إنها مصر

العصر الذهبى للمواطنة

كرم جبر
كرم جبر

البهجة التى يقابل بها المسيحيون الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى احتفالات عيد الميلاد كل عام.. عنوانها: نحن فى العصر الذهبى للمواطنة والتسامح والمحبة بين عنصرى الأمة.


قبل ذلك كانت العلاقات مرتبكة، ويتم استثمارها فى الخارج على نطاق واسع، وتصدر بيانات "تدين الأوضاع" من الكونجرس والبرلمان الأوروبى وغيرها من المنظمات الحقوقية فى العالم.


وعن تجربتى الشخصية، فلى باع طويل فى تحقيقات صحفية عن حوادث الفتنة الطائفية، ولم أترك قرية أو مدينة وقع فيها حادث طائفى فى الثمانينيات والتسعينيات، إلا وكنت هناك، فى المنيا وأسيوط ودير مواس وأبو قرقاص والبدارى ودرنكة والدير المحروق وعزبة تكلا والكشح والقديسين، وغيرها من التى شهدت أحداثا جساما، وكلها فى مجلدات "روزاليوسف".
وكشاهد على هذا التاريخ الطويل، كانت معظم الفتن من أحداث مفتعلة "مستصغر الشرر"، وتتحول بفعل تراخى الحكومات إلى حرائق كبيرة، تضخمها وسائل الإعلام، ويلعب عليها الخارج.
وكمعاصر لما يحدث الآن، فقد استطاعت الدولة أن تطبق مبدأ "العدالة القانونية"، وتمكن الرئيس من ترسيخ الطمأنينة فى نفوس الجميع مسلمين وأقباطاً، لأنه تعامل مع الجميع كمصريين، بعيداً عن "تديين" الحوادث الجنائية ووقائع العنف.
فعندما يقع حادث طائفي، لا تنظر الدولة إلى ديانة مرتكبيه ولا تسمح للشعارات الدينية بالمزايدة والتحريض، وإنما بالإجراءات القانونية الحاسمة والرادعة أياً كان مرتكبو الحوادث.


ما علاقة من يعتدى على الآخرين أو يغتصب الحقوق أو يستولى على أراضى الغير، وغيرها من الحوادث التى أججت الفتن.. ما علاقتها بالإسلام أو المسيحية؟ ومن المستفيد من إشعال النيران وإذكاء الغضب؟
ومن الذى كان يمنح صكوكاً للمتطرفين من الجانبين أن يستبدلوا قوانين الدولة بأحكامهم الخاصة، فنصبو أنفسهم فوق العدالة والقانون، ويحشدون خلفهم طوابير من المتعاطفين والمخدوعين ليكونوا وقوداً للفوضى؟
عشنا هذه الأحداث، وصعد فوقها بعض رجال الدين من الجانبين كقضاة وحكام، وكان من المفترض أن يقتصر دورهم على الدعوة إلى التهدئة والمحبة، وليس شحن النفوس بالغضب.
ويجد كل هؤلاء ضالتهم الكبرى فى عهود سابقة فى ثغرة "ضعف الدولة" وتراخيها، ولجوئها إلى الحلول العرفية، فى جرائم جنائية كانت تستوجب تطبيق القانون بحسم وحزم، وليس التساهل والتراخي.


"حكمت فعدلت"، وعندما يسود العدل يعم الارتياح ويطمئن الناس على حياتهم وممتلكاتهم، بعيداً عن السطوة والنفوذ، وهذا ما فعلته الدولة ورسخ معالمه الرئيس.


الأقباط يستقبلون الرئيس فى الكاتدرائية بالتصفيق والزغاريد والورود والدعاء، لأنه يعتبرهم مع إخوانهم المسلمين، تجسيداً للترابط فى مصر، مهد الديانات السماوية وكنانة الله على أرضه، ومعاً هم الركيزة الأساسية للتقدم والنمو.
ومن يزرع يحصد.. العدالة تساوى الطمأنينة، وإزاحة السحب السوداء المفتعلة التى كانت تظهر فى سماء العلاقات بين شركاء فى وطن واحد وأرض واحدة ومصير مشترك، ومستقبل آمن طالما ظلت العلاقة بينهما متينة وقوية.