد خطة كاملة لعام 2024 بالتعاون بين المحافظة ومستشار المحافظة للثروة السمكية وجهاز تنمية الثروة السمكية لإنزال ذريعة أسماك بمعدل 4 مرات خلال العام الجديد ونوعيات مختلفة من الأسماك ما بين موسى والبلطى والجمبرى والبورى وذلك فى مواعيد الإنزال الطبيعية من العام الجديد، مشيراً إلى أن وزارة البيئة لها بعض الملاحظات المهمة لإعادة الحياة للبحيرة ومنها زيادة أعداد الطيور المهاجرة خلال شهر أكتوبر الماضى وحتى شهر مارس الحالى ما يدلل على تحسن نوعية مياه البحيرة وأصبحت تجذب الطيور بعد أن كانت فى فترة سابقة طاردة لها، وهو ما يؤكد على عودة الحياة الطبيعية والتوازن البيئى للبحيرة بشكل كبير، لافتا إلى أن الفترة المقبلة سوف يتم تكثيف دور المحافظة فى الرقابة والتشديد على كافة الأنشطة التى تمارس على ضفاف بحيرة قارون، وتمت السيطرة على الممارسات السلبية التى كانت تحدث من قبل ويتم التصدى بشكل فورى لأى ممارسات حتى لا يدخل المسطح المائى المهم والموقع الاستراتيجى للمحافظة لمعاملات خطورة أخرى خلال الفترة القادمة.

من جانبه أكد الدكتور محمد التونى معاون محافظ الفيوم، أن ما تم إنجازه فى بحيرة قارون فى الفترة الماضية سيسهم بشكل كبير فى تحسين الحياة المائية وعودة الثروة السمكية فيها.