بدون تردد

آخر أيام ٢٠٢٣

محمد بركات
محمد بركات

اليوم هو آخر أيام عام ٢٠٢٣، طبقاً للحسابات الفلكية المستقرة والمعمول بها منذ أكثر من ألفى عام، وذلك يعنى أنه قد بقى لنا فى العام الحالى ٢٠٢٣، الذى أوشك أن يكون ماضياً، عدة ساعات قليلة قبل أن يغادرنا، غير مأسوف عليه، فى منتصف الليلة، فى لحظة فاصلة بين عامين، حيث تنطبق عقارب الساعة والدقائق والثوانى على الثانية عشرة تماما، إيذاناً زمنياً ورسمياً بانتهاء عام وبداية عام جديد.

وفى كل مكان من عالمنا المكتظ بأكثر من ثمانية مليارات من البشر، هناك فيض دائم من المشاعر المتناقضة والأحاسيس المختلطة والأمانى المتنوعة والآمال المتعددة تنتاب كل الناس فى ليلة رأس السنة، وهم يودعون عاماً مضى ويستقبلون عاماً جديداً.

ورغم مشاعر الحزن والألم التى ألمت بنا جميعاً خلال العام الذى أوشك أن يفارقنا عند منتصف الليل، فى ظل المأساة الدامية الجارية فى قطاع غزة، وما يتعرض له الشعب الفلسطينى من حرب إبادة لا إنسانية، تحت وقع العدوان الإسرائيلِى الإرهابى المستمر على طول الثمانين يوماً الماضية، وسط عجز دولى فاضح عن التدخل لوقف إطلاق النار ووضع نهاية للعدوان، نتيجة الموقف الأمريكى المنحاز والمشارك لإسرائيل فى عدوانها.

رغم ذلك... إلا أنه قد بقى لنا جميعاً مساحة من الأمنيات والآمال، نتنمى أن تتحقق فى العام الجديد، الذى نقف على أعتابه الآن بالفعل.

ومن الطبيعى أن يكون فى مقدمة ذلك ما يتمناه الكل بأن يكون وطننا أكثر أمناً واستقراراً فى العام الجديد، وأن يكون كل الناس فيه أفضل حالاً وأهدأ بالا، وأكثر اقتراباً من تحقيق طموحاتهم فى العام الجديد ٢٠٢٤، الذى بدأت بواكيره تلوح فى الأفق، وأخذت شمسه تستعد للبزوغ بعد ساعات معدودات.

ومن الطبيعى كذلك أن يكون فى صدارة أمانينا جميعاً أن يشهد العام الجديد فى بداياته الأولى، وقفاً شاملاً ونهائياً للحرب اللاإنسانية الجارية على قطاع غزة، وأن نرى تحركاً فعلياً نحو تحقيق السلام الشامل والعادل للقضية الفلسطينية.

وفى هذا السياق أحسب أننا ندرك جميعاً أن الأمانى وحدها لا تكفى لتحقيق الطموحات وبلوغ الأهداف، وأن الآمال وحدها لا تكفى لخلق واقع جديد أو تغيير واقع قائم،...، ولكننا نستطيع تحقيق ما نريد بالعمل الجاد والسعى المخلص والجهد المتواصل.

ويجب أن نؤمن جميعاً بأن طريقنا لتحقيق طموحنا فى دولة مصرية قوية وحديثة وديمقراطية.. هو العمل والمزيد من العمل والجهد.