عن محاولات العبث بالهوية

د.إلهام سيف الدولة حمدان
د.إلهام سيف الدولة حمدان

أعد‭ ‬نفسي‭ ‬من‭ ‬المحظوظات،‭ ‬فقد‭ ‬جمعتني‭ ‬منصة‭ ‬الحوار‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬مع‭ ‬الرائدة‭ ‬العظيمة‭ ‬الدكتورة‭ ‬هدى‭ ‬عبدالمنعم‭ ‬زكريا‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬بجامعة‭ ‬الزقازيق‭ ‬والمحاضرة‭ ‬بكلية‭ ‬ناصر‭ ‬العسكرية‭ ‬وعضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للإعلام‭ ‬سابقا‭ ‬وعضو‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬لمكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬برئاسة‭ ‬السيد‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬والكاتبة‭ ‬والحكاءة‭ ‬التي‭ ‬لايمل‭ ‬لها‭ ‬حديثا‭ ‬بل‭ ‬يلتف‭ ‬حولها‭ ‬الجميع‭ ‬ليستقي‭ ‬من‭ ‬ماعون‭ ‬حبها‭ ‬بل‭ ‬عشقها‭ ‬لمصرنا‭ ‬المحروسة،‭ ‬فقد‭ ‬التقيتها‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬أقامتها‭ ‬جمعية‭ ‬محبي‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬مؤخرا،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ترشيح‭ ‬منها‭ ‬لي‭ ‬لأشاركها‭ ‬مناقشة‭ ‬موضوع‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭ ‬حول‭ ‬الهوية‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المتغيرات‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية،‭ ‬وأدار‭ ‬الحوار‭ ‬مدير‭ ‬النشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬بالجمعية‭ ‬الكاتب‭ ‬محمد‭ ‬نوار‭ .‬

يالها‭ ‬من‭ ‬مسئولية‭ ‬تلقى‭ ‬على‭ ‬عاتقي‭ ‬أمام‭ ‬جمهور‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬الحقيقيين‭ ‬المهتمين‭ ‬بقضايا‭ ‬الوطن،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الآونة‭ ‬شديدة‭ ‬الحساسية،‭ ‬فمصرنا‭ ‬تقبع‭ ‬وسط‭ ‬مخاطر‭ ‬لاحصر‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬عدد،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬مني‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬استمعت‭ ‬بمنتهى‭ ‬الإنصات‭ ‬لكلمة‭ ‬د‭.‬هدى‭ ‬زكريا‭ ‬بغية‭ ‬أن‭ ‬تزول‭ ‬مخاوفي‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬إحساسي‭ ‬بالمسئولية‭ ‬من‭ ‬الموضوع‭ ‬وهذه‭ ‬المشاركة‭ ‬مع‭ ‬قمة‭ ‬من‭ ‬قممنا‭ ‬الفكرية‭ ‬المصرية‭ ‬التي‭ ‬بادرت‭ ‬الحضور‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬قدسية‭ ‬الهوية‭ ‬المصرية،‭ ‬فهي‭ ‬الوطن‭ ‬بكل‭ ‬مكوناته‭ ‬ومشتملاته،‭ ‬برغم‭ ‬محاولات‭ ‬تراها‭ ‬مستميتة‭ ‬لضربها‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬لكنها‭ ‬لاتبلغ‭ ‬الهدف‭ ‬لوعي‭ ‬المصريين‭ ‬بمصلحة‭ ‬بلدهم،‭ ‬واستدلت‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬مكونها‭ ‬المعرفي‭ ‬بتاريخ‭ ‬المحروسة‭ ‬وأهلها،‭ ‬فذكرت‭ ‬أن‭ ‬الملك‭ (‬مينا‭) ‬عندما‭ ‬وحد‭ ‬القطرين‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬شمل‭ ‬المصريين‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬صراعات،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المصريين‭ ‬هم‭ ‬أصحاب‭ ‬فكرة‭ ‬“العقيدة‭ ‬الوطنية”،‭ ‬وعددت‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬حديثها‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬وقائع‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬تمسك‭ ‬المصري‭ ‬بهويته،‭ ‬فكان‭ ‬للاستعمار‭ ‬تأثيره‭ ‬الواضح‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬التى‭ ‬قام‭ ‬باحتلالها،‭ ‬فتراجعت‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وغلبت‭ ‬اللغة‭ ‬الفرنسية‭ ‬على‭ ‬الشمال‭ ‬الأفريقى‭ ‬لغة‭ ‬المحتل‭ ‬الفرنسي‭ ‬له،‭ ‬أما‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فلم‭ ‬يستطع‭ ‬الاستعمار‭ ‬تغيير‭ ‬لغتنا‭ ‬العربية‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬اللغة‭ ‬الفصحى‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬اللغة‭ ‬العامية‭ ‬لأهل‭ ‬المحروسة،‭ ‬وأن‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬قد‭ ‬اختار‭ ‬فى‭ ‬30‭ ‬يونية‭ ‬2013‭ ‬الوطن‭ ‬الراسخ‭ ‬فى‭ ‬التاريخ،‭ ‬ورفض‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬أنهم‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬الدين‭ ‬فقط،‭ ‬ويرون‭ ‬أن‭ ‬الوطن‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬مجرد‭ ‬“حفنة‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬العفن‭ ‬“‭ ! .‬

وجالت‭ ‬مع‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬مناقشة‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬تحذير‭ ‬من‭ ‬مغبة‭ ‬المحاولات‭ ‬التي‭ ‬تدبرها‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬للعبث‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭_ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭_ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬العبث‭ ‬في‭ ‬الهوية،‭ ‬فالأمور‭ ‬إذن‭ ‬ليست‭ ‬مطمئنة،‭ ‬لهذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الذاكرة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬فهى‭ ‬أحد‭ ‬الأدوات‭ ‬المهمة‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الهوية،‭ ‬وأشادت‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬فهو‭ ‬خير‭ ‬حارس‭ ‬للهوية‭ ‬المصرية،‭ ‬ورددت‭ ‬مقولة‭ ‬جمال‭ ‬حمدان‭ : ‬تحت‭ ‬رداء‭ ‬المصرى‭ ‬رداء‭ ‬آخر‭ ( ‬كاكى‭ )  ‬زى‭ ‬العسكرية‭ ‬المصرية،‭ ‬و‭ ‬مقولة‭  ‬أحمد‭ ‬عرابى‭ ‬ومعه‭ ‬ألف‭ ‬وخمسمائة‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬والشعب‭ ‬لحاكم‭ ‬مصر‭ ‬الخديوى‭ ‬توفيق‭ :‬”‭ ‬لقد‭ ‬ولدتنا‭ ‬أمهاتنا‭ ‬أحراراً‭ ‬“‭ ‬وهذا‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬مكونات‭ ‬الهوية‭ ‬المصرية‭ .‬

وجاء‭ ‬دوري‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬لأؤكد‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬أمور‭ ‬وقضايا‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬المصري‭ ‬دون‭ ‬أدني‭ ‬التفات‭ ‬لقصدية‭ ‬إزاحة‭ ‬الهوية‭ ‬المصرية‭ ‬وتمييعها‭ ‬بشتى‭ ‬السبل‭ ‬لصالح‭ ‬مخططات‭ ‬عالمية،‭ ‬فقد‭ ‬تابعنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والكتابات‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬وتناولت‭ ‬قضية‭ ‬الهوية،‭ ‬هل‭ ‬نفهم‭ ‬معنى‭ ‬الهوية‭ ‬؟‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬المفهوم‭ ‬مستعصيا‭ ‬على‭ ‬الوضوح،‭ ‬فقد‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬تعريفا‭ ‬شافيا‭ ‬واصفا‭ ‬ومحددا‭ ‬لها،‭ ‬وبوصفي‭ ‬أستاذ‭ ‬اللغويات‭ ‬والتأليف‭ ‬والكتابة‭ ‬الإبداعية‭ ‬بأكاديمية‭ ‬الفنون‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬تصويب‭ ‬النطق‭ ‬لكلمة‭ (‬الهوية‭) ‬فلغويًا‭ ‬مأخوذة‭ ‬من‭ ‬”هُوَ‭ .. ‬هُوَ“‭ ‬بمعنى‭ ‬أنها‭ ‬جوهر‭ ‬الشيء،‭ ‬وحقيقته‭ ‬و‭ ‬ثوابته‭ ‬التي‭ ‬تتجدد‭ ‬لا‭ ‬تتغير،‭ ‬تتجلى‭ ‬مفصحة‭ ‬عن‭ ‬ذاتها،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تخلي‭ ‬مكانها‭ ‬لنقيضها،‭ ‬وتتشكل‭ ‬هوية‭ ‬أية‭ ‬أمة‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬صفاتها‭ ‬التي‭ ‬تميزها‭ ‬عمَا‭ ‬عداها‭ ‬تعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬شخصيتها‭ ‬الحضارية‭.‬وتنطوي‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬عناصر‭: ‬العقيدة‭ ‬،‭ ‬واللغة‭ ‬والموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬التاريخي‭. ‬

ويعد‭ ‬الدين‭ ‬أهمها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬حيث‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬تذوب‭ ‬الهويات‭ ‬متعددة‭ ‬العناصر،‭ ‬وتصبح‭ ‬الهوية‭ ‬الأكثر‭ ‬معنى‭ ‬بالنسبة‭ ‬للصراع‭ ‬هي‭ ‬السائدة‭.‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أدركه‭ ‬الأعداء‭ ‬اليوم‭ ‬فيرون‭ ‬أن‭ ‬استعادة‭ ‬المسلمين‭ ‬لهويتهم‭ ‬الإسلامية‭ ‬وانتمائهم‭ ‬القرآني‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬الأخطار،‭ ‬و‭ ‬الغربيون‭ ‬أحرص‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬هوياتهم،‭ ‬وعلى‭ ‬ذوبان‭ ‬المسلمين‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬ووزارات‭ ‬خاصة‭ ‬للاندماج‭ ‬وتذويب‭ ‬الهويات،‭ ‬وأوروبا‭ ‬ترفض‭ ‬تركيا‭ ‬بسبب‭ ‬الهوية‭ ‬ليس‭ ‬إلا،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬أوزال‭ ‬سنة‭ ‬1992م‭: ‬سجل‭ ‬تركيا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬سبب‭ ‬ملفق‭ ‬لعدم‭ ‬قبول‭ ‬طلب‭ ‬انضمامها‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسى‭ ‬هو‭ ‬اختلاف‭ ‬الديانة‭. ‬فالقوى‭ ‬الأوروبية‭ ‬تعلنها‭ ‬مدوية‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬دولة‭ ‬إسلامية‭ (‬تركيا‭) ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ولا‭ ‬يرحبون‭ ‬بوجود‭ ‬دولة‭ ‬إسلامية‭ ‬أخرى‭ (‬البوسنة‭) ‬،‭ ‬إذن،إنهم‭ ‬يعلنونها‭ ‬حرب‭ ‬“هويات‭ ‬“‭!‬

لقد‭ ‬اصبحنا‭ ‬جزرا‭ ‬منفصلة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬،‭ ‬لهذا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬أن‭ ‬الأعداء‭ ‬نجحوا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية،‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬وسط‭ ‬غياب‭ ‬دور‭ ‬للدولة‭ ‬ودور‭ ‬الأسر،‭ ‬وتراجع‭ ‬التعليم‭ ‬فى‭ ‬مدارسنا،‭ ‬والعزوف‭ ‬عن‭ ‬القراءة،‭ ‬هذا‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬غياب‭ ‬الوعى،‭ ‬فهو‭ ‬الأمر‭ ‬المنجي‭ ‬مما‭ ‬يحاك‭ ‬لنا،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬يواجه‭ ‬تهديدا‭ ‬حقيقيا‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استمرت‭ ‬محاولات‭ ‬محاربة‭ ‬لغتنا‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التعليم‭ ‬الأجنبي‭ ‬ووجود‭ ‬مؤسسات‭ ‬تعليمية‭  ‬ألمانية،‭ ‬يابانية،‭ ‬فرنسية،‭ ‬وغيرها،‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تتعلم‭ ‬لغتنا‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬لغتهم‭ ‬الأم‭ ‬دون‭ ‬مساس،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نتخلص‭ ‬من‭ ‬“عقدة‭ ‬الخواجة‭ ‬“‭ ‬التي‭ ‬تلازمنا‭ ‬ونراها‭ ‬بإطلاق‭ ‬أسماء‭ ‬غربية‭ ‬على‭ ‬المطاعم‭ (‬ريستوران‭) ‬حيث‭ ‬قائمة‭ ‬الطعام‭ ‬المدرج‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬الأصناف‭ ‬بلغة‭ ‬أجنبية‭ ‬لماذا؟‭!‬،‭ ‬والبقالة‭ (‬سوبر‭ ‬ماركت‭)‬،‭ ‬والشركات‭ ‬وحتى‭ ‬المدارس،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬وغيره‭ ‬“تمييع‭ ‬للهوية”‭  .‬

لقد‭ ‬أصبحت‭ ‬الثقافة‭ ‬“ثقيلة‭ ‬الظل”‭ ‬وحجر‭ ‬على‭ ‬صدورنا،‭ ‬ندعو‭ ‬إلى‭ ‬القراءة‭ ‬والاطلاع‭ ‬دون‭ ‬استجابة،‭ ‬ونواجه‭ ‬بالمناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬المرهقة‭ ‬فى‭ ‬المدارس،‭ ‬أما‭ ‬أهمية‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبى‭ ‬فهو‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭  ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬هويتنا‭ ‬حيث‭ ‬تمثل‭ ‬الأزياء‭ ‬مكونا‭ ‬رئيسا‭  ‬لسهولة‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬بلدك‭ ‬من‭ ‬الملبس‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تنطق‭ ‬بكلمة‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬الاختلاط‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭  ‬بضوابط‭ ‬طبيعية‭ ‬تحد‭ ‬مستقبلا‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬التحرش‭ ‬فزميلة‭ ‬الدراسة‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬الأخت‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬وأخيرا‭ ‬دور‭ ‬الفنون‭ ‬والفنان‭ ‬القدوة‭.‬

لقد‭ ‬ركزت‭ ‬الندوة‭ ‬على‭ ‬تناول‭ ‬قضية‭ ‬الهوية‭ ‬الشائكة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جوانبها‭ ‬في‭ ‬استفاضة‭ ‬ونقاش‭ ‬هادىء‭ ‬يملؤه‭ ‬الحماس‭ ‬والغيرة‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬منا‭ ‬ومن‭ ‬الحضور،‭ ‬لكن‭ ‬مازال‭ ‬في‭ ‬الجعبة‭ ‬الكثير‭ ‬لطرحه‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬حلول‭ ‬ناجعة‭ ‬بجانب‭ ‬ماتطلقه‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬من‭ ‬حملات‭ ‬وجهود‭ ‬الأفراد‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬الحل،‭ ‬لكونها‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المتغيرات‭ ‬المحمومة‭ ‬حولنا‭.‬


 

;