فلسطين ..«طوفان الأقصى» الحدث الأبرز

صورة من اقتحام الجدار العازل بين قطاع غزة وإسرائيل صباح ٧ أكتوبر
صورة من اقتحام الجدار العازل بين قطاع غزة وإسرائيل صباح ٧ أكتوبر

سيسجل التاريخ أن العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة والذى يدخل شهره الرابع لم يكن الأول وقد لا يكون الأخير فقد سبقه جولات عديدة من المواجهات وكانت البداية فى أيام الغضب فى عام ٢٠٠٤ مرورا بالعصف المأكول فى ٢٠١٤ ولكنه بكل المقاييس هو «الأطول» من حيث المدة الزمنية دون أى مؤشرات على نهايته وهو «الأعنف» من حيث حجم الدمار غير المسبوق فى القطاع الذى لا يقارن بما حدث لبعض الدول فى الحرب العالمية الثانية وهو «الأعلى» من حيث أرقام الضحايا من الشهداء والمصابين والنازحين فالأرقام تتحدث عن الخسائر طوال ٨٢ يوما أكثر من ٢٩ ألف شهيد وحوالى ٥٦ ألف مصاب وجريح ونزوح حوالى ٢ مليون فلسطينى ناهيك عن الآلاف من المنازل المهدمة والمدارس والمنشآت الصناعية والصحية ودور العبادة وغيرها وبكل المقاييس فإن المنطقة بعد عملية طوفان الأقصى ستختلف تماما عما قبلها وسيكون لها تداعيات سنشهدها خلال عام ٢٠٢٤ ويمكن أن نتوقف عند بعضها وهى كالتالى:

أولا: توقعات باستمرار عدوان إسرائيل ووفقا لتصريحات كبار المسئولين الإسرائيليين ومنهم نتنياهو وقادة فى مجلس الحرب فإنه مستمر دون سقف زمنى الحديث يدور عن شهور خاصة.

ثانيا: أن العدوان كشف عن زيف مواقف الغرب وفى القلب منها امريكا وسط حالة من الدعم العسكرى الذى لم نشاهده من قبل.

اقرأ أيضاً| حصاد 2023| العدوان على غزة.. تحيز وتضليل وتجاهل للمعايير المهنية الإعلام الغربى يفضح نفسه

ثالثا: تزايد احتمالات نشوب حرب إقليمية بعد توسيع مسرح العمليات ليشمل عددا من دول المنطقة ومن ذلك اليمن وجماعة حزب الله وانطلاق عمليات من سوريا والعراق مما يدفع باتجاه دخول إيران طرفا أساسيا فى المعارك.

رابعا: إعادة الاعتبار إلى القضية الفلسطينية خاصة أن قطاع غزة ظل مغيبا عن المشهد السياسى الدولى طوال ١٧ عاما عاشت فيها حالة إهمال شديد سوى خلال فترات العدوان الإسرائيلى المتكرر الذى سبق أن أشرنا إليها.

خامسا: طرح العديد من سيناريوهات ما بعد وقف العمليات العسكرية بافتراض غياب المقاومة عن المشهد خاصة الوضع فى غزة فقد استبعد نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بينما ترى واشنطن أن السلطة يجب أن تسيطر على القطاع بالإضافة إلى الضفة بعد إجراء إصلاحات فيها وكذلك مناقشة إقامة حكومة فلسطينية مدنية بديلة وتعتمد على شخصيات مدنية ليس لها أى علاقة بحركة حماس من شخصيات عامة ورجال أعمال مهمتها إدارة شئون سكان القطاع وتوفير الخدمات لهم مع احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية.

وبعد فإن عملية طوفان الأقصى نقطة تحول فى المواجهات بين الجانبين ستؤدى إلى أحد طريقين «تصفية» القضية الفلسطينية وهو أمر يبدو مستحيلا ومستبعد تماما أو إلى الذهاب إلى «التسوية السياسية» تنهى للأبد حالة عدم الاستقرار فى المنطقة.