الدكتور بولا يونان القمص يكتب: الكريسماس تاريخ ومعتقدات 

الدكتور بولا يونان القمص
الدكتور بولا يونان القمص

 الكريسماس تاريخ ومعتقدات 
الاحتفالات برأس السنة الميلادية 2024


 جاءت كلمة كريسماس من كلمة انجليزية قديمة تتكون من مقطعين الأول يعنى " المسيح " والثانى يعنى" عيد " إن اختصار كلمة كريسماس فقد اشتق من الأبجدية اليونانية حيث يبدأ حرف  أول حروف أسم السيد المسيح له المجد  
وهنا نلقى الضوء  بأيجاز على بعض مظاهر الأحتفال بالسنة الميلادية التى ولد فيها  السيد المسيح حسب التقويم المصرى القديم .. 

شجرة الكريسماس : يرجع تقاليدها إلى القرن السابع الميلادى عندما كان أحد الرهبان البريطانية يدعى بونيفاس يعظ فى المانيا عن ميلاد المسيح  لمجموعة من الألمان الوثنيين لكى يدعوهم إلى ترك عبادة الأصنام الى عبادة الأفضل وهى عبادة الله القدوس الحى ثم قام الراهب بقطع شجرة تسمى سنديان من جذورها العميقة الضاربة فى العمق بباطن الأرض ملقاة بالكامل على سطح الأرض أمامهم  حتى يقنعهم أنها ليست مقدسة ، فسقطت إثر ذلك كل الأشجار التى وقعت عليها  وأثناء سقوطها نزلت عليها من السماء صاعقة من النيران المحرقة وأحترقتها فلم يتبقى من أثر الأشجار عدا شجرة واحدة وهى شجرة التنوب الابيض والتى تعرف الآن بشجرة الكريسماس وإطلق عليها هذا الراهب بشجرة ميلاد المسيح فأهتم بها رئيس قبيلتهم واجتمعوا حولها جميعاً فرحين وصارت كل القبائل الوثنية تسمع وتؤمن بميلاد المسيح مخلص العالم من خطاياهم ، ولم يفكر المسيحيون فى تزيين الشجرة إلا فى القرن السادس الميلادى ومن وقتها بدأت عادة تزيين شجرة الميلاد وأنتشرت من المانيا كلها إلى الولايات المتحدة الامريكية فى عام 1531م  ثم الى كندا عام 1856م  وفرنسا وايطاليا واسبانيا واليونان والارجنتين والبرازيل وبريطانيا  ثم بقية دول العالم وفى بداية القرن العشرين حيث أهتم الناس بأقتناء شجرة الكريسماس فى بداية كل عام ميلادى ويضعوا حولها الهدايا التى يتبادلها الأهل والأصدقاء فى منازلهم احتفالاً بميلاد السيد المسيح له المجد .

بابا نويل  (سانتا كلوز) تجسيداً لشخصيتة الحقيقية وليس كما يرسمونه بعض الفنانين وهو على العربة الاسطورية وتشدها الغزلان وحوله الثلوج البيضاء وأنما هو قديس عظيم وصارأسقفاً لمدينة مورا الأيطالية وكان عضواً بمجمع نيقية عام 325م  ويدعى الأنبا نيقولاس وكان من رجال الكهنوت ورئيس أحد الأديرة العامر بالرهبان وملابسه الشهيرة كانت ملابس خدمته الكهنوتية هنذاك .. ولد الأنبا نيقولاس فى تركيا عام 280 م وتنيح فى 343 م ودفن فى كنيسة ميرا وفى عام 1087 نقل جسده المبارك الى مدينة بارى الايطالية حيث بنيت له كنيسة بأسمه فى هذه المدينة ، عاش هذا القديس من العمر63 عام فى مخافة الله وخدمته الجليلة  ، كان بسيط جداً كان يركب حماره الخاص يجوب المنازل فى الخفاء يصنع خيراً مثل السيد المسيح مع الفقراء والمساكين وكان يحب الأطفال محبة كبيرة ويعطوهم الهدايا والحلوى والفاكهة والنقود من ثروته الطائلة وكان مشاركهم فى أفراحهم وأتعابهم ولقب هذا الرجل بشفيع البحار لانه دشن أول سفينة هولندية وصلت الى امريكا لذلك سميت أول كنيسة فى نيويورك الامريكية بأسم القديس نيقولاس  وبنت له أول  كنيسة على أسمه فى مصر بمدينة بنها ويعتبر بابا نويل من أهم مظاهر الأحتفال برأس السنة الميلادية .
 ( مغارة الميلاد ) هى  تحفة من الأحجار الصخرية أو خشب الأشجار وهى عبارة عن شكل حظيرة ( مذود البقر ) تحوى ما بداخلها تماثيل للطفل يسوع المسيح وأمه العذراء مريم ويوسف النجار ورجال المجوس الثلاث بهداياهم ونجمهم وأحد رعاة الليل وبعض المواشى و أقتنائها فى  كل بيت مسيحي فى العالم كنوع من التأمل فى فضيلة الوادعة والأتضاع  وتجسيداً لمكان ميلاد ملك الملوك ومخلص العالم  وهو فى بيت لحم اليهودية   ( كنيسة المهد التى بنيت عام 326م )  التى ولد على أرضها الطفل يسوع ويقع هذا المكان على هضبة مرتفعة من الحجر الجير  باليهودية فى أورشليم القدس بفلسطين وأحتفظت التقاليد بمكانها حتى الآن محفورة فى صخر كلسى ومساحتها 12,5×3,5 متر وهى حالياً مكسوة بالرخام ومازال سقفها هو الصخور الطبيعية .. وتعتبر مغارة الميلاد من أهم المظاهر الاحتفال بهذا العيد المبارك ، وكل عام وحضراتكم بخير .